الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 18 / مايو 10:02

زياد دياب: الحكام العرب الأسوأ في العالم وهم شيوخ قبائل

كل العرب
نُشر: 29/04/11 11:29,  حُتلن: 14:58

 زياد دياب في مقاله:

تأخرنا 50 سنة كي نتحرر من الإستعمار الداخلي

الرئيس هو شخص مسؤول، وهو أجير عند الأمة، وهو يدين لها بمقعده، وإنجازاته كلها إنما هي مضافة لكونه رئيسا لا ميزة شخصية فيها

من يريد أن يصير زعيما عليه أن لا يصير أجيرا، وأن يبقى يقود الأمة بعيدا عن مواقع القرار، حين تطيعه الناس وتلبي أمره وهو لا يملك لهم ضرا ولا نفعا

الجيش جهاز مستأجر لحماية الأمة تشكله الأمة من أبنائها، وليس ولي أمر الأمة ولا الوصي عليها ولا يحق له أن يفرض أمرا بقوة الأمر الواقع أو بقوة العسكر على الأمة

هناك عيب قاتل لأنظمة الحكم في المشرق دون استثناء، وأيضا لمشاريع النهضة فيه بما يتعلق بنظام الحكم; العيب القاتل هو تبجيل شخص الرئيس، وتكبير منجزاته، وجعله رمزا. أي شخص مثقف ويملك برنامج ورؤية إصلاحية أو تنموية وسبق ومارس العمل العام وأثبت نجاحه العملي فيه يمكن أن يكون رئيسا للبلاد; قد يكون هذا الشخص عسكري سابق ويأتي من القوات المسلحة مثل تشيرتشل وديغول - بوتين - أيزنهاور , وقد يكون محاميا سابقا أو مناضلا حقوقيا مثل بيل كلينتون - سعد زغلول - غاندي - نلسون مانديلا, وقد يكون مدير عام في مؤسسة حكومة أو وزير سابق مثل محمد مهاتير - نتنياهو - تورغوت أوزال، وقد يأتي من وسط رجال أعمال والصناعيين باعتباره إنسان حقق نجاحا, وقد يكون أستاذا جامعيا, وقد يكون كاتبا صحفيا, وقد يأتي من الوسط الفني أو الرياضي, وقد يكون فني كهربائي مثل ليخ فاليسا صاحب اشهر شارب و الحائز على جائزة نوبل للسلام والذي قاد التحول للديموقراطية في بلاده (بولندا).

الرئيس أجير عند الأمة
الرئيس هو شخص مسؤول، وهو أجير عند الأمة، وهو يدين لها بمقعده، وإنجازاته كلها إنما هي مضافة لكونه رئيسا لا ميزة شخصية فيها، بل الميزة هي للأمة أنها مكنته منها، والفضل الأول والأخير للأمة صاحبة الانجاز وصاحبة السلطة، وليس للأجير الذي يجب عليه وجوبا أن يحسن عمله وأن يؤدي المهمة التي استؤجر من أجلها بأمانة وإخلاص.
من يريد أن يصير زعيما عليه أن لا يصير أجيرا، وأن يبقى يقود الأمة بعيدا عن مواقع القرار، حين تطيعه الناس وتلبي أمره وهو لا يملك لهم ضرا ولا نفعا، حينها يستحق لقب الزعيم، أما رئيس الجمهورية فما دون من موظفي الدولة فليسوا إلا مستأجرين ينبغي عليهم أن يؤدوا مهمتهم ولا منة لهم على أحد.

الجيش مثل رئاسة الجمهورية
طبعا لا يفوتنا أن نذكر أن الجيش مثل رئاسة الجمهورية مثل سائر مؤسسات الدولة، إنما هو جهاز مستأجر لحماية الأمة، تشكله الأمة من أبنائها، فليس هو ولي أمر الأمة ولا الوصي عليها ولا يحق له أن يفرض أمرا بقوة الأمر الواقع أو بقوة العسكر على الأمة، وإلا كان متسلطا لا شرعية له. وحين توافق الأمة أن يتولى الجيش السلطة مؤقتا لضمان النظام وعدم إدخال الفوضى، فعلى الجيش أن يكون على هذا المستوى ولا يزيد، وللأمة أن تحاسبه أولا وآخرا على ما كلفته به، سواء أكان التكليف مباشرا أم غير مباشر.

ضباط انقلابيون يعبثون بالنظام
الحكام العرب، شيوخ قبائل يصنعون دولآ بلا شكل و طعم وشبهات الفساد - عبد العزيز آل سعود – زايد آل نهيان- راشد آل مكتوم – حمد آل ثاني ..... و هكذا, بيرقراطريون عسكريون، بن علي وحسني مبارك و إميل لحود.. ضباط انقلابيون يعبثون بالنظام، جمال عبد الناصر- حافظ الأسد - انور السادات-عمر البشير- القذافي، مغامرون قادمون من المجهول، ياسر عرفات – عبد الله صالح, القاسم المشترك بينهم جميعا أن الإرادة الشعبية لم تأت ِبأي منهم لسدة الحكم بل كان حكمهم هو امتداد لعصور الانحطاط العثماني والمملوكي حيث فرضوا بقوة الأمر الواقع من منطلق الطاعة لذي الشوكة كما يردد فقهاء المسلمين، في جميع الأحوال فإن الشعوب تتحمل جزء من المسؤولية عن وصول هؤلاء وبقائهم لأنهم تنازلوا عن حقوقهم السياسية.

الحكام العرب هم الأسوأ
الحكام العرب هم "الأسوأ" في العالم، و نحن لا سوانا مسؤلون عن تلك المصيبة، ولو كنا رجالا كما ينبغي ما وصلوا للحكم و ما استمر مجنون رسمي مثل القذافي حاكما 42 عاما، ولا بقي مبارك 30 عاما رغم غبائه المشهور، ولا ظل الرقيب عبد الله رئيساُ لليمن كل هذه السنوات الطوال، ولا ورثنا حافظ الأسد لإبنه بشار طبيب العيون. لو طلبوا من حكومة نتنياهو وضع حكاما للمنطقة ما وجدت أسوأ من هؤلاء. الحكام هم سبب المشاكل و الصراعات و الفشل، و لست أدري لم اختصنا الله بهؤلاء، لابد أن نقف احتراما كلما شاهدنا تونسيا، فمنهم تعلمنا أنه يكفي ان تركل هؤلاء الأوباش حتى يفروا كالجرذان، أحيانا انظر إلى صور هؤلاء الحكام يوسطهم عميدهم القذافي و أنطلق في الضحك، غير مصدق ان ما أراه حقيقي.. مستشفى أمراض عقلية .. و اتصور ان يضع القذافي سلطانية الفول على رأسه، بينما يلتف حوله الحكام الأفاضل يرقصون و يغنون لا اتذكر اسمآ واحدا محترما وصل للحكم في بلد عربي ولو بالصدفة لقد تأخرنا 50 سنة كي نتحرر من الإستعمار الداخلي، فلم ينتظر البعض ؟

مقالات متعلقة