الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 03:02

وعِزُّّ الشرقِ أوّلهُ دِمشق/ بقلم: تميم منصور

كل العرب
نُشر: 09/06/12 11:56,  حُتلن: 07:50

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

تميم منصور في مقاله:

جامعة الدول العربية فقدت هيبتها وشرعيتها الأخلاقية فهي منظمة صدئة مصابة بالشلل منذ إقامتها

فضائيات عربان الخليج المعروفة فقدت مصداقيتها بعد أن قام الإعلام السوري بفضحها وكشف للعالم التشويه والتزييف في نقل الحقائق

من يتسترون وراء عباءات الدين والأقصى ينظرون إلى المؤامرة على سوريا بعيون مصابة بالرمد يجترون فتاوى تصدر من الدوحة والأزهر

أوباش الخليج قاموا بإبعاد الجامعة عن دورها وخطها الطبيعي القومي الذي كان عليها أن تسلكه وحولوها إلى طرفٍ معادٍ متآمر على وحدة سوريا القومية

كلما هب أعضاء جامعة الدول العربية لعقد اجتماع يعتبرونه دائماً طارئاً، تذكرت فريق كرة (الشرايط) الذي كنت أنتمي إليه، كان رئيس الفريق يعلن حالة الاستنفار بيننا بواسطة الصفير بأصابعه ،لأن امتلاك صافرة في ذلك الوقت كان حلماً من أحلام اليقظة، فما أن نسمع هذا الصفير حتى نهب مسرعين دون أي اعتبار لتوقيت هذا الصفير أو غايته، لأن الحرمان من اللعب سيكون نصيب من يتخلف على الامتثال لهذا النداء. هذا هو حال جامعة الدول العربية التي فقدت هيبتها وشرعيتها الأخلاقية فهي منظمة صدئة مصابة بالشلل منذ إقامتها، لكن الجديد فيها اليوم أن ما يحركها ويوقظ مندوبيها من سباتهم هي أصابع الخيانة وجرس الكلب (بافلوف) لأن صدى صوت هذا الجرس الدولارات التي تتسلل إلى جيوب كل الذين يدعمون الكذب والنفاق والظلم والجحود.

طوابير الاجتماعات
ما أن يقوم أمينها العام بدق جرس (بافلوف) حتى يتسابق غالبية الأعضاء للإصطفاف في طوابير الاجتماعات حتى لو عقدت في صحراء الربع الخالي، لكن الفرق بين رئيس فريق كرة (الشرايط) وأمين عام الجامعة أن الأول كان يملك حربة التحرك واختيار التوقيت ونوع اللعبة التي يريدها لفريقه، أما رئيس فريق شرايط الجامعة العربية لا يتحرك من تلقاء نفسه لأنه ليس أكثر من مولى في بلاط عكاكيز أل سعود وبلاط أل ثاني في قطر.

حالة استنفار
آخر حالة استنفار لهذه الجامعة تجاوز المندوبين الدائمين وانحصر في وزراء خارجية الدول الأعضاء، لأن استدعاء هؤلاء الوزراء في متناول اليد فإذا لم يُجدِ جرس بافلوف لهرولتهم، فهناك سلطة بيت الطاعة في واشنطن التي تعرف بأن ساعات ومواقف الأنظمة العربية المطيعة لها مضبوطة حسب ساعات الزوال الأمريكية، أمريكا تدرك أن ما يسمى بالربيع العربي ضاعف من نفوذها داخل العواصم العربية وحول الكثير من عملائها من القادة والملوك العرب إلى سفراء لها في بلادهم. سارع وزراء الخارجية العرب لعقد اجتماع طارئ، لكن بما أن الأمر يخص سوريا فالموافقة على القرارات كانت جاهزة لأن هذا هو ثمن التواطوء الذي يمارسونه، لم يجتمعوا من أجل بحث انتهاك إسرائيل لحرمة المسجد الأقصى بعد أن قررت الأخيرة اعتبار باحاته المقدسة محميات طبيعية، لم يجتمعوا لبحث فضائح خدم وحشم وزوجات أمراء أل سعود الأخلاقية والمالية في أوروبا، تدحرجوا كالبعر لإكمال مسيرة التآمر على الشعب السوري الصامد ونظامه العروبي الممانع، اجتمعوا من جديد للعمل على هدم حصون سوريا لأنها كانت ولا تزال ميزان القسط الذي توزن به العروبة المتطورة الحضارية، ليست عروبة المهانة حلفاء الإرهاب والوهابية والشيطان، اجتمعوا للتآمر على حاضنة كل القوى الوطنية والثورية على مر التاريخ، القلعة التي لا تطلق سوى سهام التحدي والصمود وعدم الركوع لكافة القوى التي تخطط للنيل من حاضر ومستقبل هذه الأمة.
لقد أحبطهم وأقلقهم إفشال الشعب السوري العريق لكل مؤامراتهم التي أعدت لتقسيم سوريا إلى كنتونات طائفية، أقلقتهم الحكمة والرصانة والعقلانية والشفافية والشجاعة التي أبداها الشعب السوري وجيشه الباسل خلال تصديهم للمؤامرة.

أوباش الخليج
القاصي والداني يعرف بأن سوريا تعاونت مع الجامعة العربية حتى النهاية للخروج من الأزمة التي فرضت عليها، لكن أوباش الخليج لا يريدون ذلك فقاموا بإبعاد الجامعة عن دورها وخطها الطبيعي القومي الذي كان عليها أن تسلكه، وحولوها إلى طرفٍ معادٍ متآمر على وحدة سوريا القومية، بعد أن خضعت الجامعة العربية لكل القوى التي تعمل على تصدير الإرهاب إلى داخل سوريا لم تعد طرفاً وسقفاً قومياً محايداً له حق التدخل في هذه الأزمة. إن هذا الموقف غير المسؤول ساهم كثيراً في تأجيج الخلافات داخل سوريا كما ساهم في سفك المزيد من دماء آلاف الأبرياء من بين المدنيين والعسكريين السوريين، بات واضحاً بأن ثبات وصمود الشعب السوري في وجه المؤامرة وفشل الإرهابيين وكل من يقف وراءهم في إقامة مناطق آمنه لهم فوق الأراضي السورية جعلهم يفكرون بفتح جبهة جديدة لعلهم يفتحون ثغرات قادرة على زعزعة التفاف الشعب حول نفسه وحول قيادته وجيشه، هذا ما قرره وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأخير، اعتقدوا بأن ضرب جبهة الإعلام العربي السوري الحر سوف يدخل سوريا داخل ظلمة إعلامية وحصار إعلامي خانق، هكذا فعلت إسرائيل أثناء عدوانها الأخير على لبنان سنة 2006، فقد بذلت جهوداً كبيرة لإسكات صوت وصورة المقاومة الإعلامي المرئي والمسموع، هذا ما يحاول سفراء أمريكا وإسرائيل داخل الجامعة العربية القيام به، يريدون إسكات الإعلام السوري لأنهم يخافون من هذا الإعلام الذي أصبح يستقطب غالبية المشاهدين العرب، لأن فضائيات عربان الخليج المعروفة فقدت مصداقيتها بعد أن قام الإعلام السوري بفضحها وكشف للعالم التشويه والتزييف في نقل الحقائق.

مؤتمرات القمة العربية
إن صوت سوريا وحده الذي لا يزال يملك الجرأة والقوة السياسية والوطنية التي تمكنه من قول كلمة (لا) لما هو غير صحيح، إنه قادر على تفجير وقذف هذه (اللا) في كل وقت يريده وفي كل مكان، قالها خلال مؤتمرات القمة العربية، قالها في الأمم المتحدة قذفها في وجوه كل الرجعيين العرب وإسرائيل قالها للولايات المتحدة وحلفائها عندما حاولت منع سوريا من دعم المقاومة اللبنانية والفلسطينية، العجيب العجيب أن من يتسترون وراء عباءات الدين والأقصى ينظرون إلى المؤامرة على سوريا بعيون مصابة بالرمد يجترون فتاوى تصدر من الدوحة والأزهر، يحللون من خلالها سفك دماء الأبرياء في سوريا، يتوسلون أمريكا لاستحضار التدخل العسكري لتدمير أرض الشام كما دمر العراق وأفغانستان وليبيا والسودان واليمن.  من وحي هذه الفتاوى الكاذبة ينظمون المسيرات الداعمة لأعداء سوريا وتشد على أيدي الإرهابيين الذين مثلوا بجثث أطفال الحولة وادلب وحلب ودمشق ودير الزور، ينظمون مظاهرات ومسيرات تباركها أمريكا وإسرائيل لأن كل الخوارج الذين يشاركون في هذه المسيرات باسم الدين هم جزء من المؤامرة على الشعب السوري، إنهم حلفاء كل المنشقين الهاربين المشبوهين أمثال برهان غليون وخدام وأمراء الدوحة الجدد، إنهم حلفاء سعد الحريري وأيوب القرا وشمعون بيرس وسمير جعجع.

أي مسيرات هذه يا ضيوف قطر ورسل الشاباك إلى الدوحة؟
إن هذه المسيرات لا تزيدنا إلا ثباتاً في مواقفنا ولا تزيد الشعب السوري إلا بأساً وشدة، العيب فيكم وفي رؤوس الفتنة الذين يطالبون بالتدخل العسكري الخارجي في سوريا، مع ذلك ستبقى دمشق أموية – أموية – أموية عروبية قلعة لقطع دابر السلفية .
هكذا وصفها الشاعر سعيد عقل:
قَرأتُ مَجْدكِ في قلبي وفي الكُتبِ
شام.. ما المَجدُ أنتِ المجدٌ لم يغبِ

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة