على هامش الغياب كتبتُ سُطوري
حين انطفأت الوجوه أضاءت الحقيقة
الوفاء عمل لا قول
تمرّ على الإنسان محن تكشف له ما لم تكشفه السّنوات الطويلة من العشرة. ففي الشدائد، يُختبر الصدق، ويُعرّى الادعاء، ويُسقط الغياب الأقنعة.
حين تبحث عن من يواسيك فلا تجد، تدرك أن كثرة الوجوه حولك لا تعني كثرة القلوب التي تحبك
بحق.
الغائبون ليسوا فقط من ابتعدوا جسدًا، بل من لزموا الصّمت حين احتاج صوتك دفئًا، ومن تجاهلوا وجعك وهم قادرون على التّخفيف. هم من تراجعوا في اللحظة التي كان الحضور فيها موقفًا لا مجاملة.
والسّؤال الذي يطرح نفسه لماذا يغيبون؟
- يخشون مواجهة الوجع أو يخافون من أن يحمّلهم الآخر عبء المشاركة
- ضعف الارتباط الحقيقي: علاقتهم كانت سطحية لا جذور لها
والحل لهذه الوضعية-سوء التّقدير: يظنّون أن الصّمت أهون، فيغيبون ظنًا أن البعد راحة
- تبدّل القيم: في زمن المصلحة، غابت الإنسانية إلا في القليل
وما يزيد الطين بله، ان الخذلان لا يأتي من الغرباء، بل ممن حسبناهم سندًا. يترك الغياب في النفس ندبة لا تلتئم بسهولة. يُعلّم المرء أن لا يثق بسهولة، وأن لا يمنح حضوره إلا لمن يستحق.
لكنه في الوقت ذاته، يوقظ داخله قوّة لم يكن يدركها هل يجب أن يظلوا غائبين للأبد؟
نعم، إن كان غيابهم اختيارًا مقصودًا أو تكرارًا لخذلان وربما لا، إن كان الغياب اضطرارًا أو عذرًا حقيقيًا لا يخلو من الندم.
فالقرار لا يصدر عن الغضب، بل عن نضج الوعي. علينا أن نفرّق بين من غاب لأن الحياة غلبته، ومن غاب لأن القلب لم يعنيه.
- أن قلة الأوفياء نعمة، لأنهم يضيئون الحياة أكثر من عددهم
- أن الشدّة تصفي العلاقات كما تصفي النار الذهب
وأن الغياب ليس دائمًا خسارة، بل أحيانًا بداية لحياة أنقى وأصدق.
الخاتمة
في النّهاية، الغائبون في الأوقات الصّعبة ليسوا مجرد أشخاص مرّوا، بل دروس مكتوبة على جدران التجربة. أبْقِ على من حضر رغم مشقته، وودّع من غاب رغم قدرته. فالوفاء لا يُقاس بالكلمات، بل بالحضور وقت الانكسار.
ومن غاب عن وجعك، دعه يغيب عن فرحك أيضًا، فالوفاء عمل وموقف وليس مجرّد تصريحات جوفاء.
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency