الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 02:02

نكبة مجتمعنا الجديده؟- صلاح كريم

كل العرب-الناصرة
نُشر: 29/04/09 07:29

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

* الطلاق وتفكك الاسره وتشرد الاولاد يدفع باتجاه العنف لا بل يغذيه بشكل مباشر

* صباح مساء نشهد احداثا مؤسفه تعصف بمجتمعنا وتنخر في جسم هذه الاقليه حتى باتت تتأزم يوما بعد يوم

* ماذا نتوقع من اولاد ابيهم دخل السجن وامهم لا تستطيع اعالتهم والاهم من ذلك انهم لا يستطيعون العيش في كنف اسره عاديه توجههم التوجيه الصحيح وتربيهم التربيه القويمه؟


الاقليه العربيه في البلاد لطالما عاشت ظروف غايه في الصعوبه والتعقيد على كافة المستويات منذ عشرات السنين, واذا ما اردنا ان نقيم سلوكها خلال تلك الفتره فيمكننا القول ان سلوكها وتعاملها مع الاحداث مع عظمها كان ايجابيا نسبيا بمجمله آخذين بعين الاعتبار كل الظروف التي احاطت بها ان كانت تلك الظروف سياسيه او اقتصاديه او اجتماعيه او غيرها.

واذا ما أجرينا استقراء لواقع هذه الاقليه المعاش فان مستقبلها لا ينبىء بخير خاصه امام كل التحديات التي تقف امامها وتسارع الاحداث على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي, فان ما يلاحظ لدينا هو ارتفاع  كبير وخطير لدى نسبه متزايده من هذه الاقليه ممن يسيرون تماما بعكس صالح المجتمع العام منه والخاص, مع ان المطلوب منهم في هذا الوقت بالذات وفي ظل التحديات المستقبليه هو اتقان فن التعامل تلك الظروف المحيطه والا فالنتيجه الحتميه التي تنتظر هذا المجتمع هي استمرار الانحدار المتسارع الى الهاويه.


الكاتب صلاح كريم

نشهد صباح مساء احداث مؤسفه تعصف بمجتمعنا وتنخر في جسم هذه الاقليه حتى باتت تتأزم يوما بعد يوم, واذا لم تستنهض هذه الاقليه الهمم والطاقات الكامنه فيها والمتخصصه على كافة المستويات وفي اسرع وقت ممكن فسنصل الى ساعة لا ينفع فيها  الندم ويكون الاصلاح شبه مستحيل والعلاج قد لا يفيد في الحاله القاتمه التي تتبلور يوما بعد يوم.

من منا لم يلحظ الانحدار الخطير والمتسارع في اخلاقيات قسم كبير من مجتمعنا, من منا لم يلحظ التفكك الاسري والمجتمعي الحاصل يوما بعد يوم, لقد بتنا نسمع وبشكل متسارع عن شجارات عنيفه تطال مجتمعنا العربي من الجليل مرورا بالمثلث وحتى النقب فلا تكاد تهدأ نار حتى تشتعل مكانها نيران مستعره في بلد آخر ولا يكاد يمر اسبوع بدون ان نسمع عن حادث قتل آخر ناهيك عن الجرحى والشجارات الصغيره التي لا تصلها التغطيه الاعلاميه وكأن الامر اصبح عاديا ولا ضير من المرور عليه مرور الكرام ونتناسى ما حصل, كيف لا والاحداث تتسارع وياتي خبر جديد ليغطي على الحدث القديم مع ما يحمله الحدث القديم من مخلفات خطيره تلقي بظلالها على المجتمع باسره وتهدد نسيجه الاجتماعي يوما بعد يوم وغالبا ما تكون اسباب تلك الشجارات سخيفه وان ما يندي له الجبين ان قسما كبيرا من مجتمعنا ما زال يحمل عقليه متخلفه تسعى الى تاجيج هذه الشجارات, ولكن التطور الخطير لدى هذا المجتمع هو استعمال السلاح القاتل مكان الادوات غير القاتله التي كانت تستعمل فيما مضى مع التاكيد على نفي الاخيره وخطورتها ومن هنا فقد اصبحت نتائج الشجارات اصعب بكثير واصبح فتكها في مجتمعنا أخطر.

هذا من جانب, اما من جانب آخر فقد ازدادت نسبة الطلاق في مجتمعنا بعشرات الاضعاف فقط في العقدين الاخيرين وكل سنه تزداد هذه النسبه بشكل متسارع مما يحمل دلالات ليست باقل خطوره عما سبق لا بل ان حدوث الطلاق وتفكك الاسره وتشرد الاولاد يدفع باتجاه العنف لا بل يغذيه بشكل مباشر, فماذا نتوقع من اولاد ابيهم دخل السجن او ابعد وامهم لا تستطيع اعالتهم والاهم من ذلك انهم لا يستطيعون العيش في كنف اسره عاديه توجههم التوجيه الصحيح وتربيهم التربيه القويمه.

وهذا ينقلنا الى جانب آخر لا يقل خطوره عما سبق الا وهو تكرار الاعتداء من قبل الطلاب على المعلمين في مدارسنا ما بتنا نسمع عنه بين الفينة والاخرى, وبمجرد ان يعتدي الطالب بالضرب على معلمه ويقوم بتوجيه الاهانات له على مرآى ومسمع المعلمين والطلاب فان لهذا الامر دلالات جد خطيره على مستوى الانحدار الاخلاقي والقيمي الذي وصلنا اليه ويجب ان يدق ناقوس الخطر لدى كل منا.

ان ما سبق ذكره للاسف الشديد هو غيض من فيض, وان تلك العينه من الاحداث لهي جد خطيره وان تفشيها في مجتمعنا بهذا الشكل المتسارع وان ما تلقيه هذه الاحداث على مجتمعنا وما تحدثه فيه هو امر في غاية الخطوره وان انحدار المستوى القيمي والاخلاقي لمجتمعنا على هذا النحو يمكن ان يسبب له نكبه جديده نحن بغنى عنها.

مقالات متعلقة