الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 06:02

إن لم يكن الموساد اغتال المبحوح فمن غيره؟بقلم: أبو العلاء عبدالرحمن عبدالله

كل العرب
نُشر: 20/02/10 07:27,  حُتلن: 07:43

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

* إسرائيل رسميا لا تتبنى جريمة الاغتيال أو تنكرها بل , تسكت عما ينشر ويكتب في وسائل الإعلام

* إسرائيل تعاني ضغطا عالميا جراء تقرير جولدستون عقب عدوانها الأخير على غزة وارتكابها جرائم حرب وإبادة جماعية

*الموساد  لم يغفل نظامية ختم جواز السفر المزيف بمساعدة موظفين مرتشين وعملاء زرعوا في المطارات ولأنهم كانوا يدققون ملفاتهم بحثا عن التوقيع والختم الخاصين بذلك التاريخ والوقت الصحيح لمغادرة الطائرة

هذا ولا يزال البحث جاريا والتحقيق مستمرا في جريمة اغتيال القيادي محمود المبحوح دون أن توجه شرطة دبي تهمة لطرف بعينه وإنما لا تستبعد أن تكون إسرائيل وراء هذه الجريمة , في حين أن إسرائيل رسميا لا تتبنى جريمة الاغتيال أو تنكرها بل , تسكت عما ينشر ويكتب في وسائل الإعلام من أن اغتيال القيادي محمود المبحوح من عمل الموساد ووحدة التصفية فيه ألمعروفة باسم كيدون .
وفي دبي التي تعتبر مركزا تجاريا عالميا حيث تختلط الأعراق والجنسيات ويرحب بكل القادمين إليها من كل أرجاء المعمورة باحترام وحميمية دون شك أو ريبة من احد في احد خصوصا أن هذا البلد لم يكن يوما مسرحا للجريمة وبهذا الحجم ومن هذا النوع وهو ما أعطى للمجرمين استغلال هذه الظروف والمساحات الواسعة من الحريات والأبواب المشرعة على مصا ريعها وانتهاك السيادة والاعتداء على امن دولة أمنة وجعلها مسرحا لجريمتهم بكل سهولة ويسر وجعلوها بلاد قواعد (أي فيها عملاء للموساد) وجعلوا فيها من القواعد السوداء (أي العملاء العرب ) في كافة المجالات ونواحي الحياة .

عن طريق الخداع
كلنا يعرف ويعلم أن إسرائيل تعاني ضغطا عالميا جراء تقرير جولدستون عقب عدوانها الأخير على غزة وارتكابها جرائم حرب وإبادة جماعية وفشلها في تحقيق أهدافها العسكرية المعلنة من القضاء على حماس والفصائل الفلسطينية المقاومة واستعادة الجندي جلعاد شليط وفشلها قبل ذلك في عدوانها على لبنان عام 2006 أمام مقاومة حزب الله واستخباراته واستبسال مقاوميه في القتال والدفاع عن أراضيهم وما تكبدته من خسائر مادية ومعنوية وفضائح داخلية تعرض لها تقرير فينو جراد الأمر الذي لم تتعود عليه إسرائيل التي انتصرت في حروبها السابقة مع العرب وعندها من قوة الردع والاستخبارات ما يؤهلها لذلك إلا أن بقاء الحال من المحال .

العار والهزيمة
ولما كانت هذه هي المعطيات العسكرية التي جلبت لإسرائيل العار والهزيمة وأسقطت هيبتها , كان على الموساد أن يأخذ دوره في استعادة ماء الوجه والقيام بادوار لا يستطيع غيره القيام بها ولتقريب الصورة وفهمها استعرض مثلا يشابه هذه الظروف تماما ويعطي فكرة حقيقية واقعية و تاريخية عن تفكير قيادات إسرائيل وطبيعتها وعمل الموساد فيها في مثل الحالات وعلى مدار السنين .
في عام 1972 أصدرت رئيسة الوزراء جولدا مائير أمرا لوحدة كيدون في الموساد التي تختص بالاغتيالات والتصفيات الجسدية حيث وقعت على تفويضهم الموت بحق 35 فدائيا فلسطينيا وعلى رأسهم محمد يوسف نجار المعروف " أبو يوسف" والأمير الأحمر علي سلامه مدبر عملية الاولمبياد في ميونخ وقامت يومها بالتباكي العلني على الأحد عشر رياضيا ومدربهم الذين قتلوا في العملية وهي يومئذ جدة قد جاوزت السبعين من عمرها وتريد ترسيخ عقيدة الموساد والمؤسسة الإسرائيلية الحاكمة التي تتلخص في العبارة الآتية :" لن ينجو احد من الذراع الطويلة للعدالة الإسرائيلية ".
لقد قام جهاز الموساد بتخصيص وحده اسمها كيدون وتعني الحربة التي تكون في مقدمة البندقية للقيام بمهمة الخطف والقتل والاغتيال والإعدام وتتكون وحدة كيدون من فرق , كل فرقة مكونة من اثني عشر شخصا تسمى " قيساريا " لذلك قامت باختيار مجموعة من الرجال والنساء ذات الكفاءات العالية واللياقة البدنية الكاملة ودربتهم على استعمال جميع أنواع الأسلحة و في كل الظروف والوضعيات المختلفة و الاستهانة بالموت وبالآخرين وعدم الخوف لان اذرع العدالة الإسرائيلية قادرة على فعل كل شيء وقد كتب احد رجالات الموساد : فيكتور اوستروفسكي في كتابه عن طريق الخداع حينما تطرق للحديث عن كيدون قائلا :" تعلمنا أنة لا يوجد مشاهد برئ في موضع يحدث فيه إطلاق النار ، فالمشاهد سيرى موتك وموت شخص آخر ، فإذا كان موتك ، فهل تهتم إذا أصيب بالجراح ؟ بالطبع لا ، إن الفكرة هي البقاء – بقاؤك أنت ، يجب أن تنسى كل ما كنت قد سمعته عن العدل ، ففي هذه المواقف إما أن تكون قاتلا أو مقتولا ، وواجبك أن تحمى ملك الموساد ، أي أن تحمى نفسك ، وبمجرد أن تفقد هذا تفقد عار الأنانية ،حتى أن الأنانية تبدو سلعة قيمة – شيئا يصعب عليك أن تنفضه عنك عندما تعود إلى بيتك في آخر النهار".
وقد ذكر نفس المؤلف في كتابه الذي هو عبارة عن صورة داخلية لهذا الجهاز ألاستخباراتي :"أن الموساد يمتلك أرشيفا كاملا من جوازات السفر المستعملة ذات الصفات الأربع والتصنيف المميز لكل منها :
(1) جوازات المرتبة العليا : وهو الجوازات التي تصمد أمام أي فحص أو تدقيق رسمي حتى من بلد المنشأ وتحوي قصص تغطية وشخصيه تستطيع إثباتها .
(2) جوازات الصف الثاني : وهي جوازات كاملة فعلا مبنية على أساس قصص التغطية لضباط الموساد ولم تكن هناك شخصيات حقيقية .
(3) جوازات العمليات الميدانية : وهي جوازات تستعمل في داخل بلد أجنبي لعمل سريع ولا تستعمل لاجتياز الحدود .
(4) الجوازات العرضية وهي جوازات إما أن تكون وجدت أو سرقت ولا تصمد أمام الفحص الدقيق ويستعملها ضباط جمع المعلومات الساكنة (عند اقتحامهم البيوت أو المكاتب أو الفنادق وما إلى ذلك ).
ولما كانت الدول لا تبيع الورق الذي تصنع منه جوازات سفرها أو عملتها خوفا من التزييف قام الموساد ببناء مصنع يديره أصحاب الاختصاص , إذ يقوم الكيماويون بتحليل ورق جوازات السفر للبلاد الأخرى ويتوصلون لمعادلة إنتاج هذا الورق لعمل نسخ من الجوازات المراد إصدارها هذا بإلاضافة لسرقة جوازات سفر فارغة من بلاد أخرى كذلك تبرع بعض اليهود بجوازات سفرهم التي يملكونها في بلاد الإقامة الأخرى نظرا لتمتعهم بازدواجية الجنسية .
ولم يغفل الموساد نظامية ختم جواز السفر المزيف بمساعدة موظفين مرتشين وعملاء زرعوا في المطارات ولأنهم كانوا يدققون ملفاتهم بحثا عن التوقيع والختم الخاصين بذلك التاريخ والوقت الصحيح لمغادرة الطائرة بحيث انه لو صادف قيام شخص ما بالاستفهام عن اسم الضابط المناوب آنذاك سيكون الختم والتوقيع صحيحين .
ومن الجدير ذكره أن لهذه الوحدة سجل حافل بالاغتيالات والتصفيات الجسدية وأعمال العنف وحتى محاولات الاغتيال الفاشلة ومنها عملية وليلهامر في النرويج عام 1973 و محاولة اغتيال خالد مشعل في الأردن عام 1997 على يد وحدة سرية الأركان التابعة للجيش الإسرائيلي .
ولكن السؤال الموجه لحماس خصوصا وان معطيات تنفيذ عملية الاغتيال كانت سهلة جدا وبهذا العدد الذي بلغ سبعة عشر فردا وفي ظل أجواء مركز تجارة عالمي كدبي يبقى السؤال المطروح : كيف استطاع الموساد معرفة تحركات و توقيت وصول محمود المبحوح لدبي والهدف والغاية التي جاء من اجلها ؟؟؟؟؟؟؟؟.
وارى انه من الواجب على حماس ومعها فتح وجميع الفصائل الفلسطينية بدل التراشق الإعلامي والاتهامات العمياء إعادة ترتيب الأوراق وفحص الكوادر والتدقيق فيها لمنع أي اختراق وتفويت فرصة اندساس العملاء في الصف القيادي أو في البيت الفلسطيني الواحد فان ذلك أجدى وانفع للمصلحة الفلسطينية وللقيادة أي كان طيفها أو مشربها , ومن اجل حفظها سالمة من يد الاغتيال وملاحقة الموساد.

مقالات متعلقة