الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 00:02

ناقشوا معنا: المراهقون والسهر خارج المنزل بين النضوج والإنحراف والحرية

تحقيق خاص بمجلة
نُشر: 20/04/11 09:53,  حُتلن: 18:43

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

نصيحة: لا تعطوهم كل ما يطلبون ولا تيسروا لهم سبل الفساد بتوفير السيولة النقدية

السهر قد يكون هروباً من مواجهة مشكلات حقيقية تتحدانا في حياة المراهقين الإجتماعية أو الدراسية

فئة المراهقين تكون عادة معرّضة للإنحراف بطريقة ما، وبالتالي فإن تأثيرها سيكون سلبياً على مجتمعها وستصبح موضع إيذاء إجتماعي

أم هادي: كثيراً ما يتأخر هادي خارج البيت وتقع المشاجرات العنيفة بينه وبين والده، فيرفع صوته مردّداً عبارة "انا لم أعد طفلاً أريد أن أسهر"

أم سامي: المراهقون في هذا السن يميلون الى السيطرة والقيادية لذلك حاولت أن أعزّز إحساس الرجولة لدى إبني فأفهمته بأنه رجل البيت في غياب والده المسافر

رأفت: لماذا أعود إلى البيت باكراً ولا يوجد فيه إلا أبي وأمي، ولا حوار بيننا، ولا أية موضوعات مشتركة، لذلك أقضي الوقت مع أصحابي وهو من أفضل أوقاتي

مشكلة السهر خارج البيت الى ساعة متأخرة من الليل للشاب المراهق تقلق مضاجع الأهل، والأمهات بشكل خاص، خصوصاً عندما يكون الأب غائباً عن البيت بداعي السفر للعمل. مجموعة من المراهقين، ومن ضمنهم من وصل فترة البلوغ، يواجهون مع أهلهم مشكلة تعرّفهم على مجموعة من الأفراد معظمهم من مرحلة العمر نفسه، يسهرون حين ينام الناس وينامون حين يستيقظون. هذه حال كثير من الشباب الذين تحوّلوا إلى كائنات ليلية، مدمنة سهر، تجد فيها متعتها وراحتها، ناهيك أن هذه الفئة دون أدنى شكّ تكون عادة معرّضة للإنحراف بطريقة ما، وبالتالي فإن تأثيرها سيكون سلبياً على مجتمعها وستصبح موضع إيذاء إجتماعي.

لماذا أعود إلى البيت باكراً ولا يوجد فيه إلا أبي وأمي؟
ترى ما هي النشاطات التي يزاولها هؤلاء المراهقون "الأحداث" الذين يخرجون من منازلهم وقد يطول الخروج؟ فإما يسهرون خارج المنزل ويعودون الى منازل ذويهم متأخرين، وهذا بحدّ ذاته يشكّل مشكلة لهم... وإما يغيبون عنهم يوم .. يومين .. ثلاثة أو أكثر ..
وتقول أم هادي:" كثيراً ما يتأخر هادي خارج البيت وتقع المشاجرات العنيفة بينه وبين والده، فيرفع صوته مردّداً عبارة "انا لم أعد طفلاً أريد أن أسهر"... وفي أغلب الأحيان يقوم زوجي بإغلاق باب المنزل بعد الساعة العاشرة لشدّة غضبه في حين أقوم بإخفاء المفتاح في مكان ما يعثر عليه إبني ليتمكن من النوم داخل المنزل".

السيطرة والقيادية
وتقول أم سامي: المراهقون في هذا السن يميلون الى السيطرة والقيادية لذلك حاولت أن أعزّز إحساس الرجولة لدى إبني فأفهمته بأنه رجل البيت في غياب والده المسافر بداعي العمل وأنه المسؤول عن أخواته الفتيات، إلا أنه قلبَ المعايير وحاول السيطرة عليهن لإيجاد رجولته في ذلك، وعندما واجهته، عاد الى عادته القديمة في السهر خار المنزل حتى طلوع الفجر.
ويقول رأفت إنه يسهر خارج المنزل حتى الواحدة صبا صباحاً:" لماذا أعود إلى البيت باكراً ولا يوجد فيه إلا أبي وأمي، ولا حوار بيننا، ولا أية موضوعات مشتركة، لذلك أقضي الوقت مع أصحابي وهو من أفضل أوقاتي...


المراهقة إنتقال من عالم الطفولة الى الاحساس بالرجولة المبكرة
المراهقة كما نعلم، فترة إنتقالية من مرحلة الطفولة الى مرحلة النضج والإدراك، فينتقل المراهق من عالم الطفولة التي تتسمّ بالتبعية، الى مرحلة الإستقلالية التي تعتبّر من أهم الظواهر المميّزة للمراهق، فتتغيّر سلوكياته ويجد نفسه مع أقرانه أكثر مما يجدها في البيت، مما يفسّر سبب تخلفه الى وقت متأخر من الليل وعزوفه عن الكلام مع والديه وتمرّده عليهما وعلى القيم والعادات والتقاليد لأنها من عالم الماضي والرجعية على حدّ نظره وقد تستمر المراهقة لفترة طويلة، وقد تكون هذه السلوكيات متشابهة الى حدّ ما بين المراهقين والمراهقات، إلا أنها تكون أشدّ حدّة لدى الأولاد الذين يشعرون ببوادر الرجولة المبكرة فتصعب السيطرة عليهم.

لماذا السهر بالذات؟
تتعدّد أسباب السهر، ولعل أهونها وأيسرها علاجاً هي الأسباب الفسيولوجية الناتجة عن خلل في إفراز هرمون الميلاتونين الذي يؤثر تأثيراً مباشراً في عملية النوم، والذي يزداد إفرازه ليلاً حسب الدراسات العلمية الحديثة التي أشارت إلى ذلك، ولكن هناك بعد نفسي وآخر إجتماعي في خلفية الصورة هو أجدر بالتناول. فالسهر قد يكون هروباً من مواجهة مشكلات حقيقية تتحدانا في حياة المراهقين الإجتماعية أو الدراسية، تماماً كما تتحدانا نحن البالغين في حياتنا الزوجية أو العملية، ونترجم الهروب منها في السهر أمام شاشات التلفزة أو النت أو خارج المنزل حتى لا نفكر في مواجهتها كثيراً.
وقد يكون تعبيرًا عن إضطراب نفسي كالإكتئاب والقلق أو التوتر، يحتاج لعلاج نفسي، وقد يكون تعبيرًا عن العدوان، خاصوصاً في فئة المراهقين حيث مرحلة التمرّد على قوانين البيت، وقائمة "إفعل ولا تفعل"حيث يجد المراهق نفسه غير قادر عن التعبير عن غضبه مما يُطلب منه أو الإعتراض عليه بشكل واضح وصريح، فيقوم بالسهر وإضاعة الوقت في غير فائدة "كتنفيس"غير مباشر لاعتراضه على الأهل، لأن في إضاعة الوقت إيذاء لوالديه وإثباتاً لشخصيته. كما قد يكون سببه النشأة، حيث لم يُرب الطفل منذ صغره على إعلاء قيمة الوقت، أو الإحساس بالمسؤولية تجاه نفسه وتجاه المجتمع، أو نتاج التربية المدللة مثلاً التي تخرج لنا شخصاً مستهتراً لا يعي مفهوم الحرية بحق.

الوعي يحصّن المراهقة
من الأساليب العملية للتنشئة الصحيحة:
- تحرّي الأهل عن أصدقاء المراهق، فهو أمر في غاية الأهمية، ولا يكون ذلك بالتجسّس عليه، بل مصادقته، والسؤال عن أصدقائه بأسلوب الدردشة، وأحياناً مصادقة أصدقائه والجلوس والتنزه معهم، وبذلك يستطيع الأهل حتواء المراهق وكسبه في صفهم مع أصدقائه.
- اكتشاف إيجابيات المراهق، فأحداً يحب رئيسه أو مديره في العمل إذا كان ينتقده بشكل متواصل، وبعضهم يظن أن الموظف لا يستحق أن يُشكر على عمله الجيد لأنه واجب عليه أصلاً، الشيء نفسه ينطبق على الآباء، فالأولى أن يهتموا بإيجابيات أبنائهم مهما كانت صغيرة في أنظارهم، فالعناية بـ 5% من الإيجابيات للإبن المراهق أو الفتاة المراهقة قد تتحوّل في المرات القادمة إلى 50%...
-الأبناء أيضاً بشر لهم ألسنة وأعين فاحصة تنتقد وتدقّق بكل مثالية وقساوة أحياناً، وإذا استمر الأهل على متابعة زلاتهم وعيوبهم فسوف يبادلونهم النظرة السلبية ، وعلى العكس إذا لاحظ الأهل حسناتهم، سيتعلمون هذه الإيجابيات الموجودة في الآباء حينها فيزداد تعلقهم بهم .
- الجلوس مع الأبناء ومصارحتهم بحبكم لهم وأنكم تعقدون عليهم الآمال .
- لا تعطوهم كل ما يطلبون ولا تيسروا لهم سبل الفساد بتوفير السيولة النقدية لهم .
-استعيني أيتها الأم بوالده وفي حال كان مسافراً بالرجال من أسرتك ( أعمام - أخوال ) واطلبي منهم مساعدتك عليه ونصحه .
- اظهروا مزيداً من الإهتمام والعاطفة تجاههم وشجعوهم على سلوك الطريق السوي.

مقالات متعلقة