للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
دعونا لا نتعامل مع الأشخاص بل مع المواقف والأعمال.
عندما كتبت مقالتي السابقة، "الحرمان قضية سياسية ام دينية" اعتذرت من اصدقائي لأنني اتدخل في شأن يبدو أنه طائفي في الوقت الذي يخوض به شعبنا أهم معاركه الوطنية وقد تكون معركتنا الحالية نقطة فاصلة في تاريخنا الوطني، ولكن الجوهر الوطني للقضية الارثوذكسية عامة وفي قريتي البقيعة خاصة هي ما جعلني أخوض هذه المسألة على الصعيدين القطري والمحلي بكل ما فيها من تبعات، وعليه أرجو المعذرة والتفهم مرة أخرى.
اما اليوم وبالرغم مما لحقني من اساءة تعقيبا على خبر مقاطعة زيارة البطريرك الى كنيسته الجديدة في البقيعة، فإنني لم أرغب في التعقيب على جوقة المسبات والتكذيب التي بدأها الخوري داود، الا بما يلزم وباسمي الصريح، ولكن ما يكمن وراء هذه الحملة ومثيلاتها من الحملات المرئية والمقروءة على صفحات الإنترنت من مواضيع وظواهر عامة هي من سمات العصر الحاضر، هو ما جعلني أكتب من جديد ولكن من زوايا أخرى. كتابتي ليست ردا على أحد بشكل عيني ولكن العبرة في التجربة مفيدة. وبهذه المناسبة أرجو ان يكون واضحا من البداية أنني لا اكتب للأغبياء والحاقدين ولا أكتب لمن يعانون من مشكلة فهم المقروء، فلست مدرسا في الصف الخاص ولا أنوي ان أكون كذلك. نعم قد يحتاج القارىء العادي أن يعود على ما قرأه ليدقق به، وهي حاجة طبيعية، أما ان يبحث عن انصاف جمل لتكون له ذريعة للسباب على الكاتب، فليعلم انني لا اخاطبه وليصمت صمت القطيع كما فعل لغاية الآن. حقا أنا اكتب للعاقلين والغيورين والناشطين في الشأن العام لأنهم يحملون رسالة تجعل لحياتهم قيمة أخرى.
من الظواهر الشائعة في عصرالإنترنت والتعقيبات على الأخبار، بما في ذلك الحالة الخاصة التي نحن بصددها، انها غالبا ما تكون سخيفة وتافهة او بعيدة عن الموضوع المطروح او تكون شخصية، مسيئة وسفيهة، يستخدم فيها المعقّب اسما مستعارا ويعتقد ان ذلك يحميه من طائلة القانون. هنا نقف عند ظاهرة جديدة في حياتنا يتوجب على الشباب أو قليلي الخبرة والمعرفة أن يتنبهوا لها، قد يسقط انسان ما في قول مسيء من دون قصد وما دام يكتب باسمه الصريح قد يفهم قوله ضمن حرية التعبير عن الرأي وإن اخطأ، اما إذا عبر عن رأيه تحت اسم مستعار فهو في الغالب يدرك عواقب ما يقول ولذلك يتخفى، ومن هنا، وإن لم اكن قانونيا في دراستي او مهنتي، الا أنني أعي هذه الإشكالية مبدئيا ومفادها ان الإسم المستعار لا يعفي المشهر من المسؤولية القانونية، كما انه لا يعفي الموقع الإلكتروني، باستطاعة الشخص الذي المشهير به رفع دعوى بالتشهير وعندها يتوجب على إدارة الموقع تزويد المشتكي بعنوان الكاتب المشهر، وإن كان مجهولا ظاهريا فهو معروف لمدير الموقع، وبهذه المناسبة كنت اتمنى لو تفضل احد القانونيين ليصحح رأيي هذا إن كنت مخطئا او أن يفصله ويوضحه إن كان مختصرا. ولكي يطمئن قلب البعض، أنا شخصيا لا أنوي رفع دعوى على احد لأنني سأعتبر أن ما صدر من إساءات ضدي كانت ناتجة عن لحظة غضب أو عن تحريض من هذا الحاقد او ذاك، أو عن جهل بالحقائق وبالتالي كل ما لا يعرفونه يكون في نظرهم كذبا، فطوبى للمساكين لأنهم لا يعلمون...
ولكن السؤال الأهم من ذلك، هل وجدت هذه الخدمة الاكترونية لمثل هؤلاء السفهاء والتافهين، ام وجدت لتبادل الرأي والمعلومات في الوقت الذي ابتعدت فيه الناس عن الإجتماعات والندوات في النوادي الثقافية؟ والى اي مصير تاخذنا هذه الظاهرة؟ يبدو لغاية الآن ان هذه الظاهرة تجعل اصحاب الرأي يخشون طرح مواقفهم على هذه الصفحات خوفا من ردود التشهير الشخصي او تحاشيا من ردود طائشة تستهدف الشخص وأبناء بيته وخصوصياته، وشتان ما بين الردود البناءة وإن كانت قاسية أحيانا وما بين التجريح الشخصي والتشهير. فإن تراجع اصحاب القلم والرأي او الناشطون في الشأن العام عن مناقشة المواضيع الخلافية، وهي كثيرة، ستبقى صفحات الإنترنت للمارقين والسفهاء وهذا اخطر ما في الظاهرة المذكورة، وعليه يتوجب علينا جميعا مقاومتها كل بطريقته.
في القضية العينية وهي مقاطعة زيارة البطريرك الى كنيسته الجديدة في البقيعة أقول: ما نشر على لساني في موقع "العرب" لم يكن رأيا شخصيا، بل هو تلخيص لقرارات جماعية وبيانات اصدرتها لجنة الأمناء ارسلت الى الصحافة، وإن خرجت من حاسوبي الخاص، أو هي نسخ من رسائل موقعة من أعضاء اللجنة وجهت الى غبطة البطريرك او الى ابناء الطائفة سابقا بهدف معالجة مواضيع الخلاف قبل حضور غبطته الى القرية، وبالرغم من ذلك اختار من اختار ان يكون الرد شخصيا، وهو بلا شك تعبيرحقد دفين لا علاج له. لم يستطع أي من المقبين ان يكذب قضية واحدة مما قلناه. ابناء الطائفة واهل البلد وغيرهم يعلمون ولا شك ان كل ما كتبناه صحيح مائة بالمائة ألم تكن مقاطعة؟ الصور تثبت ذلك. اليس لديهم ما لا يحتمل من القصص، لدرجة انه كلما فتحت السيرة تجد لدى كل واحد أكثر من قصة مؤلمة، ولا ينتهي الحديث حتى يقول احدهم: "دخيل الله فكونا من هالسيرة اللي مثل سيرة الحية" وما في منها خلاص. أليس كذلك؟ من لا يعرف الحقائق، لأنهم يخفونها عنه، يتوجب عليه ان يسأل لا ان يسير كالقطيع وينعت الآخرين بالكذب.
إن رفض الخوري أومن يحركه من الجمعية لأي اجتماع مشترك مع اللجنة في البلد او في البطريركية، حتى عندما دعا اليه غبطة البطريرك نفسه ثلاث مرات وأفشله الخوري ومن يدعمه، والإهمال المستمرمن قبل غبطته لمطالب الطائفة الحقة وأصرار الخوري بتحريض ممن يحركه، على إدارة ظهرهم للطائفة ، وإمعانهم في دعوة البطريرك واستثناء اصحاب الشأن والرأي ودعوة الصحافيين لمرافقة الزيارة واعتبارها تاريخية، وأمور أخرى كثيرة يعرفها القاصي والداني.....هو ما جعلنا مضطرين، لا راغبين، أن نخرج الرسائل الداخلية وفي اللحظة الأخيرة الى الإعلام، فأين كنتم يا اصحاب التعليقات المجهولة طيلة الفترة السابقة؟ الم تصمتوا صمت القبور؟ وأين كنتم ايها "الحكماء" ؟
ومع ذلك، وبالرغم من الكلام السفيه والهجوم الشخصي علينا، نقول: القضية أكبر من الاشخاص وأكبر من الأنا لأن "البلد أهم من أم عصام". ولذلك أعود وأكرر ما قلته في الماضي عدة مرات ومفاده ان شخصنة الخلافات إنما تهدف الى تغييب المواضيع الخلافية، ولم يكن ذلك يوما مساعدا على التفاهم بين الفرقاء. لقد نجحوا، ولو لوقت قصير، في الماضي القريب خلال الحملة التي شنت ضد المطران عطالله، وهم مصرون على الإستمرار في ذلك بهدف تغييب مواضيع الخلاف، فالحذر الحذر من الإنسياق وراء من زرع الفتنة بين الأشقاء والجيران وابناء القضية الواحدة او التغاضي عن المحرضين والحاقديين. وحذار من التأييد الأعمى أو العداء الأعمى للأشخاص، ونعم للتعامل مع المواقف والأعمال، نؤيد ونثبت ما ينفعنا ونرفض ما يضر بنا، وإن هذا العمل وذاك صادرا عن الشخص نفسه.
مرة أخرى، انا لا اكتب للحاقدين أو الأغبياء او من يعانون من مشكلة فهم المقروء، فاعذروني.