قصيدة نثرية  بقلم: خالد عيسى 
صُنّاعُ الفَجْر

قُوموا... أيُّها الحالمونَ بوَطنٍ يليقُ بإنسانِه،
قُوموا... فَالفَجرُ لا يُهدَى إلى النّائمين،
ولا تُنيرُ الشَّمسُ دَربَ مَن خَشِيَ خُطاه!

أيُّها السّائرونَ في دروبِ التَّعبِ،
أنتمُ العَينُ التي تَرَى المستقبلَ قبلَ أن يُولَد،
أنتمُ الصَّوتُ الّذي يَخترقُ ضَجيجَ الشُّكوك،
أنتمُ القَلبُ الّذي لا يَكِلُّ وإنْ تَكسَّرَتْ عليهِ الأيّام.

اِزرَعوا الحُلمَ في الطِّينِ،
واسقوهُ بِنَزفِ أكُفِّكُم،
فإنَّ الأرضَ تُحبُّ مَن يُقبِّلُها بالعَرقِ،
وتَمنحُ مجدَها لِمَن يَغرسُ فيها النُّورَ بالصَّبرِ والإيمان.

يا أبناءَ الأملِ،
يا صُنّاعَ الغَدِ،
في كَفِّكُم مِفتاحُ النَّهضةِ،
وفي عُيونِكُم وَعدُ الحياةِ الأجمل!

اِبنوا الحَياةَ بِما تَستطيعونَ مِن صِدقٍ،
واجعلوا الحُلمَ جسرًا،
والعِلمَ جناحًا،
والعَملَ مَعراجًا إلى السَّماءِ.

لا تَنتظروا المعجزةَ…
كونوا أنتمُ المعجزة!
فالمَجدُ لا يُورَّثُ في الكُتُبِ،
ولا تُباعُ الكَرامةُ في السُّوقِ،
هيَ نارٌ تَسري في العُروقِ،
تَشتَعِلُ كلَّما وَقَفَ الإنسانُ ليقولَ: «أنا صَانعُ نُوري!»

عَلِّموا أبناءَ الغَدِ أنَّ العَملَ نَشيدُ الحياةِ،
وأنَّ العِلمَ سِراجُ الأممِ،
وأنَّ الأوطانَ تُكتَبُ بالأيادي لا بالأحلامِ فقط.

قِفوا… كما تَقِفُ الجِبالُ في وَجهِ الرِّيحِ،
واهتِفوا… كما يَهتِفُ الضّياءُ في وُجوهِ الظُّلُمات،
قولوا: نحنُ أبناءُ الفَجرِ،
ونحنُ الّذينَ نُعيدُ للغَدِ مَعناه!