سأبيح لنرْد الريح بأن ينطلق
مصطفى معروفي
ــــ
أصبح يتفقد كاحله لما أخذ طريقا آخر
يسعف قدميه
وتأكد أنْ لا غيمَ يساورهُ
اِنتهزَ دهاليزَ أصابعه ليصوغ بها ثَبَجاً
من زخرفِ أسماءَ
وأساورَ صافية الومضِ
سأفتح دائرة المعنى
بطفولة هذي الأرض
وفوق جبين الكون
سأنثر سر الأغصان الملقاة على
شجري المائجِ
ثم إذا برز الغد رشيقا كالعادةِ
سأبيح لنرد الريح بأن ينطلق إلى
حيث سليمُ خطايَ
وثَمَّ بنافلة القول له أسمحُ،
آليتُ بأني قد أعلنُ
أن مواقيت الرغبة ليس تقل سموّاً
عن هوَسِ النهرِ،
أنا لم أهتبل الفرَصَ المطلولة
فوق أديم الأرجاءِ سدى،
إن الفلوات إذا اتسعت
خاطت للغزلانِ منامات الصمتِ
لكي عند النبع تكون كما هيَ
لا كبيارقَ من بصَلٍ...
كان سؤالي بالضبطِ هو :
لماذا تجتهد الريح لكي قرب الأشجارِ
تقيم لها هاويةً هي في الأصلِ
سليلة منحنيات شتى؟.