الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 03:02

ياسر العقبي: للنشر بعد الجريدة!

تقرير: ياسر العقبي
نُشر: 15/02/08 08:38

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

وفاة الطفلة أمل سليمان المداني، ابنة الثماني سنوات، نتيجة ضربة برد (هيبوترميا)، أعادت إلى السطح مرة أخرى تلك المأساة التي يعيشها أبناء القرى غير المعترف بها في النقب. فهم لا يستطيعون أن يدفئوا أبناءهم في ساعات الليل، لأن أي موقد قد يؤدي إلى كارثة. وبالنسبة لسليمان، وهو والد لست بنات، كانت أمل البكر بينهن، يعيش في منطقة قريبة من بلدة كسيفه ولكن السلطات لا تعترف بها، فهو كالمستجير من الرمضاء بالنار.


المرحومة أمل المداني. صورة عن مأساة القرى غير المعترف بها

أما النار فقد أخمدها في ساعات الليل من أجل أن لا يحترق بيته ويؤدي إلى كارثة، حيث تشكل خطرًا على حياة بناته، كما يقول.. وأما البرد القارص الذي يضرب منطقة النقب، فكان بالنسبة له حكم بالموت على طفلته التي تعاني من اعاقة بنسبة 100% منذ ولادتها.


البيت الذي توفيت فيه المرحومة أمل

كان سليمان وزوجته لاحظا أن ابنتهما البكر التي يرعيانها بصورة خاصة، استيقظت صباح الثلاثاء وعلامات المرض بادية عليها حيث كانت تعاني من صعوبة في التنفس. وقد نقلها إلى عيادة بلدة كسيفة المجاورة، وهناك قال له الأطباء أن حرارة جسمها وصلت 35.8 درجة مئوية، ومن هنا عليه أن ينقلها على جناح السرعة إلى مستشفى «سوروكا» في بئر السبع، لتلقي العلاج.


البيت الذي توفيت فيه المرحومة أمل

وبالفعل قام سليمان بنقل ابنته الصغيرة إلى المستشفى وهناك اتضح أنها تعاني من «هيبوترميا»، وقد تراجعت درجة حرارة جسمها إلى 26 درجة مئوية، وهي درجة حرارة تعتبر فتاكة للإنسان الذي يجب أن تكون درجة حرارته الطبيعة 37. وقد تم إدخال الطفلة إلى قسم العلاج المكثف، ولكن باءت محاولات الأطباء بالفشل وأعلنوا الساعة الواحدة والنصف من بعد الظهر عن وفاتها. ويقول والد الطفلة، سليمان المدني يقول في حديث لـ«العرب»: «لقد شعرت بمرارة كبيرة حيث أمل هي الابنة البكر، وكانت دائمًا أمام نظري أنا ووالدتها، حيث بسبب كونها معاقة مئة بالمئة كنا نرعاها بصورة خاصة، عدا عن كونها البكر – وأقرب بناتي إلى قلبي».

والد الطفلة: «لا يوجد لدينا تدفئة»

أمل كانت شقيقة لكل من خلود (7 سنوات)، ونهي (5 سنوات)، ورحمة (3.5 سنوات)، وفنار (سنتان) وأنوار (6 أشهر). سليمان، أبو «أبو البنات»، كان ينقل ابنته أمل إلى مدرسة ذوي الاحتياجات الخاصة في بلدة كسيفه المجاورة في كل صباح. كانت أمل الصغيرة تكبر بالرغم من اعاقتها المأساوية.. وأنتهت حياتها بمأساة، حيث ستذكر دائمًا أنها «ماتت من البرد»، وليس بالمعنى النظري لهذه الجملة.. حيث تصل درجة الحرارة في ساعات الليل في صحراء النقب، في هذه الأيام إلى صفر وحتى -2 درجة مئوية.


والد المرحومة أمل، سليمان المداني. وضع مأساوي

ويقول سليمان: «نحن نعيش بجوار بلدة كسيفة، وقد قالوا لنا في وزارة الداخلية أن مسطح البلدة لم يصلنا بعد وبالتالي لا نستطيع أن نبني بيوتًا قانونية، حسب رأيهم. الأرض التي نعيش عليها لا تكفي حتى أبناء عائلتي، الذي يلدون ويكبر أولادهم ويتزوجون كسائر البشر. نستعمل المولدات الكهربائية حتى الساعة العاشرة ليلا للإنارة والتدفئة المحلية، وفيما بعد تكون ظلمة الليل الحالك والبرد القارص هي مسلاتنا. هذا هو وضعنا المأساوي».
وحول الرسالة التي يريد أن يوجهها إلى وزارة الداخلية، يقول سليمان: «نحن نعيش في ثلاجة. بيت سقفه من الصفيح يحول المكان إلى أبرد من الثلاجة. أريد دعوة ممثل عن وزارة الداخلية بأن يبيت ليلته عندنا، ليشعر بما نشعر به، وبعدها ليخبرنا كيف يريدنا أن نربي أولادنا في مثل هذه الظروف. أريد أن نبني بيتًا كسائر الناس ولكن وزارة الداخلية تهددنا بهدمه في كل مرة. في العام الماضي تم هدمين منزلين لأبناء عائلتي. بقي لدي خمس بنات، أصغرهن عمرها نصف سنة، ونحن نصارع البرد في كل ليلة من جديد. في ساعات اليوم نقوم باشعال موقد ولكننا لا نستطيع أن نبقيها في الليل، لكي لا يحرقنا».
أما وزارة الداخلية فعقبت بقولها، إنّها تعبر عن أسفها لوفاة الطفلة، ولكنهم ينفذون القانون.. هذا القانون الذي يؤدي إلى موت طفلة بريئة معاقة جار عليها الزمن.. وجارت عليها السلطات.

إصابات أخرى

وأمل الضحية الرابعة نتيجة موجة البرد القارض التي تضرب البلاد في الايام الأخيرة.. فقد تم العثور على امرأة في الخمسين من عمرها، من مدينة بات يام وقد فارقت الحياة على مقعد عمومي، ويوم الأحد توفي مشرد في الأربعين من عمره من تل أبيب وعجوز في الـ78 من عمرها من بئر السبع.
وقد تم الليلة الماضية (الأربعاء-الخميس) نقل أربعة أشخاص إلى مستشفى «سوروكا» في بئر السبع، بينهم عجوز في الـ80 من عمره، ومشرّد بدون بيت، وطفلة عمرها ثلاثة أسابيع وطفلة أخرى. وقالت الناطقة بلسان مستشفى «سوروكا» أنهم بصحة جيدة. ويضاف ذلك إلى وفاة مشرّد في شوارع ريشون لتسيون الليلة الماضية.


المرحومة أمل المداني. صورة عن مأساة القرى غير المعترف بها

يشار إلى أنه تم نهاية الأسبوع نقل امرأتين من جنوب البلاد إلى مستشفى «سوروكا» في بئر السبع بسبب اصابتهما بحالة «هيبوترميا». وتم كذلك نقل خمسة أطفال عرب إلى المستشفى بعد استنشاقهم الدخان.
وكان بين الامرأتين عجوز في الـ78 من عمرها كانت في وضع ميؤوس منه، حيث وصلت درجة حرارة جسمها إلى 25 درجة مئوية (بدل 37)، وقد توفيت لاحقًا.
وقال د. يورام شنير، إنّ المرأة وصلت إلى المستشفى في وضع حرج للغاية، بعد انهيار كافة الاجهزة الداخلية لجسمها، وللأسف اضطررنا إلى الإعلان عن وفاتها.
أما المرأة الثانية فهي سيدة عجوز في الـ80 من عمرها، من إحدى القرى العربية غير المعترف بها، نقلت إلى المستشفى بسبب ضربة برد حيث وصلت حرارة جسمها إلى 33 درجة مئوية، وحين وصولها إلى غرفة الطوارئ وصفت حالتها بالخطرة، حيث تم تقديم علاج طبي سريع لها، ووضعها الصحي مستقر حسبما قالت الناطقة بلسان مستشفى «سوركا»، عنبار غوطر-داروم، في حديث لموقع «العرب». وترقد المرأة حاليًا في القسم الداخلي «ب» في المستشفى.
ويقول الدكتور شنير: «هيبوترميا تتسبب بعد التعرض بصورة مستمرة إلى البرد، والرياح الباردة والملابس الرطبة وكذلك استعمال مواد توسع الأوردة الدموية كالسجائر والكحول. في مثل هذه الحالات على الإنسان التوجه حالا بسيارة إسعاف الى المستشفى وكذلك تدفئة جسمه. في حالة كون ملابسه رطبة عليه أن يقوم بتجفيفها أو حتى تغييرها إن أمكن ذلك. العلاج الأولي في المستشفى هو تدفئة الجسم بواسطة هواء دافئ».
يشار إلى أنه في ساعات الصباح تم نقل خمسة أطفال عرب بسبب تعرضهم لاستنشاق الدخان أثناء التدفئة، باستعمال الفحم الذي يطلق أول أكسيد الكربون السام. وعانى الأطفال من تسمم وتقيؤ وتلقوا علاج أولي في مستشفى «سوروكا» بواسطة الأكسجين. وهم في صحة جيدة حيث سيبتم تسريحهم إلى بيوتهم في وقت لاحق من اليوم.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.63
USD
3.85
EUR
4.63
GBP
351080.94
BTC
0.50
CNY