للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
* الحاجة شيخة ابو صالح تمنت أن تستشهد عام 76 فنالت أمنيتها في العام 2000
* كل من يعرف الحاجة شيخة ابو صالح يعرف اننا نتحدث عن سيدة وجدة عندها عزيمة صلبة لا تلين ولا تعرف الخنوع والإستسلام
* علي زبيدات: أحلام الطفل الفلسطيني غدت خالية من مطالب اعتيادية كبيتٍ جميل أو رحلة ممتعة أو ملابس جميلة لتتحول إلى أحلام قومية ووطنية
تضحيات ابناء الشعب الفلسطيني في الداخل لم تقتصر على يوم 30 آذار من العام 1976 بل كانت حلقة وانطلاقة وكانت لشرارتها تبعات. وشيخة ابو صالح التي ارتقت للعلى يوم 3 نيسان متأثرة بالاصابة التي أصيبت بها في المظاهرة الغاضبة التي خرجت من سخنين في ذكرى يوم الارض الـ 24 واتجهت غربا لمقاومة بناء معسكر للجيش على اراضي البلدة لتنضم الحاجة التي طالما تمنت الشهادة والتي بشهود العشرات انها إحدى النسوة المجاهدات اللواتي شاركن في صنع يوم الارض عام 1976 كانت الزنبرك في مد ودعم الشباب لمقاومة الشرطة والجيش التي اقتحمت سخنين لاحتلالها مرة اخرى.
حب الوطن والارض
مرعي حسن ابو صالح نجل الشهيدة شيخة ابو صالح يقول عن والدته "إنها سيدة فلسطينية إنغرز حب الوطن والارض خلجات فؤادها الطاهر لكنها تلبس صلابة الرجال فإنها نموذج يقتدى به ويثبت أن الأمة لم تمت وغير عاجزة عن إنجاب النساء المؤمنات القادرات على صناعة المجد كتفاً بكتف مع الرجال الرواحل الذين يمتطون صهوة العز لإنتاج مشروع حياة للأجيال القادمة مشوبٍ بدم الشهداء.
و"كل من يعرف الحاجة شيخة ابو صالح يعرف اننا نتحدث عن سيدة وجدة عندها عزيمة صلبة لا تلين ولا تعرف الخنوع والإستسلام بل كانت المرأة الفولاذية التي تضغط بأصابعها الخشنة التي تمردت على ألوان "المناكير" على الحجارة لتلقي بها الى الشبان ليرجموا من جاء ليلة الـ 29 من آذار عام 1976 ليعيد احتلال سخنين مرة أخرى وبعد 24 عاماً من تلك الأيام فضلت الا ترحل عن الدنيا الا ومعها ذكرى من يوم الارض فكانت لحظة الوداع التي لا يطيقها حتى الرجال فاحتضنت كل من حولها من الابناء وقبلتهم لتقول " وما العيش إلا عيش الآخرة" قبل ان تغيب عن الوعي نتيجة استنشاقها الغاز السام الذي اطلق على جموع المتظاهرين لتبقى في غيبوبة ثلاثة أيام ولتودع الدنيا وهي تحمل بين يديها رائحة القندول والريحان والزعتر الفلسطيني المخضب والمعمد بالدم".
رئيس بلدية صخنين يزور ضريح الشهيدة
يوم مقدس
وأضاف ابو صالح "إننا نفتخر باستشهاد والدتنا ووالدة شباب سخنين واننا نفتخر أننا ننتسب لهذه الشهيدة المحبة للارض وفي يوم 29 آذار قبل اصابتها بيوم واحد كانت قد خرجت مع الأطفال للبرية واحضرت ما يكفيها من الزعتر الذي كانت ترغب طعمه وقد اسرعت في تمشيق الزعتر لانها على موعد مع يوم الارض الذي كان بالنسبة اليها يوم مقدس ولم تغفل ولا في أي مسيرة ونحن نحاول دائماً نذكر الابناء والبنات بأن يوم الارض هو اليوم الذي صنع فيه الشهداء يوماً مقدساً للشعب الفلسطيني وجميع الابناء يشاركون في كل الفعاليات التي تحيي هذه الذكرى ونحن نعاهد الله ومن ثم نعاهد الشهيدة بأن نبقى على دربها ودرب جميع شهداء الوطن.
الناشط السياسي علي زبيدات والذي رافق شيخة ابو صالح قبل استشهادها يقول :هذه ليست الحكاية الأخيرة في الرواية الفلسطينية الطويلة فسيتبعها حكايات أخرى ما دام الجرح مفتوحاً على ضفتيه فإن أحلام الطفل الفلسطيني غدت خالية من مطالب اعتيادية كبيتٍ جميل أو رحلة ممتعة أو ملابس جميلة لتتحول إلى أحلام قومية ووطنية تتركز على طريقة الانتصار على من يغتصب ارضه ليلاً ويغتصب فكره نهاراً ويحاول سلب ارادته.
دور المرأة في النضال لا يقل أهمية عن دور الرجل
ويقول زبيدات أن ما ميز الحاجة"ام مرعي" الشهيدة شيخة ابو صالح إنها شديدة التعلق بالارض والوطن ورفضت الظلم والمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظروف لا تمت للإنسانية بأية صلة. فكانت تؤمن أن دور المرأة في النضال لا يقل أهمية عن دور الرجل فكانت تقوم بمساعدة رفاق دربها في كل النضالات وكانت تتمنى الشهادة في سبيل الله فكان لها ما تمنت ونالت وسام الشرف فهي إحدى المشاركات باستمرار في احياء ذكرى يوم الارض وأن الغليان الشعبي الذي اصاب اهل سخنين على خلفية الهجمة على اراضي سخنين واقامة معسكر للجيش وجماهير سخنين هاجمت جدار المعسكر والشهيدة شيخة كانت بجانبي قرب السياج وامطرتنا وحدات الشرطة والجيش بوابل من القنابل الغازية السامة والشبان تجمعوا من حولها وحملوها ونقلوها للمستشفى الا ان اصابتها كانت خطيرة واعتقل خمسين شخصاً أنا واحد منهم فشيخة ابو صالح هي القوة التي تدفع الشبان الى الصبر والصمود ولا يمكن لنا ان ننسى الحاجة شيخة وبطولاتها.
شعلة من النشاط
"لم تكن الحاجة شيخة ابو صالح بالإنسانة العادية ؛ فقد كانت شعلة من النشاط داخل في حياتها ملتزمة بدينها وعلى خلق عالٍ بين ابنائها واهل بيتها جميعاً وجيرانها "بهذه الكلمات وصفت الحاجة ندى ابو صالح (ام رائف) الشهيدة شيخة ابو صالح (ام مرعي) التي استشهدت يوم 3/4/2000 بعد ثلاثة ايام من اصابتها خلال المواجهات التي وقعت في منطقة الجميجمة غرب مدينة سخنين عندما هاجمت الشرطة والوحدات الخاصة جمهور المتظاهرين بالذكرى الرابعة والعشرين ليوم الارض الخالد ومحتجين على الشروع باقامة معسكر للجيش على مقربة من البلدة.
فتقول الحاجة ندى ابو صالح "أن الشهيدة شيخة كانت كثيرة الكلام عن الشهادة والشهداء وتنظر الى الشباب من حولها في يوم الارض فتقول لي انظري انهم يسيرون في المظاهرة ويضحكون فإنهم لا يعرفون ما معنى يوم الارض الاول الذي خضناه وما زلنا نتذكره وسيأتي يوماً عليهم يعرفون بشكل فعلي المعنى الحقيقي له ".