عطر وبخور  في مدرسة تعشق النّور

زهير دعيم
نُشر: 08/11/25 17:21

في حضن الجليل ، وعلى خدّه الشّامة  الجميلة عبلّين ، حيث للكلمة جذور وللحرف شذا وللمجد عنوان ، اجتمعنا نحن  بعض الأدباء والكتّاب العرب في الداخل ، لا نحملُ معنا إلا دفاتر أرواحنا وهمسات  قلوبنا وفوح مشاعرنا واقلامنا .

كان اللقاء في مدرسة " صالح شيخ أحمد " (على اسم  المدير الجميل والمرحوم  استاذي وزميلي صالح شيخ احمد الذي اسّس المدرسة  واضفى عليها وطاقم جميل معه  ؛ أضفى عليها  لونًا وذوقًا مرهفًا ) نعم  هذه  المؤسسة ما كانت مرّة وما كانت اليوم مجرد جدران ، بل فضاءً يحتضن الفكر ويحمي الحلم ،  ويزرع القمح في كلّ الحقول.

وللحق أقول فقد كانت وما زالت هذه المدرسة  والتي درّست بها 37 سنة  ، كما كلّ مدارس عبلّين الجميلة منارة ادبيّة  ، تفيض علمًا وتربية وأخلاقًا شذيّة  ، بقيادة المديرة الراقية هديل كيّال ، فكان لقاءً وصداقاتٍ قديمة جمعتنا  ، ومِنصّة راقية  نثرت عبير الحرف ، واحتفت بالقصيدة كأنها صلاة ، وبالنصّ كأنه وطن .

جلسنا هناك نحن أبناء الكلمة ،  نقرأ وننثر بين جدران الصفوف وفي نفوس  الطّلبة  نورًا فوق ضوء ، ونحتفل باللغة التي تجمعنا رغم شتات الجغرافيا .

كل قلمٍ سكب شيئًا من روحه ، وكل صوتٍ غرّدَ كأنّه رجع ذاكرة ، وكلّ عينٍ لمعت لأنّها رأت في اللقاء أكثر من مناسبة … رأت انتماءً واحتضانًا وأملًا جديدًا ،  وذكريات جذلى اعادتنا الى الأيام الخوالي  ، يوم جلسنا على المقاعد القديمة نرنو بشوق الى معلّم كان المربّي والأب قبل ان يكون مدرّسًا .

 نعم لوحة جميلة  رسمها  الادب والادباء فوق جبين مؤسسة تتسربل بالمحبة وتتزيّا بالنشاط  .

كان يومًا مثمرًا كيف لا ؟!!!  وقد اجتمعتُ بها  ومن خلالها الى ادباء لم التق بهم منذ سنوات طوال أمثال :  محمد حبيب الله واسمهان خلايلة وصالح اسدي ،  وللحقيقة أقول كلّهم مبدعون  فالأدباء الشباب كانوا يقطرون عطاءً ومحبة للغتنا الجميلة .

فشكرًا جزيلًا من الأعماق لمدرسة آمنت بالكلمة واعتنقتها ، وشكرًا لمديرة شرّعت الأبواب للنور، وشكرًا لأقلام التقينا بها كأننا نكتب مستقبلًا أجمل وقصيدة حبلى بالرّجاء .

فهكذا تنبت القصائد في تربة اللقاء ،  وكذا تزهر الأوطان في حضن الثقافة ويسمو البشر في أحضان اللغة والكتاب .

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة