تدرس إسرائيل إمكانية تصعيد عملياتها العسكرية ضد لبنان على خلفية ما تصفه بمحاولات "حزب الله" تعزيز قدراته العسكرية.
وفي هذا الإطار، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الخميس، اجتماعًا أمنيًا مصغّرًا لبحث الملف اللبناني.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية (كان) عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الحزب "يسعى إلى إعادة بناء قدراته الهجومية والدفاعية، وإعادة تشكيل قيادته العسكرية"، مضيفًا أن جهات إسرائيلية تزعم أن الحزب تمكن مؤخرًا من تهريب مئات الصواريخ قصيرة المدى من سورية إلى لبنان.

من جانبها، أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت بأن المجلس الوزاري المصغّر (الكابينت) ناقش الأوضاع على الجبهة الشمالية، مشيرة إلى أن الاجتماع جاء "في ظل ما تعتبره إسرائيل خروقًا من جانب حزب الله للاتفاقات القائمة ومحاولات لاستعادة قوته".

وفي موازاة ذلك، عبّر مسؤولون في الجيش الإسرائيلي عن استيائهم مما وصفوه بـ"تجاوزات" بعض عناصر قوات الطوارئ الدولية (يونيفيل) في جنوب لبنان. ونقل موقع واينت العبري عن مسؤول عسكري في قيادة المنطقة الشمالية قوله إن القوات الأممية "توثّق تحركات الجيش الإسرائيلي بدلاً من مراقبة الحدود، وهو ما يُعدّ تجاوزًا لمهامها"، على حد تعبيره.

وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن الطائرة المسيّرة التي أسقطتها مؤخرًا قوة فرنسية تابعة لـ"يونيفيل" "لم تشكل أي تهديد"، واعتبر أن القوة تصرّفت "دون صلاحية" في محاولة لإظهار دورها. كما أضاف مسؤولون عسكريون أن النشاط الأممي الميداني ازداد منذ تجديد تفويض يونيفيل قبل شهرين، معتبرين أن بعض كتائبها "تقترب من السياج الحدودي وتعيق عمليات الجيش".

وذكرت يديعوت أحرونوت في تقرير نُشر الجمعة أن إسرائيل ترى أن "يونيفيل" قدّمت خلال السنوات الماضية "غطاءً غير مباشر" لتمكين "حزب الله" من تعزيز بنيته العسكرية جنوب لبنان، عبر إقامة بنى تحتية ومخازن أسلحة وأنفاق قرب مواقع الأمم المتحدة، وفق ما ورد في التقرير.

في المقابل، أصدر الرئيس اللبناني جوزاف عون، مساء الخميس، توجيهات إلى الجيش اللبناني بـ"التصدي لأي توغل إسرائيلي"، وذلك عقب مقتل موظف في بلدية بليدا جنوبي لبنان خلال عملية نفذتها قوة إسرائيلية داخل البلدة، وفق مصادر لبنانية.
واعتبر عون أن الحادثة "تشكل خرقًا جديدًا للسيادة اللبنانية"، داعيًا لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية إلى "التحرك لمنع تكرار هذه الانتهاكات وضمان التزام إسرائيل بالاتفاقات الموقّعة".