تاجُ العِشْقِ وَسَيْفُ البَيَانِ
أَنَا عَاشِقٌ مِنْ صَهِيلِ الشَّمْسِ مُنْطَلِقٌ،
يَسْرِي رَحِيقِي عَلَى الآفَاقِ أَلْحَانًا.
يَا أَنْتِ يَا لُغَةً ذَابَتْ خَجُولَةً فِي دَمِي،
فَصِرْتِ فِيهَا بَيَانًا كُنْتُهُ وَكَانَا.
هَبَطْتِ مِثْلَ سَحَابٍ طَافِحٍ قُبَلًا،
يَجُودُ بِالْمَاءِ حَتَّى يُرْوِيَ الظَّمْآنَا.
مَا جِئْتُ نَحْوَكِ إِلَّا وَالنُّجُومُ مَعِي،
خَيْلًا تُزَاحِمُ أَبْوَابَ العُلَا طَعْنَا.
يَا جُؤْذَرَ الرُّوحِ، يَا فَجْرًا أُطَوِّقُهُ،
حَتَّى أَرَى مِنْ عِنَاقِ الضَّوْءِ أَكْوَانَا.
أَدْنُو إِلَيْكِ، فَتَرْتَدُّ السَّمَاءُ دُنًا،
وَتَنْحَنِي الرِّيحُ إِجْلَالًا لِأَجْفَانَا.
أَمْشِي إِلَيْكِ عَلَى جَمْرٍ، وَمَا انْطَفَأَتْ
خُطَايَ، بَلْ زَادَهَا الشَّوْقُ تِيبَانَا.
أُقْسِمْتُ: إِنْ لَاحَ فِي عَيْنَيْكِ مَأْرِبُهُ،
أَمْضَيْتُ مِنْ مِهْجَتِي لِلْوَقْتِ عُمْرَانَا.
فَأَنْتِ أَنْفَاسِيَ الأُولَى وَآخِرَتِي،
بَلْ أَنْتِ مَا بَيْنَ هَاتَيْكِ تِبْيَانَا.
يَا مَنْبَعَ الطِّيبِ وَالأَلْطَافِ، يَا سَكَنِي،
يَا مَنْ لَهَا الْقَلْبُ مُذْ رَآهَا اسْتَكْنَانَا.
إِنِّي وَقَفْتُ عَلَى أَبْوَابِ حُسْنِكِ، مُذْ
وُلِدْتُ، حَتَّى غَدَوْتُ الدَّهْرَ عِرْفَانَا.
فَتَحْتُ لِلْحَرْفِ أَبْوَابًا، وَصُغْتُ لَهُ
عَرْشًا، فَصَارَ بِفَضْلِكِ تَاجَهُ السُّلْطَانَا.
أَنَا الْفَتَى الَّذِي إِنْ سَارَ فِي لُغَتِي،
أَضَاءَ فِيهَا الْهَوَى وَالْبَحْرُ شَطْآنَا.
أَخُوضُ فِي اللَّيْلِ وَالْأَهْوَالُ تَحْرُسُنِي،
كَيْ لَا أَرَى بَعْدَ عَيْنَيْكِ الْخَفَرَ خَوْفَانَا.
أَحْمِي غَرَامَكِ، مِثْلَ الْخَيْلِ يَحْرُسُهَا
رُمْحٌ إِذَا صَاحَ مِنْ أَجْلِهِنَّ غَضْبَانَا.
يَا أَنْعَمَ الْخَلْقِ، يَا سِحْرًا تَمَلَّكَنِي،
حَتَّى كَأَنِّي صِرْتُ فِي سِحْرِكِ وُلْهَانَا.
فِي حُسْنِكِ الْبَحْرُ غَرْقَانٌ، وَفِي يَدِكِ الـ
رِّيحُ الَّتِي تَصْنَعُ الْأَمْوَاجَ نَشْوَانَا.
لَوْ جِئْتِ فِي زَمَنِ الأَبْطَالِ لَافْتَخَرُوا
أَنَّ الْجَمَالَ تَجَلَّى فِيكِ إِنْسَانَا.
وَلَصَارَ كُلُّ الْهَوَى فِي الأَرْضِ مُتَّجِهًا
نَحْوَ الضِّيَاءِ الَّذِي فِي ثَغْرِكِ أَلْوَانَا.
أَنَا سَلِيلُ الْحَرْفِ، لَا أَرْضَى لَهُ هَنَةً،
حَتَّى يَظَلَّ عَلَى التِّيجَانِ عُنْوَانَا.
أُغَنِّي لَكِ فِي لَيْلِي وَالْقَمَرُ شَاهِدٌ،
وَالنُّجُومُ تَتَرَتَّلُ مَعِي وَتَحْتَفِلُ أَفَانَا.
أَنْسِجُ أَحْلَامِي عَلَى وَجْهِكِ رُقُودًا،
حَتَّى يَصِيرَ كُلُّ الْهَوَى عَلَى الأَرْضِ أَلْقَانَا.
أَنَا الْفَجْرُ الَّذِي يَسْتَيْقِظُ بِحُسْنِكِ،
وَاللَّيْلُ يَهْتَزُّ فِي كُلِّ أَطْرَافِي أَغَانَا.
أَسْرَحُ فِي عَالَمِكِ، أُطِيرُ كَالرِّيحِ،
وَأَجِدُ فِي عَيْنَيْكِ مَا لَمْ أَرَهُ أَوَّلَ حِينَا.
أَنْحَتُ لِحُبِّكِ نُصُبًا عَلَى صَخْرِ القَلْبِ،
فَتَزْهَرُ الْحَيَاةُ فِي كُلِّ وَجْنَةٍ وَمِكْرَانَا.
أَنْتِ السَّكَنُ وَالْمَأْوَى وَكُلُّ مَا أَعْرِفُ،
وَبِحُسْنِكِ تَصْلُحُ الْأَرْضُ وَتَرْتَقِي أَرْضَانَا.
أَنَا رِوَايَةُ الْغَرامِ عَلَى وَرَقِ الزَّمَانِ،
وَكُلُّ مَا كُتِبَ بَدَا بِحُبِّكِ أَفَانَا.
أَنَا سَيْفُ الْبَيَانِ وَتَاجُ الْعِشْقِ مُتَوَّجٌ،
لَا يَمُوتُ فِي قَلْبِي وَيَسْكُنُهُ الأَبَدَانَا.
أَسْطُرُ كُلَّ حَرْفٍ عَلَى هَوَاكِ،
وَأَجْعَلُهُ أَلْهَامًا يَتَرَنَّمُ فِي الْأَفَاقِ أَغَانَا.
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency