دونالد ماكنتاير:
الفتية لم يتجاوز عمرهم الـ 15 عاماً جمعوا الحصى لبيعها لمصنع اسمنت داخل القطاع مقابل مبلغ مادي صغير جداً

تناولت الصحافة البريطانية صباح اليوم الثلاثاء الثاني عشر من اوكتوبر الجاري الضجة التي اثيرت في اعقاد الاستدعاء الى التحقيق في اطلاق النار على شبيبة واطفال قاموا بجمع الحصى على بعد 800 متر من الحد الشمالي للقطاع والذي تتزاحم عليه الحراسة الاسرائيلية.

فقد قال دونالد ماكنتاير في تقريره في الاندبندنت البريطانية ان على الاقل اثنين من بين الفتيان لم يتجاوز عمرهما ال15. تواجدت هذه المجموعة من الفتية الفتيّة على الحدود الشمالية من القطاع في محاولة لجمع الحصى لبيعها الى مصانع الاسمنت في داخل غزة مقابل قليل من المال. في الوقت نفسه قامت القوات الاسرائيلية باطلاق الرصاص الحي على هؤلاء الشبان وايقاع الاصابات والجراح في جمعهم. علما ان مواد الاعمار والبناء لا تزال محظورة من دخول قطاع غزة.
ان الانباء حول هذه الحادثة طالت الاعلام بعدما اثارها نشطاء السلام وعمال في وكلات لحقوق الانسان. وانها لتعتبر الحادثة الاخيرة التي تطرح من جديد مسألة المنطقة العازلة او الحاجزة التي تتبعها القوات الاسرائيلية. فقد تطلق القوات الاسرائيلية النيرات على أي مواطن غزي يقترب من الحدود الشمالية, لم اقل يتجاوز بل يقترب!
كما واشارت الامم المتحدة كما نقل اقوالها ماكنتاير ان هذه السياسة قد نجمت عن مقتل 22 شخصا واصابة 146 اخرين منذ انتهاء العدوان الاسرائيلي الاخير على غزة عام 2008-2009. فقد قتل رجل مسن 91 عاما واثنتين اخرين لرعايتهما الخرفان بالقرب من الحدود.
قامت الصحيفة كذلك بالحديث مع احد الشبان المصابين في اثناء جمع الحصى ويدعى محمد موغا البالغ من العمر 16 عاما. فبعدما ان كشف عن اثار الجراح التي خلفتها الرصاصة التي دخلت وخرجت من جنبه قال انه كان جديدة في هذه المهنة, وانه كان في يومه الثالث في جمع الحصى لا غير. واشار انه كان عديد غيره يقوم بجمع الحصى وغربلته في غربال للطهي لعزل الرمال عنه, كما وكان من جملة من كانوا طاقم ومعهم جرافة او بولدوزر. ثم سمع اطلاق نار مكثف الا ان محمد لم ير احد غيره يصاب بجراح.
يقول محمد في اجابة عن السبب الذي دفعه الى ممارسة هذا العمل رغم علمه بمدى خطورته, يقول انه لم يكن لديه مفر اخر. لم يقدم له احد عمل اخر ليمارسه ويقل لا. محمد الذي اجبره والده على ترك مقعد الدراسة لعجزهم المالي الذي يقصر دون توفير الكتب والملابس المدرسية والقرطاسية وغيرها من التكاليف. محمد الذي يعيش مع 14 فردا من عائلته الموسعة في ثلاثة غرف اجبر على الخروج للبحث عن عمل مهما كان محفوفا بالمخاطر.
والده محمد الذي كان يعمل في البناء في داخل اسرائيل كان يتلقى مبلغ 400 شيكل من التأمين الوطني جراء تعرضه لحروق في اثناء عمله داخل اسرائيل الا ان هذه النفقات توقفت منذ العدوان الاخير الذي خاضته قوات الاحتلال الاسرائيلية اخيرا. ويقول ابو محمد اخير ان الوضع عسير ومستعص وانه يعيشون نحن الصفر!!