الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 22:02

محاربة العنف مسؤولية الجميع/بقلم: خالد القريناوي

كل العرب
نُشر: 21/05/12 20:16,  حُتلن: 14:24

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

أبرز ما جاء مقال خالد القرناوي:

أصبحنا نعيش ظاهرة العنف والقتل الذي يستشري ويتفشى في مجتمعاتنا وأوطاننا في قرانا ومدننا في شوارعنا وبيوتنا

استطاعت هذه الظاهرة الأليمة أن تعيق نشر ثقافة التسامح التي جاء بها الإسلام وجاءت بها الشرائع السماوية أجمع

 يجب أن تتكاتف الأيدي جميعها فهي مسؤولية الجميع والكلّ راع والكلّ مسؤول عن رعيته ونحن في أمس الحاجة للتكاتف الاجتماعي والنهضة الإنسانية المنشودة

المساجد لها أهمية بالغة في توعية جميع الشرائح وخاصة في خطب ودروس الجمعة لما تجمع من شباب ورجال وأطفال وكذلك نساء ومن هنا اقترح لأن يتم تنظيم خطبة شهرية ثابتة في جميع المساجد

أصبحنا نعيش ظاهرة العنف والقتل الذي يستشري ويتفشى في مجتمعاتنا وأوطاننا في قرانا ومدننا في شوارعنا وبيوتنا، عنف بين القبائل وعنف بين الجيران حتى جعلنا له نصيبا بين الأخوان والبيت الواحد ، حقا إنها ظاهرة في غاية الخطورة تفكك المجتمعات وتُبيد العلاقات وتبني الخلافات وتزرع الأزمات وتمحي الحسنات وتجرنا إلى الهلاك.
هذه الظاهرة التي تزرع الرعب في قلوب الأطفال والخوف في نفوس النساء، الشباب والرجال ، قد تُعيق استقرار الأمن بقرية كاملة أو بمجتمع كامل وهذا ما نشاهده في حين نجد أو نسمع عن قضية عنف ، تهلك وتضيع وتشرد عائلة بأكملها بسبب أمرٍ تافهٍ لا يستحق أن يُذكر، بسبب قيام فرد من أفراد العائلة بخطأٍ سواء أكان قاصدا ومتعمدا أو كان غير ذلك ، أو بسبب إظهار القوّة أمام الناس يظنّ أنّه باستخدامه السلاح قد أثبت قوته وجدارته وأعاد كرامته وحرر بلاده ، وهو نفسه بعد أن استخدم القوة والعنف وقتل أخاه المسلم وسفك دم حرام وقتل نفسا بغير حق تجده مباشرة يصبح طريدا شريدا هاربا في جحور الأرض لكي يحمي نفسه، فينسى قوته ليظهر ضعفه ...

نشر ثقافة التسامح
ومن هنا استطاعت هذه الظاهرة الأليمة أن تعيق نشر ثقافة التسامح التي جاء بها الإسلام وجاءت بها الشرائع السماوية أجمع.
واجبنا جميعا أن نحارب هذه الظاهرة القاتلة والمقلقة وأن نعالج مجتمعاتنا من هذا المرض والوباء المنتشر وأن ننشر ثقافة التسامح المنشودة لنستعيدها ولنبنيها مرة أخرى ولا أعمم ففي المجتمعات خيّرين ومصلحين لكن الظاهرة خطيرة والإنسان العنيف لم يترك للإنسان المتسامح مكانا، نريد أن نعيش بسلام دون خوف وليعيش أبنائنا في أمان دون رعب وليكون التسامح أساس التقدم والرقي بمجتمعاتنا وبلداننا .
وهنا يجب أن تتكاتف الأيدي جميعها فهي مسؤولية الجميع والكلّ راع والكلّ مسؤول عن رعيته، ونحن في أمس الحاجة للتكاتف الاجتماعي والنهضة الإنسانية المنشودة.
ومن هنا فإن المسؤولية تنقسم على الجميع فالكل عليه أن يعمل جاهدا لإعادة التسامح وثقافة التسامح ومحاربة ظاهرة العنف .
وهنا أضع بين أيديكم طرق ومواقع إذا عملنا بها وفيها علّها تساعد في نشر التسامح ونبذ العنف، لكنّ الأمر ليس بمجرّد اقتراحات تقرأ بل لا بدّ من التنفيذ والعمل عليها حتى نصنع مجتمعا آمنا ووطنا هادئا متسامحا ...
لنحارب العنف في البيوت :
فالأب والأم عليهم أن ينشروا ثقافة التسامح في أبنائهم ويغرسوا هذه القيمة فيهم منذ نعومة أظفارهم ولا يعوّدانهم بأخذ حقه من غيره بطريق العنف فحينها سوف يتربى الطفل على أخذ حقه فقط بهذه الطريقة ومن شبّ على شيء شاب عليه, كذلك على الوالدين تجنب الخلافات قدر المستطاع أمام الأولاد ...
لنحاربها في مجالسنا :
فعندما تجلس جماعة في مجلس ما فلا بدّ من الحرص كل الحرص على أن لا يكون فيه ذكر لمعاني العنف فإذا احدهم أراد فعل ذلك فلا بد من توصيته وردعه ، وهنا لا بد من كلمة :هنالك من يجلس في " الشقوق" ولا يسمعون إلا هذا الكلام وبكل أسف لا يردعهم إلا ثلّة قليلة فما كانت وظيفة "الشق" إلا للجمع والتوفيق والتشاور في أمور الخير، وهنا يأتي صاحب المجلس لكونه مسؤولا عن هذا المجلس وما يجري فيه .

من خلال المساجد
المساجد لها أهمية بالغة في توعية جميع الشرائح وخاصة في خطب ودروس الجمعة لما تجمع من شباب ورجال وأطفال وكذلك نساء ، ومن هنا اقترح لأن يتم تنظيم خطبة شهرية ثابتة في جميع المساجد نظرا لخطورة هذه الظاهرة، فلا قرار ولا استقرار ولا أمن ولا أمان ما دامت هذه الظاهرة تقلقنا في منامنا، ومن دور الخطباء أن يبيّنوا حرمة القتل من آيات قرآنية وأحاديث نبوية وذلك للزجر والردع بترهيبهم وترغيبهم بآيات وأحاديث تنص على المحبة والوفاق والتآلف والتكاتف الاجتماعي، أنا أعلم أن المساجد لا تقصّر في هذا الجانب لكن حبذا لو تمّ الحديث عن هذا الأمر بكثافة وليس فقط عند وقوع المأساة...

مؤسسات التعليمية
وهنا اقترح أمرا هاما وحبذا لو وجد أذانا صاغية ، فمن المعلوم أن الطالب المدرسي يتلقى ساعات تعليمية كثيرة لكننا وللأسف جعلنا نصب أعيننا في المؤسسات التعليمية البحث عن نتائج دراسية وعلامات وتحصيلات فقط , لكننا نسينا الأخلاق فما المانع لو تم تعيين حصّة أسبوعية أولى من كل يوم أحد من بداية كل أسبوع, بحيث تسمى حصة أخلاق ويتم اختيار أفضل المعلمين لها بحيث لا تكون مساوية لحصص التربية والتي يقوم المربي بمعالجة قضايا صفه وإنما تهدف إلى تنمية قيمة الأخلاق, التسامح ونبذ العنف وتكون بطريق الإصغاء للطلاب وسرد قصص ذات هدف وبعد أخلاقي يسمو بنا إلى بناء جيل خلوق جيل ذات تأثير مدرسي بناء ، كذلك يتوجب على المؤسسات المدرسية أن تبني مع طلابها نموذجا أخلاقيا لا علميا فحسب فتكون المدرسة الحضن التربوي بمثابة الأب والأم للطالب، ونحن نرى هنالك خطوة ايجابية في مدارسنا في هذا الزمان ألا وهي حصص مفتاح القلب والمهارات الحياتية والتي تشجع الطالب بأن يتحدث إلى معلمه وجعل الأستاذ يصغي له ويمنحه حق الكلام بكل ما يريد لينمي الطالب ثقته بنفسه وبأستاذه فحينها يمكن استغلال المحادثات أيضا لزرع الأخلاق والمحبة لديه.
كذلك على جميع المعلمين أن يتناولوا هذه القضية قضية التسامح وربطها في كل المواضيع التدريسية ومنهاجهم وخطتهم السنوية .

وسائل الإعلام
وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة حبذا لو شملت برامجنا وصحفنا مواضيع تحمل التسامح والأخلاق ونبذ العنف وتجعل لها نصيبا في إيصال معاني التسامح للقراء والمستمعين
وكذلك تمنح الأقلام الكاتبة لتكتب في هذا الجانب عسى أن تلقى أذانا صاغية وقلوب واعية .

دور المثقفين
لهذه الشريحة الجانب الأكبر والأكثر أهمية فهم حملة العلم وأهل الثقافة أصحاب الحوار البناء , يقع عليهم واجب مواجهة العنف ونشر التسامح بمهارة الحوار والكلمة الطيبة ووسيلة الإقناع...

دور البلديات والمجالس
لها الدور المهم في تنظيم جلسات خاصة على مدار زمني متواصل لبحث القضايا مع أصحاب القرار من رجال شرطة وشيوخ القبائل وغيرهم لفرض عقوبات متفقة على كل من يعيق نشر التسامح في مجتمعاتنا وعلى كل من يدمر أهله وعائلته ومجتمعه بعمل إجرامي عنيف.

دور الشرطة
نحن نعلم أن الشرطة ليس لها وظيفة واحدة بل هي تعمل في عدة مجالات لكن هدفها في النهاية خلق جو امن وأنا أقول انه يجب أن يكون لها دور أكثر حازما مع هؤلاء الذين يجلبون العنف بأنواعه المختلفة للمواطنين .
ختاما أقول لكم بأن النفس البشرية تحمل الخير الكثير من طيب وسماحة ,لكن بكل أسف إن ظروف الحياة وبيئتها المحيطة بالبشر استطاعت أن تؤثر على سلوكنا فالإعلام العنيف من جهة والبيئة العنيفة من جهة أخرى والأحداث والأوضاع والأزمات المتنوعة التي يمر بها الناس من جهة , كل هذا وذلك استطاع أن يلعب دوره في التأثير السلبي في النفس البشرية ، لكن الخير قائم والمصلحون كثر والإعلام الهادف موجود والنصح والتوجيه كائن ، لكننا نريد جهودا أكثر ونريد أن نلقى أذانا صاغية لنصنع التغيير لنعيش بجو امن وفي ظروف معيشية هادئة خالية من رعب العنف وطيفه.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة