ليست وظيفةُ المدرسةِ نقلَ المعرفةِ فحسب، بل غرسَ القيمِ وبناءَ الإنسان.
فالمعلّمُ الحقيقيّ لا يزرعُ المعلوماتَ في العقول، بل القيمَ في القلوب، لأنّ التربيةَ على القيم هي جوهرُ التعليم وروحه.
القيمة هي مبدأٌ أو معيارٌ يُرشدُ الإنسانَ في سلوكه، ويُحدّد له ما هو خيرٌ وصوابٌ وجميلٌ في نظره.
إنها البوصلةُ الأخلاقية التي تُوجّه اختياراتِ الفرد ومواقفه في الحياة، وتمنحه معنى إنسانيًّا ومسؤوليةً مجتمعية.
وقد أشار الإمامُ عليّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه إلى تغيّر القيم عبر الأزمنة، فقال:
“إنَّ معروفَ زمانِنا هذا منكرُ زمانٍ مضى، وإنَّ منكرَ زمانِنا هذا معروفُ زمانٍ آتٍ.”
ومن هنا، فإنّ التربيةَ على القيم ليست تكرارًا للماضي، بل تفاعلاً حكيمًا مع الحاضر، مع الحفاظ على الأصالة والثوابت.
أنواع القيم التي يجدر ترسيخها في المدرسة والمجتمع:
القيم الدينية:
الإيمان، الصدق، الأمانة، والتسامح.
سلوك تطبيقي: أداء الأمانة بدقة، قول الحقيقة حتى لو كانت صعبة، مساعدة المحتاج، وغرس التسامح في المواقف اليومية.
القيم الاجتماعية:
الاحترام، التعاون، الانتماء، والعطاء.
سلوك تطبيقي: العمل الجماعي في الصف، احترام دور الآخرين، المشاركة في تنظيف البيئة المدرسية، والمبادرة في مساعدة الزملاء دون طلب.
القيم الإنسانية:
العدالة، المساواة، الرحمة، وحبّ الخير.
سلوك تطبيقي: التعامل بعدل وإنصاف، رفض التنمّر والتمييز، دعم الضعيف، والتعبير عن الرحمة بالقول والفعل.
القيم الوطنية:
الحفاظ على الهوية، خدمة الوطن، والمسؤولية الجماعية.
سلوك تطبيقي: احترام الرموز الوطنية، المشاركة في الأنشطة المجتمعية، الحفاظ على الممتلكات العامة، والشعور بالفخر بالانتماء للوطن.
القيم العلمية:
حبّ المعرفة، الفضول الإيجابي، والتفكير النقدي.
سلوك تطبيقي: طرح الأسئلة بجرأة وأدب، البحث عن المعلومة من مصادر موثوقة، والمشاركة في مسابقات علمية بروحٍ من التعاون لا التفاخر.
مراحل تذويت القيم:
1. الاختيار: أن يعي الطالب القيمة ويختارها بإرادته.
2. التصريح: أن يعبّر عنها بالكلمة والموقف.
3. السلوك: أن تتحوّل القيمة إلى ممارسةٍ وسلوكٍ يوميٍّ ملموس.
-أمثلة على ترجمة القيم إلى سلوك عملي:
• قيمة التطوّع: أن يقدّم الطالب من وقته وجهده لخدمة الآخرين أو تحسين بيئته المدرسية دون انتظار مقابل.
• قيمة الاحترام: أن يتحدث الطالب بلطف، ويُصغي لغيره دون مقاطعة، ويحترم الأنظمة والممتلكات العامة.
• قيمة احترام الوالدين: أن يبرّهما بالقول والعمل، ويساعدهما، ويُظهر الامتنان لهما في كل موقف.
• قيمة الإصغاء: أن يُنصت المعلم أو الطالب للآخر باهتمام، ويفكر فيما يُقال قبل أن يردّ، احترامًا للحوار والمشاركة.
فالتربيةُ على القيم ليست درسًا يُلقَّن، بل حياةٌ تُعاش، ونموذجٌ يُحتذى.
والمعلّمُ هو قدوةُ الأجيال وصوتُ الضمير التربوي في المجتمع.
قال تعالى:
﴿كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾
(سورة الصف، الآية 3)
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency