للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

كم واحدٍ منا نظر لنفسه في المرآه وردد دعاء رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: اللهم كما حسّنت خَلقي حسِّن خُلُقي

اين نحن وكلنا يرى عدم تسامحنا مع بعضنا البعض تقوم الدنيا ولا تقعد على اتفه الاسباب، نرى حجاج بيت الله الحرام إلا من رحم ربي يشتم ويسب ويقذف

إلقاء النفايات في كل مكان ليس بالمكان المخصص لها والكلام الفاحش البذيء الذي يخرج من افواهنا وإيذائنا لجيراننا ورفع صوت المسجل في البيت او السيارة وأمثلةٌ كثيرةٌ جداً يكاد لا يكون حصرٌ لها نقوم بها يومياً تقريباً
 

أجل لم أخطأ بالعنوان، هناك بالفعل أزمة أخلاق. نعم، لقد أنعم الله علينا بمحطاتٍ دينيةٍ عدّة علمتنا الكثير من امور ديننا، فرأينا صحوةً إسلاميةً ولله الحمد، فلمسنا إزدياداَ في عدد المصلين مرتادي المساجد، وأقبلت النساء على إرتداء الحجاب بشكل ملحوظ، ورأينا عدد حجاج بيت الله الحرام في إزدياد، بل ورأينا مدى الإزدحام الذي كان في عمرة رمضان العام الماضي كأنه موسم حج.
كل هذا خيرٌ وبركة.

لكن بالمقابل، كم واحدٍ منا نظر لنفسه في المرآه وردد دعاء رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: ( اللهم كما حسّنت خَلقي حسِّن خُلُقي).

قصص من السيرة النبوية
بأبي انت وامي يا رسول الله، هل تظنون أنه صلى الله عليه وسلم كان بحاجةٍ الى مثل هذا الدعاء، وهو الذي قال عنه سبحانه وتعالى:( وإنك لعلى خلقٍ عظيم) وقال:( لوكنت فظاَ غليظ القلب لانفضوا من حولك)، وعن انسٍ رضي الله عنه قال: لقد خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي قط: أفٍ، ولا قال لشيءٍ فعلته: لمَ فعلته؟ ولا لشيءٍ لم افعله: ألا فعلت كذا؟
وعندما سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلقه صلى الله عليه وسلم, قالت: كان خلقه القرآن، بل وكان قومه قبل بعثته صلى الله عليه وسلم ينادونه بالصادق الامين. وكان ليناً سهلاً ودوداً صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين فكيف به مع اصحابه وعشيرته. وكلنا يعرف قصته مع جاره اليهودي الذي كان يلقي بقمامة بيته امام بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندما انقطع هذا اليهودي عن هذا العمل، ذهب اليه الرسول صلى الله عليه وسلم زائراً للإطمئنان عليه مخافة ان يكون مريضاً وبالفعل كان كذلك، وكان هذا سبباً في اسلام ذلك اليهودي.

حسن الأخلاق
ومن هذه القصص الكثير والكثير التي تدل على حسن خلقه صلى الله عليه وسلم وحلمه على الناس، ومع هذا كله كان عندما ينظر الى المرآه يردد( اللهم كما حسّنت خلقي حسِّن خُلُقي). فاين نحن من هذا الدعاء، اين نحن من حسن الخلق. اين نحن وكلنا يرى عدم تسامحنا مع بعضنا البعض، تقوم الدنيا ولا تقعد على اتفه الاسباب، نرى حجاج بيت الله الحرام إلا من رحم ربي يشتم ويسب ويقذف. وبعض الاخوات المحجبات اللواتي لا ينقطعن عن مجالس الغيبه والنميمة. إلقاء النفايات في كل مكان ليس بالمكان المخصص لها، والكلام الفاحش البذيء الذي يخرج من افواهنا، وإيذائنا لجيراننا ورفع صوت المسجل في البيت او السيارة، وأمثلةٌ كثيرةٌ جداً يكاد لا يكون حصرٌ لها نقوم بها يومياً تقريباً. فدعونا إخوتي أخواتي نقف برهةً مع انفسنا ونحاسبها نحن قبل أن يحاسبها الله يوم القيامة يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من اتى الله بقلبٍ سليم.

أقرب الى الله
ألا تحبون أن تكونوا أقرب الناس مجلساً من الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة؟ فعن جابرٍ رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن من أحبِّكم إليّ, واقربِكم منّي مجلساً يوم القيامة, أحاسنكم أخلاقا). وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إنّ المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم).
فهيا بنا الى الفلاح والنجاح. بلغّنا الله وإياكم بحسن أخلاقنا درجة الصائم القائم, وجمعنا مع حبيبنا وطب قلوبنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم.

الناصرة

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net