السعادة… حين نختار الطريق الذي يشبهنا

غزال أبو ريا
نُشر: 26/11/25 21:02

كلّ إنسان يبحث عن السعادة، وكثيرًا ما نتخيّلها محطةً بعيدة نصل إليها ثم نستريح. لكن الحقيقة التي تكشفها لنا الحياة يومًا بعد يوم هي أن السعادة ليست مكانًا نصل إليه، بل طريق نختاره.
هي لحظة وعي نقول فيها لأنفسنا:
السعادة الحقيقية تتحقق عندما نجد المشكلات التي نستمتع بالمرور فيها… ونستمتع أيضًا بحلّها.

هناك صعوبات ترهق القلب، تشعرنا بأنها لا تشبهنا ولا تنتمي إلى عالمنا. لكن هناك تحديات – رغم قسوتها – تمنحنا معنى، تفتح لنا أفقًا، وتعيد صياغة قوتنا الداخلية. هذه التحديات ليست عبئًا، بل فرصة، وهي التي تُربّينا على الصبر، الحكمة، والقدرة على رؤية الحياة بعين مختلفة.

الوساطة… رؤية مختلفة للصراعات

من خلال تجربتي الطويلة في مجال الوساطة وتسوية النزاعات، تعلّمت أن الصراع بحد ذاته ليس مشكلة.
المشكلة الحقيقية تكمن في كيف نتعامل معه.

هناك من يرى الصراع تهديدًا، فيرتفع الصوت، وتضيق المساحة، وتتصلّب المواقف.
وهناك من يراه مساحة لفهم أعمق، ولحوار هادئ، ولإعادة بناء الجسور.

وهذا هو جوهر الوساطة:
 • الاستماع قبل ردّ الفعل،
 • البحث عن الجسور بدل الجدران،
 • احترام الآخر قبل محاولة إقناعه،
 • تحويل الخلاف من ساحة معركة إلى مساحة تعلّم.

الوساطة ليست مهنة فقط؛ إنها فلسفة تعامل مع الحياة.
وعندما نتبنّاها، نكتشف أن كثيرًا من الصراعات التي عشناها لم تكن تحتاج إلا إلى كلمة، أو وقفة هادئة، أو نظرة من زاوية أخرى.

المتعة ليست في الحل فقط… بل في الرحلة إليه

عندما يجد الإنسان المشكلة التي يستمتع بخوضها، تتحول الرحلة نفسها إلى مصدر سعادة.
نستمتع بالمحاولة، بالسعي، بالتحسّن، وبالخطوات الصغيرة التي تقرّبنا من الحل.
وهنا يولد الرضا الداخلي… ليس لأن الطريق بلا تحديات، بل لأننا اخترنا الطريق الذي يناسب روحنا.

لماذا هذا مهم؟

لأن الحياة اليومية مليئة بالقرارات الصغيرة التي تصنع مزاجنا ومستقبلنا:
هل نهرب من المشكلة أم نواجهها؟
هل نغضب أم نصغي؟
هل نبحث عن حلّ أم نُصرّ على موقف؟

هنا بالضبط تتشكل سعادتنا. ليس لأنها حياة بلا صراعات، بل لأننا نختار الصراعات التي تجعلنا أفضل، لا تلك التي تستهلكنا.

ولكي أجمل 

ليس المهمّ كم مشكلة نواجه، بل:
أيّ مشكلات اخترنا أن نحيا معها… ونفرح لأننا قادرون على حلّها.

فالسعادة ليست هدفًا نصل إليه، بل قدرة نمتلكها عندما نقول بثقة:
هذا الطريق يشبهني… وهذه التحديات تبنيني…
وهذه المشكلة سأمرّ فيها، وأستمتع أيضًا بحلّها.

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة