أحيا الباقون من أبناء قرية مسكة المهجرة في مدينة الطيرة المجاورة لها، هذا العام الذكرى الـ 59 للنكبة، بالزيارة التقليدية الى قريتهم المهجرة منذ العام 1948، وكما تمت العادة في كل عام، فقد انضم اليهم عدد من أبناء الطيرة، خاصة من نشطاء فرعي الحزب الشيوعي والجبهة في المدينة، بالاضافة الى عدد كبير، من نشطاء جمعية "زوخروت".



ووصف المربي عبد المنان شبيطة، للجمهور ما تعرضت له القرية من مؤامرة لارعاب أهلها ودفعهم الى الرحيل عنها، كما وصف ظروف القرية والحياة فيها قبل تهجيرها، وتحدث كذلك مركز لجنة مهجري مسكة، عصمت شبيطة، عن النشاطات التي قامت بها اللجنة بشكل مكثف خلال العامين الأخيرين وعن رد السلطات على هذا النشاط بهدم مدرسة مسكة الابتدائية، غداة احياء ذكرى النكبة الـ 58.



وتحدث كذلك،النائب الدكتور دوف حنين، فأكد على أن اعتراف دولة اسرائيل بمسؤوليتها عن النكبة والعمل على وضع حل عادل لقضية اللاجئين، هو المفتاح الوحيد لأي تقدم بالعملية السلمية، كما أكد بأنه لا مبرر لمنع اللاجئين الذين طردون من قراهم وبقيوا الى القرى المجاورة من العودة الى موطنهم الأصلي. وشدد د. حنين على ضرورة أن يتعامل المجتمع الاسرائيلي مع النكبة ليس فقط على الاعتراف بجرح الطرف الآخر أو التضامن معه، انما للمراجعة الذاتية والحرص على المستقبل، لصالح جميع شعوب المنطقة. وتحدث أيضا، ايتان بورشطاين، من جمعية زوخروت عن النشاطات التي تقوم بها جمعيته من أجل اطلاع المجتمع اليهودي على الفظائع والجرائم التي أرتكبت في النكبة. هذا وقام الضيوف بمعظمهم بالتوقيع على لوحة ضخمة ليؤكدوا من خلال المقولات والرسومات على قدسية حق العودة والتشبث بالجذور.




 نشير الى أن قرية مسكة المهجرة تقع في السهل الساحلي لأرض فلسطين التاريخية، على بعد 15 كيلومترا جنوب غربي مدينة طولكرم، وتحدها شمالا مدينة الطيرة، وقرية كفر سابا المهجرة جنوبا وقرية الحرم (سيدنا علي) المهجرة من الغرب. وبلغت مساحة أرضها 8076 دونما اضافة الى 5882 دونما، هي ما عرف بـ"غابة مسكة". وبلغ عدد سكان القرية في العام 1922 حوالي 440 نسمة بينما ارتفع في العام 45 الى 880 نسمة، وفي العام 48 الى 1021 نسمة. وشردت القرية في 18.4.48، عقب تهديد سكانها بتفيذ مجزرة مشابهة لمجزرة دير ياسين وشن حرب نفسية رهيبة ضدهم، وخرج آخر المحاربين منها في 20.4.48، ليتشتتوا في كافة أصقاع الارض، وبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام1998 حوالي (6269) نسمة!!



يذكر بأن السلطات الاسرائيلية أقدمت على هدم القرية في العام 51، أي بعد انتهاء ما تسميه بـ"حرب الاستقلال" وقد سويت بالارض البنايات والقبور على حد سواء، ولم يبق منها سوى غرفتين من أصل ثلاث شكلن ذات مرة مدرسة القرية الابتدائية، وجدارا ونصف من المسجد القديم، والبئر. كما قامت في الصيف المنصرم بهدم ما تبقى من مبنى المدرسة لردع أبناء القرية عن زيارتها خاصة وأنهم قاموا بحملة ترميمات واسعة لهذا المبنى في العامين الأخيرين، هذا ولا زالت معظم أراضي القرية غير مستغلة، الا لزراعة الحمضيات.