الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 19:02

من له ماضي طوته الأيام ؟ وماذا حصل في ذلك الماضي .. بقلم:فؤاد خوري

كل العرب
نُشر: 28/01/10 12:27,  حُتلن: 12:31

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

فتاة أخرى
في الحقيقة لم يكن منير سعيدًا مع الفتاة الأخرى التي تعرّف عليها، في البداية بدأ التحدث معها وكان سعيدًا، أعجبه فيها نفوذها ومركزها، ذلك ما شدّه للتمسك بها، وماري سوف يحاول أن يُخبّأ عناه أنَّ في حياته فتاة أخرى، سيجعلها تنتظر وتنتظر غير متوقعٍ أن يومًَا ستنجلي كل الحقائق تمامًا كنور الشمس في الصباح المنير.
أخذت العلاقة بين منير وسوزان، الفتاة الجديدة التي تعرّف عليها، تنمو مع الأيام، فقد شعر منير أنَّ عند سوزان يجد الرفاهية والمركز وكل شيء، فلن ينقصه أيُّ شيء، وسوزان استطاعت أن تُعزّز فيه هذا الشعور، خصوصًا أنّها هي الأخرى اُعجبت به، وشعرت أنّه الشاب القادر على إسعادها في حياتها، وأن يكون شريكها في المستقبل...

مع أنّه كان ينتظر اللحظات التي تجمعه معها
في ذلك الوقت كان منير يتحدث مع ماري، ولكنّ ماري أخذت تشعر مع مرور الأيام أنّه لا يتعامل معها كالسابق، فلا تشعر بحرارة ولهفة عند لقاءها به، نابعةً منه، حديثه أيضًا أخذ يقلّ وكأنّه يسأم من التحدث معها، مع أنّه كان ينتظر اللحظات التي تجمعه معها ليتحدث وإيّاها ويبوح لها بكلّ شيء، وهي كذلك، ولكنّه الآن تغيّر نحوها، فأصبح باردًا كأن لا حرارة فيه للتحدث معها كالسابق، للودّ لأيّ شيء، أصبح همّه أن يُنهي اللقاء بسرعة، فهنالك من ينتظره ومن يودّ هو أيضًا أن يلقاها، سوزان، أوَتغيب عن باله...
ماري شعرت أنَّ هنالك شيءٌ قد بدّل منير وغيّره، فقرّرت ذات يوم أن تسأله تُرى هل هنالك أمورٌ وحوادث تدور معه في العمل تجعله شاردًا معها كل الوقت، فهي تتمنّى لو يشاركها بما يدور في ذهنه، وقالت له أيضًا أنّها على استعدادٍ لسماعه ولمساعدته، فعندما طرحت عليه كلّ ما يدور في ذهنها، قال لها أنَّ ذلك يحصل معه نتيجة إرهاقٍ في العمل، وكان يقول ذلك ليس لأنّ هذا هو السبب الحقيقي، بل لأنّه على ثقة أنّها ببساطة قلبها وطيبتها سوف تصدّق، سوف تصدّق لأنّها مخلصة له وللحب الذي جمعها به، غير مدركة أنَّ هذا الحب أصبح من نحوها فقط، فهو الآن يعيش مغامرة حب أخرى ومن نوعٍ آخر، مغامرة جعلته يطويها من الأيام السعيدة التي كانت تجمعه بها، مغامرة جعلته يختلق الأعذار والمبرّرات لكي يغيب عنها، وكأنّ بالحب الذي جمعه بها قد تبدّل وتلاشى.

سيتقدّم لخطبتها
وفي أحد الأيام، وبعد أن وعد منير ماري بأنّه سيتقدّم لخطبتها، فهو يريد العبث معها، ذلك أنّه لم يكن جدّيًا في موضوع الخطوبة، وهو في حقيقة قلبه لا يريد هذا الارتباط، ولئّلا يصارحها بحقيقة حبه لأخرى، قال لها أنّه سيتقدّم لخطبتها، وأيضًا غيّر معاملته نحوها في الآونة الأخيرة، لا حبًا بل تملّقًا، ليؤلمها أكثر ويجرحها أكثر ويعبث معها أكثر. في ذلك اليوم قال منير لماري أنّه خلال الأيام القريبة سيخبرها عن موعد الخطوبة كما يناسبه، لترى ماري أيضًا هل هو مناسب لها.
مرَّ أسبوعٌ فعشرة أيام، خلالها فكّر منير مليًّا بموضوع الخطوبة، ورأى أنَّ هذه الخطوبة ليست لصلاحه، لأنّها ستأسره وعندها لن يستطيع إيجاد المبرّرات لفك العلاقة مع ماري، لذلك قرّر في أحد الأيام أن يتصل بها ويخبرها أنّه لا ينوي الاستمرار معها، كان ذلك اليوم يومٌ سعيدٌ لماري، فهو يوم تخرّجها من الجامعة، ولكن سرعان ما انقلبت هذه السعادة إلى ألمٍ عميق،إثر تلقيها مكالمة منه يقول لها فيها أنّه ينوي فك الاستمرار في العلاقة معها.

الفرق أنَّ ماري أحبّها أمّا سوزان فلا يشعر نحوها بالحب
بعد أن تلّقت ماري الصدمة، لم تستسلم أبدًا أو تضعف، فقرّرت أن تكون أقوى من جميع العواصف التي تعترض طريقها، فعملت في الصحافة، ولأنّ مجال عملها كان في منطقة بعيدة عن بيتها مع أهلها، سكنت في دارٍ خاصة بها، لأنّ مكان عملها كان يبعد مسافة طويلة عن بيتها مع أهلها، فكانت كل شهر ترجع عند أهلها، ومع مرور الأيام طوت ماري هذه القصة من حياتها، ورسمت لنفسها مستقبلاً يُبشّر بغدٍ أفضل.
أمّا منير فبعدما فكّ علاقته بماري، أخذ يشعر أنّه يفتقد السعادة الحقيقية مع سوزان، فرغم النفوذ وكل شيء، إلاّ أنّه لا يجدها هي فعلاً الفتاة التي يحبّها وبصدق، كان يظنّ أنّ النفوذ والسلطة سوف تجعله مع الوقت يحبّها، غير مدركٍ أنّ ماري الآن لديها النفوذ والسلطة، فهي الآن تعمل وبعدة أقسام، ولكن الفرق أنَّ ماري أحبّها أمّا سوزان فلا يشعر نحوها بالحب، الحب الحقيقي، شعر الآن منير انّه نادمٌ على تخلّيه عن ماري، الفتاة التي أحبّها من صميم قلبه، وها هو الآن يعود ويريد أن يُصلح الماضي برجوعه إلى ماري، غير عالمٍ أن أمورًا كثيرة قد تغيّرت، فهي الآن ليس كما يتوقع سترجع إليه، ربّما يومًا هي أحبته، وكانت تحلم بأنّه سيكون شريك حياتها، ولكنها الآن لن تعود إليه، مقتنعة بذلك، فهي أيضًا ستقول، للماضي لا للحبّ، طر بعيدًا لأنّ هذا ما يليق بك.

مقالات متعلقة