الأخبار العاجلة
طه دخل الله عبد الرحمن:
هوليواك أول من صاغ النظام الفلسفي العلماني في حوالي عام 1846 بإنجلترا وكانت دعوته الأولى الى حرية التفكير
نستطيع الفهم أن المجتمع والدولة يجسدان علاقات اجتماعية وليست علاقات دينية، والعلمانية لا تلغي الدين ولا الممارسات الدينية
العلمانية مفهوم يرى ان الدولة والمجتمع يجسدان علاقات انسانية، أي بين البشر ليس علاقات دينية، أي بين البشر وربهم، فالدولة والمجتمع العلمانيين هما حاصل علاقات إنسانية واقعية وليس إنعكاسا لإرادة إلهية
نشأت في أوروبا المسيحية قبل الحديثة بهدف مكافحة التأثير المعوق للكنيسة على الحيز السياسي وعلى الحياة الثقافية ، ويمكن اعتبار العلمانية بمثابة حركة توجه المجتمع نحو الإهتمام بالأمور الدنيوية والحياة المعاشة على الأرض. ففي حقبة العصور الوسطى كان هناك ميل قوي من جانب الشخصيات الدينية لإحتقار الأمور السياسية والتركيز على التوسل لـ الله من اجل الحياة الأخرى.
النزعة
وكرد فعل لهذا الميل أو النزعة، ظهرت العلمانية في وقت عصر الإصلاح والنهضة العلمية من منتصف القرن الرابع عشر حتى القرن السادس عشر في أوروبا، وكرست نفسها في سبيل تنمية النزعة الإنسانية ، وعندما بدأ اهتمام الإنسان يزداد بالثقافة الإنسانية، وبدأ يعتقد في إمكانية تحقيق أهدافه في هذا العالم ، إزدادت العلمانية تقدما ورسوخا ، حيث بدأت فاعلية العلمانية في الوضوح والنمو في القرن السابع عشر ويعد "جورج .
النظام الفلسفي العلماني
هوليواك" أول من صاغ النظام الفلسفي العلماني في حوالي عام 1846 بإنجلترا وكانت دعوته الأولى الى حرية التفكير , فيكون لكل إنسان الحق في ان يفكر لذاته ، والدعوة الى حق الإختلاف في الآراء حول كل موضوعات الفكر ، كما تطالب العلمانية أيضا بحق الأفراد في مناقشة كل الأسئلة الحيوية ، كمفهوم الإلزام الخلقي ، ومسألة وجود الله ، وفساد الروح وسلطة الضمير كما يمكن أيضا تعريف العلمانية بأنها نزعة إستقلالية بشرية بنيت على الإنسلاخ عن سيطرة المفاهيم الدينية المسلطة على الإنسان ، هذا الإنسلاخ الذي جاء كرد فعل للفكر الكنسي الذي إضطهد العلماء وأهل الرأي المخالف ويرى " ج. ويل - أحد مؤرخي العلمانية " أن العلمانية تنطوي على مفهوم فلسفي يتعلق بإستقلال العقل في قدراته.
علاقات انسانية
ومن هذا المنطلق تصبح العلمانية مظهرا بشرياً يعود اليه الإنسان في كل ما يربطه بمحيطه البيئي والبشري والمعرفي , مع الإعتماد على امكانياته البشرية الذاتية. ويشير "فضل شلق" أن العلمانية مفهوم يرى ان الدولة والمجتمع يجسدان علاقات انسانية ، أي بين البشر ليس علاقات دينية ، أي بين البشر وربهم ، فالدولة والمجتمع العلمانيين هما حاصل علاقات إنسانية واقعية وليس إنعكاسا لإرادة إلهية ، والبنية الإجتماعية العلمانية تتكون كعملية من خلال النشاط الإنساني وإنها العلمانية تفصل الدين عن الدولة، كما تفصل بين الممارسة الدينية والممارسة السياسية .وعند "بيتر برجر" ان العلمانية تتحقق واقعيا بخروج قطاعات تابعة للمجتمع والثقافة عن سلطة المؤسسات والرموز الدينية العلمانية والدين مصطلح علماني وهو المصطلح المنبثق عنه مصطلح العلمانية يشير بمعناه العام في العلوم الإجتماعية الى كل ما هو واقعي ومدني وغير ديني ، وذلك تميزا له عن الأشياء الروحانية.
المجتمع والدولة
نستطيع الفهم ان المجتمع والدولة يجسدان علاقات اجتماعية وليست علاقات دينية ، والعلمانية لا تلغي الدين ولا الممارسات الدينية ، بل تخرج السياسة والتنظيم الإجتماعي من حيز الممارسة الدينية كما تخرج الأخيرة من الحيز الإجتماعي والسياسي بمعنى أنها تقوم على فكرة فصل الدين الدولة . وبعبارة أدق " العلمانية تحرر الدين من قيود الدولة وتحرر الدولة من قيود رجال الدين ." ويمكننا تعريف الدولة العلمانية المدنية بأنها الدولة التي تنتقل فيها سلطات الحكم والإدارة والتشريع والتعليم، من المؤسسات والمحافل الدينية الى الهيئات المدنية والتي تحاول بدورها تنظيم شؤون المجتمع وفقا للأساليب العلمية بما يكفل توفير الرفاهية للمجتمع بأكمله في وطن يمكن للناس ان يلتقوا فيه كمواطنين، دون أي اعتبار للفروق في العنصر أو العقيدة ، فالدولة العلمانية لا ينص دستورها على دين او مذهب تتبعه حكومتها.
الدعوة للمجتمع العلماني
بالنسبة للمجتمع العربي تحديدا فإن الدعوة للمجتمع العلماني ما تزال جديدة بحداثة عملية التمدن، وربما يمكن تحديد إبتدائها بتلك الرسالة التي أرسلها ابراهيم باشا ابن محمد علي , الى متسلم اللاذقية في 24 ربيع الثاني عام 1248 هـ - 1908 م، وفيها يقول : المسلمون والنصارى جميعهم رعايانا، وامر المذهب له دخل بحكم السياسة، فيلزم ان يكون كل بحاله، المؤمن يجري إسلامه والعيسوي ( المسيحي ) كذلك ، ولا أحد يتسلط على أحد .. هكذا قارب ابراهيم باشا العلمانية لأسباب إدارية وسياسية.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر.
لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وصورة شخصية بحجم كبير وجودة عالية وعنوان الموضوع على العنوان: alarab@alarab.co.il
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency