​صباحُ الحبِّ، أيّها الأملُ السائرُ في دمي.

خالد عيسى 
نُشر: 22/11/25 19:43

​صباحُ الحبِّ، أيّها الأملُ السائرُ في دمي.
​صباحُ الفجرِ،
حينَ نهضَ طفلٌ،
قبلَ أن تستيقظَ البيوتُ من نعاسِها،
ودسَّ قدميهِ في عشبٍ،
لم يزَلْ يحتفظُ بندى الليلِ،
كأنّهُ سرُّ الأرضِ الأوّلُ.
​فتحَ بابَ البيتِ،
فأضاءَتْ عليهِ شمسٌ،
تتمرّنُ على النّهوضِ،
وركضَ...
ركضَ في مروجِ القمحِ،
كأنّهُ يسبقُ الزمنَ،
إلى وعدٍ لا يعرفُهُ بعدُ.
​قالَ للفراشةِ: "صباحُ الخيرِ"،
فرفرفَتْ كأنّها تبادلُهُ دعاءَ الطفولةِ،
ودارتِ النّحلاتُ من حولِهِ،
رقصةً صغيرةً،
تُشبهُ احتفالَ الطبيعةِ،
بمولدِ قلبٍ جديدٍ.
​رفعَ رأسَهُ إلى السّماءِ،
وحكى لها
عن طموحٍ،
أكبرَ من جيوبِ القرى،
وأوسعَ من ظلِّ الجبالِ،
فابتسمَ لهُ الرّبيعُ،
وأعارَهُ لونَهُ الأخضرَ،
ليرسمَ بهِ طريقَهُ.
​ثمّ مرَّ بالفلاحينَ،
بثيابِهم الفلكلوريّةِ،
ولغتِهم التّرابيّةِ الّتي تُشبهُ الحكمةَ،
وحملَ منهم صبرَ الأرضِ،
ولونَ القمحِ،
وعِنادَ الجذورِ.
​وفي طريقِ العودةِ،
وجدَ شيخاً،
يجلسُ أمامَ دارِهِ،
مثلَ كتابٍ مفتوحٍ،
على آخرِ أسرارِ الحياةِ،
فجلسَ قُرْبَهُ،
وتعلّمَ منهُ،
أنَّ الدّنيا طريقٌ،
لا يُضيئُهُ إلّا القلبُ،
الّذي يعرفُ كيفَ يُحبُّ.
​عادَ الطفلُ إلى البيتِ،
فوجدَ أمَّهُ،
تعدُّ الفطورَ،
بملامحَ تُدفِئُ الرّوحَ،
وأدركَ أنّ الحبَّ،
هو خُبزُ الصّباحِ،
ورائحةُ القهوةِ،
ويَدٌ تُرتّبُ العمرَ برفقٍ.
​كبرَ...
كبرَ ذلكَ الطّفلُ،
وصارَ شابّاً،
يرى الأشياءَ
بعينٍ أخرى:
يُحبُّ الوطنَ،
كأنّهُ النّسيمُ الأوّلُ،
ويعشقُ البحرَ،
لأنّهُ مرآةٌ للرّوحِ،
ويُخاطبُ الغيمَ،
كما يُخاطبُ صديقاً قديماً.
​ويكتبُ...
يكتبُ للنّساءِ الجميلاتِ،
لا ليُغويَهُنَّ،
بل ليُغنّي للكونِ،
أغنيتَهُ الّتي وُلِدتْ معهُ،
ويُغازلُ محبوبتَهُ،
كأنّهُ يتودّدُ للحياةِ نفسِها.
​يتصوّفُ في شعرِهِ،
يُحبُّ الدّنيا كما هيَ،
بجمالِها وقُبحِها،
ويفتحُ قلبَهُ،
لكلِّ ما يتحرّكُ في الوجودِ،
كأنّهُ ما يزالُ
ذلكَ الطّفلُ،
الّذي خرجَ إلى شمسٍ صغيرةٍ،
وصَدَّقَ أنّ العالمَ،
أجملُ ممّا يُقالُ.

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة