نامي على الأطلال غزةَ وانهضي فوق الدمار والرُكام الأبكَم
هذا  مسلسلك  المرير بطوله إياه إحيّ وانعمي وتألّمي
قولي بماذا تأملين ويعرب رضيتْ لتمضي كالمريض الأسقَم
فالعَجَم والأتراك أكثر رحمة  مِن ناطقٍ بالضاد هذا فترجمي
أنْ ترفعي الرايات بِيضاً يعرب شاءت  مُبلّلة  بفيضٍ  من  دَمِ
*  * *
عارُ على مَن يدّعون عروبة  والعزم أكبر عند الغرب والعجَم
هُم كالحريم  بل  أقل بسالة هم  كالعبيد  لكل  غاصبٍ  أثِمِ
يستغفرون مِن الذنوب لذنبهم يستبشرون بأهل الكُفر والنقم
ماذا أقول بعد الآن يا عرب  إني شققتُ صدر الثوب من ألمي
فإلى متى يستحمقوننا إنّنا مَثَلُ النِعاج وهم كالراعي في الغَنَم
لو كان للأشعار أن تُجدِ أنا سوف أعيش للقِرطاس والقلم
وسأجعل القرطاس محشى بطوننا وتشرابنا من الأمثال والحِكم
فالشمس ما لو في مكان أشرقت أبقتْ مكاناً طيّ الغيم  والعُتم
لهُمُ الشروق والغروب لشعبنا في الأسْرِ نحن وهم في الغرب كالحَكَم
كنا ألاَ  في  بدر  نحن  قلّة  أصحاب فضلٍ نُأتِ النصر بالهِمم
واليوم نجتاز الملايين بلا حولٍ نريد النصر من عَدَم
أسألكُمُ  زُعماءنا ماذا لنا أنتم صنعتم غير الذُل والسقم
همُّوا لتقتنصوا لنا فخراً كفى ذلاً  عهدناه  وعيشة  مُعدم