للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
رائدة أبو شيخة:
كانت الحياة بسيطة جداً وعلى مستوى الطلبة
استطعت أنا وأخي أن نعيش حياة منتظمة وبسيطة لنوفر على أنفسنا المصاريف الزائدة
نمر هذه الأيام بظروف تستحق أن يكون فيها تغييرات أو تجديدات ليكون لدينا القدرة على التأقلم والاندماج
موضوع التغذية مهم جداً وله مكانة خاصة بين المواضيع الأكاديمية لا سيما أنه متعلق بكل الأفراد من مختلف الأجيال
حملت ثقلاً كبيراً كيف سأخبر عائلتي أنني سأدرس موضوع التغذية بينما هم أرسلوني إلى الولايات المتحدة على أمل أن أعود لهم وأحمل بيدي شهادة الصيدلة؟!
لا يجب أن نعطي لأنفسنا فرصاً لنضع حدوداً أمام طموحنا أو أي حجج واهنة أو ادعاءات فكلنا تلاميذ الحياة ودائماً هناك الوسائل الكافية للوصول والاستمرار حتى النهاية
تحدت قانون امتحان قبول الجامعات فلم تسمح له بأن يضع حداً أمام حلمها، فداست عليه وسافرت للولايات المتحدة لتتبع شغفها فتحقق ما راود طفولتها.
هي أخصائية التغذية رائدة أبو شيخة ابنة مدينة الناصرة، التي تمسكت بحرية اختياراتها حتى وصلت ونالت فنجحت.
تلقت ابو شيخة دراستها الإبتدائية والثانوية في مدرسة راهبات الفرنسيسكان في مدينة الناصرة، تميزت بجهدها وتفوقها، وبعد أن أنهت المرحلة الثانوية كانت تنوي أن تكمل دراستها الأكاديمية في موضوع الصيدلة وعلى هذا الأمل قررت أن تغادر البلاد إلى الولايات المتحدة لتلتحق بإحدى الجامعات هناك.
رائدة أبو شيخة
الطفولة
فتقول رائدة أبو شيخة:" تعلمت منذ الطفولة حتى المرحلة الثانوية في مدرسة واحدة، أنا خرجت من عائلة محافظة، وكانت المدرسة من اختيار عائلتي، وفي المرحلة الثانوية تعرفت إلى زميلات جدد ممن أتوا من مدارس أخرى لتلقي التعليم في مدرستي، وكنّ دائماً يحكين عن أنهنّ أتينّ من مدارس مختلفة وإلى ما شابه، فكنت أقول بيني وبين نفسي "أنا ايضاً أريد الالتحاق بمدرسة مختلفة بكل مرحلة"".
وتضيف:" لا أدري إن كانت حقيقة أني تعلمت في مدرسة واحدة في كل المراحل هي السبب بأني لا أرغب كثيراً بالتغيير، فمرحلة الدراسة كانت روتينية نوعاً ما، لكنها لم تكن بذلك السوء".
وتؤكد ابو شيخة:" نمر هذه الأيام بظروف تستحق أن يكون فيها تغييرات أو تجديدات ليكون لدينا القدرة على التأقلم والاندماج بالمحيط الذي نعيش فيه".
التغييرات من أجل التأقلم
ويثير التغيير الكبير الذي يحصل على مستوى المؤسسات التعليمية على وجه الخصوص استغراب أبو شيخة، حيث تقول:" أتعجب أحياناً كثيرة للتغييرات التي تمر بها المدارس في هذه الايام، فرغم القوانين الحازمة والصارمة التي كانت تسري مثلاً على مدرسة راهبات الفرنسيسكان بما يتعلق بالزيّ الرسمي إلاّ أننا نرى اليوم اختلافاً يكاد لا يصدق بهذا الخصوص".
وتعتقد ابو شيخة أنه حتى المؤسسات العامة تمر بتغييرات جذرية لتتأقلم مع أفراد المجتمع، وبهذا تأخذنا أبو شيخة إلى حيز عملها حيث تؤكد أن "المستهلك يعتبر جزء لا يتجزأ من المؤسسة التي يتعامل معها. حيث تمنح المؤسسات الفرد بأن يعبر عن رأيه وذوقه ومدى رضاه اتجاه المنتج أو الخدمة أو أي أمر آخر لأنه في نهاية المطاف تشكل المؤسسات بمختلف مجالاتها وأفراد المجتمع حلقة دائرية".
وتتساءل رائدة أبو شيخة حول ما إذا كانت المؤسسات تتلاءم مع أفراد المجتمع أم العكس؟!
رائدة أبو شيخة: أيام الصبا والحلم
وفي عودة لطفولتها تستذكر أبو شيخة أنها أحبت أن تكون الفرد المشاغب مع زملائها رغم وجود القوانين، وفي حلم الطالبات المجتهدات بإكمال مسيرتهنّ التعليمية، بدأ يأخذ حيزاً كبيراً في نفس رائدة أبو شيخة، حيث سارت قدماً لتحقق ذاتها، فقررت أن تكمل دراستها الأكاديمية في موضوع الصيدلة، وعندما تقدمت لامتحان قبول الجامعات "البسيخومتري"، فقد اتاها الرفض من كول حدب وصوب.
ولم تردع الادعاءات الكثيرة التي تصب في قناة الرفض رائدة ابو شيخة عن هدفها، فتقول:" لن أتعلم ماذا يريدون، فسأتعلم ماذا أريد أنا!"، فسافرت أبو شيخة إلى الولايات المتحدة حيث يدرس أخيها موضوع المحاماة هناك، فتقدمت لامتحان اللغة وواجهت الأمور بسىلاسة.
بالرغم من أنها واجهت صعوبات أخرى قبل سفرها، مثل رفض الإخوة لسفرها أو الإمكانيات المادية المتاحة حيث تتكون عائلة أبو شيخة من 11 فرداً، فواجهت أبو شيخة كل هذه الظروف بالتحدي والإيمان بالحظ الجيد. وتضيف ابو شيخة "ومع التحديات، بحثت عن صناديق منح داعمة، واستطعت أنا وأخي أن نعيش حياة منتظمة وبسيطة لنوفر على أنفسنا المصاريف الزائدة، كما وأنني لاحقاً وبعد اتقاني اللغة عملت في أحد المختبرات التابعة للجامعة".
الإنقلاب
وتضيف ابو شيخة "توجهت لمستشارة الجامعة بعدما علمت أن هناك مستشار يجب أن يعقد جلسة استشارية مع طلاب الجامعة، فالتقيت معها ونصحتني بموضوع التغذية بدلاً من الصيدلة".
وتتابع "حينها حملت ثقلاً كبيراً كيف سأخبر عائلتي أنني سأدرس موضوع التغذية بينما هم أرسلوني إلى الولايات المتحدة على أمل أن أعود لهم وأحمل بيدي شهادة الصيدلة؟! كيف يمكنني أن اشرح لهم ما هو موضوع التغذية؟!. مستشارة الجامعة استطاعت اقناعي، وبالفعل نصحتني بأن أتلقى دورات عامة ضمنهنّ دورة واحدة في موضوع التغذية لأدرك مدى اهتمامي وانجذابي للموضوع، وبالفعل، فقد تركز اهتمامي بالموضوع، وسرت به قدماً".
ولاحقاً استطاعت رائدة ابو شيخة أن تقنع والدتها بأن هذا هو الموضوع الذي يناسبها وأن هنالك ما يلمع داخلها حيال هذا الموضوع، "علماً أن أقلاء جداً من بلادنا التحقوا بهذا الموضوع في جامعات البلاد". وتعتقد أخصائية التغذية رائدة ابو شيخة أن "موضوع التغذية مهم جداً وله مكانة خاصة بين المواضيع الأكاديمية، لا سيما أنه متعلق بكل الأفراد من مختلف الأجيال".
رحلة ما بعد التعليم الأكاديمي
وتحدثنا أبو شيخة عن مرحلة ما بعد التعليم، فتقول إنه:" على أخصائي التغذية أن يكون مقنعاً ولديه ما يكفي من الحلول الوسط لأي حالة مرضية، فبالتالي الأخصائي يعطي إرشاداً معيناً لمريض معين، فإمّا أن يقنع مريضه بأن هذا هو المناسب له، وإمّا أن يفشل بمهمة إقناعه".
لكن تؤمن رائدة أبو شيخة بالتفكير والطاقة الإيجابية الكامنة بكل شخص، وتضيف "أؤمن أيضاً بكتاب السر، حيث يمكننا أن ننجح بالرغم من بساطة الإمكانيات التي من الممكن أن تكون".
الحياة الأكاديمية وبساطتها
وتستذكر رائدة أبو شيخة حياتها الأكاديمية، فتبتسم قائلة:" كانت الحياة بسيطة جداً وعلى مستوى الطلبة". وتقارن أبو شيخة حياتها كطالبة أكاديمية آنذاك مع حياة الطلاب اليوم، فتقول:" أرى أن الطلاب اليوم يحملن الهواتف والحواسيب النقالة ومشاريع نهاية الأسبوع في حين أن هذا كله لم يكن أصلاً في لائحة أحلامنا. كانت الحياة في السابق معتمدة على الشغف الداخلي للإنسان، فكان هذا الشغف بمثابة جهاز "جيب ي اس"".
العودة إلى البلاد
وعادت الشابة الطموحة رائة أبو شيخة من الولايت تحمل بيمناها شهادتها وبالأخرى حقائب سفرها التي تحمل رائحة ذكريات الغربة التي ملأتها ساعات الدراسة الكثيفة والجهد والتميز، وتحدي الظروف بعيداً عن العائلة، فتقول رائدة:" عندما عدت للبلاد رحبوا بي ترحيباً عميقاً، فرأوا بي القنديل النيّر الذي رأى العالم من الولايات المتحدة لا سيما أن الشابات اللواتي درسنّ حينها خارج البلاد قليلات جداً. عدت أحمل داخلي طاقة كبيرة للبدء في البحث عن عمل لأطبق النظريات التي درستها، وبالفعل لم أواجه أي صعوبة، غدت أحمل افكاراً جديدة، فسعيت للتقدم والتطور".
ترجمت أبو شيخة نفسها في كل مرة بصيغة جديدة، وسوقت نفسها إلى عالم المال والأعمال، وفرضت افكارها السلسة، جددت وتجددت، وصنعت بصمتها بكل عفوية وتأثير فكانت مثالاً يحتذى به في مجال عملها.
فتعمل أبو شيخة على أن تخلق امكانيات وظروف ملائمة لكل شريحة من شرائح المجتمع لتوصيل فكرة معينة أو هدف جديد أو معلومات.
الوعي الغذائي
وحول تقييم رائدة أبو شيخة لثقافة الوسط العربي في مجال الوعي الغذائي، تقول:" أنا كرائدة لا أستطيع أن أعطي تقييماً، لكن وإن كان ولا بد أن أعطي رأيي الشخصي بتجاوب الوسط العربي في مجال عملي كأخصائية تغذية، فأقول إني أعمل مع أشخاص يطلبون مني الاستشارة العميقة، وأحد الأمور الإيجابية التي من الممكن أن أذكرها هو أنه خرجنا منذ عامين على الأقل من إطار أن الفتاة فقط من تطلب الاستشارة الغذائية لتحافظ على رشاقتها وجسمها وطعامها، إنما أيضاً الشباب ، فألحظ أن الشباب أصبحوا يهتمون أكثر بممارسة الرياضة والحفاظ على الوزن الملائم وإلخ".
وتضيف:" وأيضاً أود أن اذكر أنه حتى الأمهات اللواتي يطلبنّ الاستشارة الغذائية، فهنّ على قدر كاف من الوعي ودائماً يطلبنّ المزيد من المعلومات ويوجهون الأسئلة الدقيقة والعميقة لكسب أكبر قدر من المعلومات لأجلهنّ ولأجل أطفالهنّ، وهذا بالفعل مؤشر جيد".
وتتابع قائلة:" أعتقد أنه ليس من المهم أن نسأل عن الدوافع التي تجعل الشاب أو الفتاة أن يهتموا بغذائهنّ فالأهم من ذلك أنهم مهتمون".
سيناريو المستحيل أصبح واقعاً
وتأخذنا أبو شيخة إلى حياتها الشخصية حيث تؤكد أن" رائدة لا يمكننها أن تتقدم دون دعم عائلتها ووقوف أفراد عائلتها على جانبها، فالصبر الذي يتمتع به أفراد عائلتها كبير جداً ومنه تستمد قوتها على الاستمرار". وتقول أبو شيخة:" أنا امرأة عربية في مطبخ، أهتم لأولادي وزوجي ومنزلي وأقدس عائلتي وأوفق بين عملي وبين عائلتي".
رائدة أبو شيخة تعيش في سيناريو صعب التمثيل إلاّ أنها نجحت في أن يكون واقعها الذي تعتز فيه، فتسافر يومياُ أبو شيخة إلى مدينة تل أبيب لتداوم في عملها وجدير بالذكر أنها حققت العديد من الإنجازات على صعيد الوسط العربي، وتعود عند ساعات العصر أو المغرب في معظم الأحيان إلى منزلها في مدينة الناصرة، ولا تمل ولا تكل ولا تتذمر من ظروف حياتها، وتقول:" رائدة اليوم تعيش عدة مزاجات منفصلة عن بعضها البعض وتعيش في عدة شخصيات في اليوم الواحد".
مستقبلاً
تعد رائدة ذاتها بأن تكون مستقلة تماماً خلال السنوات القادمة، حيث ستحدد إطار عملها وليس العكس.
الرسالة
وتحمل رائدة أبو شيخة رسالة توجهها للوسط العربي، فتقول فيها:" لا يجب أن نعطي لأنفسنا فرصاً لنضع حدوداً أمام طموحنا أو أي حجج واهنة أو ادعاءات، فكلنا تلاميذ الحياة، ودائماً هناك الوسائل الكافية للوصول والاستمرار حتى النهاية، يجب أن نحقق ذاتنا. وعلى المرأة بشكل خاص أن تتخذ على عاتقها ومسؤوليتها أن تُخرج الأجيال الباحثة عن الكمال والطموح".
وتؤكد في نهاية حديثها أن "المجتمع يمنح هذه الإمكانيات، لكن أولاً وآخراً يجب أن نتحلى بالإيمان الداخلي لنستطيع أن نحقق ذاتنا وذلك بعد اختيار الإطار المناسب لقدراتنا واستغلال الامكانيات المتاحة والمتوفرة".