الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 22:02

أوقفوا المهزلة حول ميرا عوض/ بقلم: يوسف شداد - رئيس تحرير موقع العرب

كتب: يوسف شداد
نُشر: 15/06/12 13:08,  حُتلن: 17:39

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

يوسف شداد رئيس تحرير موقع العرب في مقاله:

الحضور الجماهيري لهذه الامسية وعدده سيكون عبارة عن موقف صريح اكثر من بيان هنا وبيان هناك ولذلك دعوا الجمهور ليقرر ويقول كلمته ايجابا وسلبا حضورا أو تغيبا

ميرا عوض ليست شخصية سياسية ولا تمثل تيارا ايديولوجيا ولا تروج للفكر الصهيوني رغم انصهارها في المجتمع الاسرائيلي ولذلك ليس من حقنا أن نقود حملة شعواء تشن على ميرا عوض لمقاطعتها ورفض استقبالها في الناصرة

من حق كل شخص أن يختلف مع ميرا عوض لكن ليس من حق أحد طرد فنانة عربية ابنة الرامة من الناصرة

إذا قررتم مقاطعة ميرا عوض ايديولوجيا لأنها شاركت في الاورفزيون خلال حملة الرصاص المصبوب على غزة فعليكم مقاطعة كل نجومنا العرب في الدوري الاسرائيلي لكرة القدم وكل من يلعب مع المنتخب الاسرائيلي؟

ألم يبحث رياضيو مجتمعنا العربي عن النجاح والقمم الرياضية في مختلف المنتخبات الاسرائيلية في شتى الفروع الرياضية المختلفة ومثلوا اسرائيل في مسابقات دولية كبيرة وفي اوقات كان وما زال الاحتلال قائما والقصف مستمرا ؟ فهل أصبحوا خونة؟!! ما هذه المزاودة الرخيصة؟


بنظري إن ميرا عوض اليوم كفنانة تجزأت. الاسرائيليون يريدونها موالية لهم وفلسطينيو الداخل يضعونها على المحك في مسألة الولاء وانتمائها لجذورها وللاسف فانني اعتقد انها تلعثمت في حديثها عندما كانت مضطرة دائما للحديث عن هويتها واختارت انصاف المواقف في واقع سياسي يستحيل ان تلعب فيه دورين كما تلعبه على خشبة المسرح وامام شاشة التلفاز

ميرا عوض. فنانة ذات اسم لامع محليا وإسرائيليا ولا يختلف اثنان على ذلك. نختلف معها على مستوى المواقف وهذا من حقنا. ولكن ليس من حققكم قيادة حملة شعواء تشن عليها لمقاطعتها ورفض استقبالها في الناصرة. فهي ليست شخصية سياسية، ولا تمثل تيارا ايديولوجيا ولا تروج للفكر الصهيوني رغم انصهارها في المجتمع الاسرائيلي. لقد قالت إنها بحثت عن النجاح وعن الأفق الأوسع وعن الفرص في المساحات الفنية المتاحة وهذا من حقها. ألم يبحث رياضيو مجتمعنا العربي عن النجاح والقمم الرياضية في مختلف المنتخبات الاسرائيلية، في شتى الفروع الرياضية المختلفة ومثلوا اسرائيل في مسابقات دولية كبيرة، وفي اوقات كان وما زال الاحتلال قائما والقصف مستمرا؟ فهل أصبحوا خونة؟!!. ما هذه المزاودة الرخيصة؟.

لماذا الكيل بمكيالين؟
إذا قررتم مقاطعة ميرا عوض ايديولوجيا لأنها شاركت في الاورفزيون خلال حملة الرصاص المصبوب على غزة في عام 2009، فعليكم مقاطعة كل نجومنا العرب في الدوري الاسرائيلي لكرة القدم، وكل نجومنا الذين يلعبون في المنتخب الاسرائيلي ويسجلون أهدافا ويفرحون الجمهور اليهودي! . لماذا الكيل بمكيالين ؟ أليس اللاعبون العرب اندمجوا ايضا في المجتمع اليهودي وأصبحت تربطهم به علاقات الصداقة مع زملائهم اللاعبين اليهود؟ هل نسيتم أن معظم هؤلاء نسي معنى اللغة العربية الصحيحة لاستعمالهم كلمات بالعبرية في كل جملة لمجرد أنهم يعيشون في وسط يهودي يوميا؟ هل نسيتم وصف شباب مجتمعنا "بعرب البسيدر"؟. إذا كانت وجهة نظركم كذلك فاعلنوا مقاطعتكم لهم أيضا، لأنهم وبحسب موقفكم وعندما يرتدون زي المنتخب الاسرائيلي فهم يمثلونه في كل المناسبات. وقت الحرب والسلام.

عدم المسؤولية
لقد دعيت ميرا عوض لإحياء الأمسية الفنية في برنامج ليالي الناصرة الثقافي والفني والذي أثمنه عاليا، ويجب احترام ذلك. من حق كل شخص أن يختلف مع ميرا عوض معبرا عن موقفه، لكن ليس من حق أحد طرد فنانة عربية ابنة الرامة من الناصرة، لأن ما يحصل الآن من محاولات لتعبئة الرأي العام النصراوي لمقاطعة أمسيتها ينطوي على عدم المسؤولية، باعتبار أن هناك من خرج عن النص في نقده وبات يتهجم عليها وكأن ميرا عوض جعلت كل العالم في عام 2009 يتحدث عن صفحة اسرائيل البيضاء رغم العدوان على غزة ! وهذا غير صحيح. ميرا عوض تمثل نفسها فقط وليست منتخبة جمهور. أكتب ذلك لأن ميرا عوض ليست شخصية سياسية وليست ناشطة حزبية. بنظري إن ميرا عوض اليوم كفنانة تجزأت. الاسرائيليون يريدونها موالية لهم وفلسطينيو الداخل يضعونها على المحك في مسألة الولاء وانتمائها لجذورها. للاسف فانني اعتقد انها تلعثمت في حديثها عندما كانت مضطرة دائما للحديث عن هويتها، واختارت انصاف المواقف في واقع سياسي يستحيل ان تلعب فيه دورين، كما تلعبه هي على خشبة المسرح وامام شاشة التلفاز. ولذلك هي تثير الجدل. فاما أن نحترم ذلك أو نقاطعها، لا أن نهاجمها بهذه القسوة. انها في النهاية تقدم فنا ولو كانت تقدم فكرا سياسيا لكان الأمر مختلفا، وبالتالي يجب رفض تصنيف ميرا عوض في خانة من رفضتهم الناصرة من سياسيين ووزراء في حكومة اسرائيل لأنها ليست كذلك.
وبرأيي، إن الحضور الجماهيري لهذه الامسية وعدده سيكون عبارة عن موقف صريح اكثر من بيان هنا وبيان هناك، ولذلك دعوا الجمهور ليقرر ويقول كلمته ايجابا وسلبا حضورا أو تغيبا.
 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة