الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 22:01

طيب أردوغان: النموذج المفقود في عالمنا العربي

بقلم الشيخ إبراهيم
نُشر: 17/01/10 12:42,  حُتلن: 08:10

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

* تركيا في السنوات الأخيرة اكبر مثال مُلْهِمٍ لكل الباحثين عن الحرية والكرامة والكبرياء الأصيل

* إسرائيل علرفت  أن هنالك في عالمنا الإسلامي دولا وعلى رأسها تركيا تعرف كيف تعبر عن كرامتها وتدافع عن حرية شعوبها واستقلالية قرارها

* منذ تولى حزب العدالة والتنمية التركي برئاسة السيد طيب أردوغان السلطة في انتخابات ديمقراطية ، استعادت تركيا مكانتها التي تليق بها كدولة عظيمة تمثل امة عظيمة

لقد قيل في الماضي ، ولعله حديث نبوي ، بأن فساد الأمراء والعلماء هو واحد من أسباب سقوط الأمة سياسيا وحضاريا ، لأنه وببساطه وإضافة إلى النتائج الكارثية التي تترتب على فساد الساسة وأهل الرأي في المجتمع وهو الأمر الثابت من خلال تتبع مسيرة الإنسان منذ خلقه الله ، فإنه أيضا سبب في تخليه سبحانه عن الأمة ، وتركها لمصيرها وسط الأمواج العاتية من التحديات الإقليمية والعالمية ... لماذا الأمراء والعلماء ؟؟!! لأنهما القطاعان المجسدان لإرادة مجموع الأمة في الجانب السياسي والسيادي ، وفي الجانب والقيمي والأخلاقي ... وقد عُرِفَ من الدين بالضرورة ، كما عُرِفَ من واقع الحياة الإنسانية على الإجمال بالضرورة أيضا ، أن أمة لا تملك قرارها السياسي والذي مصدره القيادة الراشدة ، ولا تملك هويتها الحقيقية المجسدة لدينها ولشرفها القومي والوطني ، لا يمكن عقلا وواقعا أن تجد لها مكانا تحت الشمس ، وإن وَجَدَتْ فَكَكَمٍّ لا وزن له ، أو كما وصف الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم : "غثاء كغثاء السيل " ... مستقبل الأمة بهذا المعنى مرتبط بشكل وثيق بصلاح هذين القطاعين ، وصلاحهما ليس أمرا مستحيلا ... فتركيا في السنوات الأخيرة اكبر مثال مُلْهِمٍ لكل الباحثين عن الحرية والكرامة والكبرياء الأصيل ... إنه أعظم نموذج أثبت بما لا يدع مجالا للشك ، إن اعتزاز الأمم بدينها وحضارتها وتاريخها ، وسعيها لبناء شخصيتها المستقلة والتعبير عن إرادة شعوبها ، ليس بالضرورة ( عمليه انتحارية !!! ) ، ولا ( مغامرة متهورة !!! ) لم يحسب أهلها لعواقبها ( الوخيمة !!! ) حسابا ، وإنما هو الوضع الطبيعي الذي يجب أن تكون عليه الأمم كلها بغض النظر عن ولائها العقدي أو انتسابها السياسي أو العرقي ... هذه هي القاعدة التي تعمل على أساسها كل دول الغرب والشرق من غير الدول العربية والإسلامية ، وعلى أساسها حققت أعظم الإنجازات على المستويين الداخلي والخارجي ...

منذ تولى حزب العدالة والتنمية التركي برئاسة السيد طيب أردوغان السلطة في انتخابات ديمقراطية ، استعادت تركيا مكانتها التي تليق بها كدولة عظيمة تمثل امة عظيمة ... نجح النموذج ( الأردوغاني ) وبجدارة في إثبات أن الشموخ والاعتزاز والتعامل بندية مع دول العالم هو السبيل إلى الحظوة باحترام هذا العالم الذي لا يفهم إلا منطق القوة ، خصوصا حينما تكون هذا القوة ذكية إلى ابعد الحدود ، تسحب البساط من تحت أقدام الخصوم بسلاسة عجيبة تُبْقي على الخصم في حالة فقدانٍ للتوازن ، لا يعرف إلى الخلاص من ( وقعته !!! ) سبيلا ... ما من شك في أن الموقف التركي الأخير من أزمة سفيرها في إسرائيل ، وإجبارها الدولة ( المدللة !!! ) على الاعتذار الصريح وغير المبطن عن سوء تصرفها ووقاحتها في التعامل مع السفير التركي مؤخرا في لقائه مع نائب وزير الخارجية الإسرائيلي ، عَلَّمَ إسرائيل درسا في الأدب لن تنساه ، وأوقفها على حقيقة جديدة ما ظنت أنها ستواجهها يوما وهي التي تعودت على أن ( تَبْصُقَ ) في وجه الأنظمة العربية فتتلقى منهم التحيات والتهاني والتبريكات ... عرفت إسرائيل أن هنالك في عالمنا الإسلامي دولا وعلى رأسها تركيا تعرف كيف تعبر عن كرامتها وتدافع عن حرية شعوبها واستقلالية قرارها ، وكيف تعزز من موقعها وسط زحام المنافسة الدولية ، مرتكزة إلى قناعاتها الفكرية والدينية ، وكيف تقول : لا ، حتى وإن ( انفجرت !!! ) من ( لائهم ) هذه دول كإسرائيل وأمريكا ... نعتقد انه قد الأوان للأنظمة العربية والإسلامية أن تخجل قليلا ، فإن لم تفعل فعلى شعوبها أن تقول كلمتها ، وبين يديها النموذج التركي الذي لا يستطيع احد أن يجادل في أنه نجح في الجمع بين الأصالة والحداثة في ميادين الولاء والبراء والحضارة والثقافة والمدنية والسياسة ...

مقالات متعلقة