الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 05:02

فلامنكو الثور الاسباني-بقلم:نادر أبو تامر

بقلم: الإعلامي نادر
نُشر: 11/07/10 15:44

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

* (حول نهائي كأس العالم بين اسبانيا وهولندا)

- ظن الجزّار الألماني أنه يقود الثور الاسباني إلى المسلخ بسهولة، فنطحه نطحة قاتلة

على أصوات نقر الأحذية الأسبانية على مصاطب ساحات الرقص، وبينما كان الأسبان يرتدون الزي الأبيض الموشح بياقة حمراء. وهم يستعدون لاستقبال الثيران الهائجة. الثيران الخارجة من اسطبلاتها باتجاه الجماهير المتدفقة في الطرقات. جرت أحداث المباراة الفاصلة بين الأسبان وألمانيا.
بعد أن دقّ الألمان المسامير بالجملة في النعوش الانجليزية والارجنتينية في الطريق إلى ربع النهائي، اعتقدنا، قبل المباراة، أن الثور الأسباني في طريقه إلى المسلخ. لكن السكين بقي معلقا في الهواء ولم يقترب من عنق الثور. والثور راح يزمجر وينفخ من منخاره اللهيب الحارق الذي حرق العشب الخضر من تحت أقدام كلوزي وشتافن شايجر.
على فكرة، خلال وجودي في جنوب اسبانيا في أثناء نصف النهائي لاحظت مدى انهماك الاسبان بالثور. له تمثال في كلّ مكان. على التلال والجبال. على العمارات وفي السّهول، وعلى الصحون وعلاقات المفاتيح.
في درجة حرارة تقارب نصف المائة، في حر قائظ وتحت شمس لا تغيب إلا قبيل انتصاف الليل، جاء الانتصار الاسباني ورقص الثور على إيقاع الفلامنكو. وخرجت الجماهير إلى الشوارع. الأسبان لم يفوزوا في تاريخهم بكأس العالم. ولا هولندا فازت باللقب المنشود. لكن الأسبان ليسوا بحاجة للفوز. لأن نصف النهائي أخرج الملايين إلى الشوارع. رقصوا الفلامنكو وكل أنواع الرقصات المختلفة وصرخوا وأيقظونا من نومنا ولم يأبهوا بنا، لأننا نحن أيضًا كنا نشاركهم أفراحهم. بالنسبة لهم، يمكنهم التنازل عن الكأس. فقد سجل دافيد فييه ما يكفي من الأهداف التي سترسخه في ذاكرة شعبه. كما أن الأسبان لن ينسوا نطحة بويول في صدر ألمانيا.
المحطات التلفزيونية الأسبانية كانت تبث كلّ لحظة، من كلّ مكان. من كلّ احتفال. من كلّ حدث. من كلّ ملعب ومن كلّ بلد. كلّ لاعب عرفه الناس بكل محطاته الشخصية والمهنية.
نصف المشاهدين الأسبان حبسوا أنفاسهم يوم الجمعة في انتظار تصويت الاخطبوط. فاختار رقصة الفلامنكو. قد يكون مجرد خزعبلات، هذا الاختيار، لكنّه يعبّر عن رغبات دفينة لدى الكثيرين. قد لا يحقق الثور الاسباني التأهل لمثل هذا الدور سنوات طويلة. غير أن الفريق صنع ما يستطيع. حتى في حال الهزيمة أمام أصحاب القمصان البرتقالية، سيكون الثور قد شارك في رقصات الفلامنكو بإيقاعها الساحر.

مقالات متعلقة