الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 05:02

مصر واللحظة التاريخية الحاسمة!/ بقلم: محمد خليل مصلح

كل العرب -الناصرة
نُشر: 20/06/12 12:19,  حُتلن: 13:44

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

محمد خليل مصلح في مقاله:

لا يمكن ان نستبعد حالة التوتر والتصعيد العسكرية الصهيونية عما يجري على الساحة المصرية او بتعبير اخر المشهد المصري الحالي

افتعال بعض المعارك المشبوهة المقاصد والأهداف في هذه اللحظة بالذات على الحدود المصرية والاحتلال واتهام العنصر الفلسطيني وراءها تحت مسميات تنظيمية متنوعة والتصعيد على قطاع غزة الذي لا مبرر له إلا محاولة صهيونية

اشغال الرأي العام العالمي عما يجري في مصر اليوم قد يكون جزءا من لعبة بعض الجهات لاستغلال الاحداث لجر مصر الى انتكاسه سياسية وصراع داخلي للقضاء على الثورة وما قرارات المجلس العسكري الاخيرة ببعيدة عن هذه المحاولات

تحريك دبابات جيش الاحتلال على الحدود المصرية والإخلال باتفاقية كامب ديفيد ما هي إلا رسائل للتأثير على نتائج الانتخابات الاخيرة رسائل اسرائيلية للحاكم للرئيس المصري القادم وللمجلس العسكري تدفع بالمجلس لمصادرة صلاحيات رئيس الدولة المصرية القادم


لا يمكن ان نستبعد حالة التوتر والتصعيد العسكرية الصهيونية عما يجري على الساحة المصرية او بتعبير اخر المشهد المصري الحالي، مشهد اللحظة وما بعدها بحيث لا يفصل بينها فارق زمني أي انه قد نحمل الثانية القادمة خبرا او قرار يمثل لحظة حاسمة في مصر ينقلها من زمن الى زمن آخر ؛ لحظة يبدأ المصريون فيها بكتابة تاريخا سياسيا جديدا او العودة الى الوراء ؛ بإنقلاب جذري مفاجئ جراء قرار عسكري وتدبير بمشاركة اطراف اقليمية دولية ؛ لا يحمد عقباها على تاريخ مصر.

إنتهاك وخرق لإتفاقية السلام
الغريب هنا ان محاولة اقحام العنصر الفلسطيني في المشهد المصري الحالى وتأثير ذلك على مستقبل العلاقات المصرية الدولية والإقليمية خاصة مع دولة الاحتلال ومستقبل العلاقات بين البلدين وتأثير ذلك على استقرار المنطقة الشغل الشاغل للأطراف المعادية لانتصار التيار الاسلامي في المنطقة والمعادية لتصدر الاسلاميين المشهد السياسي محليا وإقليميا ودوليا ؛ افتعال بعض المعارك المشبوهة المقاصد والأهداف في هذه اللحظة بالذات على الحدود المصرية والاحتلال واتهام العنصر الفلسطيني وراءها تحت مسميات تنظيمية متنوعة والتصعيد على قطاع غزة الذي لا مبرر له إلا محاولة صهيونية اشغال الرأي العام العالمي عما يجري في مصر اليوم قد يكون جزءا من لعبة بعض الجهات لاستغلال الاحداث لجر مصر الى انتكاسه سياسية وصراع داخلي للقضاء على الثورة وما قرارات المجلس العسكري الاخيرة ببعيدة عن هذه المحاولات ، اما موقع صحيفة “هآرتس”، كشف يوم الثلاثاء امس النقاب عن أن الجيش الإسرائيلي دفع أمس بعد الاشتباكات على الحدود مع مصر ، قرب مستوطنة "كديش برنيع"، بدبابتين إلى المنطقة الحدودية مع مصر عبر انتهاك وخرق لاتفاقية السلام مع مصر التي تنص على وجوب بقاء المنطقة الحدودية منزوعة السلاح من الجانبين .. وقالت الصحيفة إن الجيش دفع بالدبابتين صباح أمس قرب كديش برنيع وقام بنشرهما في الموقع خلافا لاتفاقية السلام مع مصر ، التي التزمت إسرائيل بموجبها على إبقاء المنطقة خالية من الدبابات والصواريخ المضادة للدبابات ، وأنه تم في وقت لاحق سحب الدبابتين من الموقع بعد إجراء عملية تمشيط واسعة للمنطق".

الحالة السياسية المدنية لمصر
تحريك دبابات جيش الاحتلال على الحدود المصرية والإخلال باتفاقية كامب ديفيد ما هي إلا رسائل للتأثير على نتائج الانتخابات الاخيرة ؛ رسائل اسرائيلية للحاكم للرئيس المصري القادم وللمجلس العسكري تدفع بالمجلس لمصادرة صلاحيات رئيس الدولة المصرية القادم ؛ فالمؤسسة السياسية والأمنية في اسرائيل ما زالت تعتقد ان الجهة الوحيدة التي ممكن ان تبقى على اتصال بها هي المجلس العسكري خاصة اذا بقي محافظا على صلاحياته الواسعة والمقيدة لصلاحيات الرئيس المدني .
مصر وحكم العسكر. المسالة هنا في غاية الاهمية ؛ ان مصر لم تعتد على حاكم او رئيس من خارج العسكر ؛ والعسكر ايضا لم يعتادوا ان يتعاملوا مع حاكم او رئيس مدني من خارج مؤسستهم وان يروا انفسهم فقط داخل الثكنات، مع جمال عبد الناصر كان يرى في اشتغال العسكر بالسياسة امر خطير على وحدة البلاد واشترط في الوحدة مع سوريا خروج العسكر من المشهد السياسي - ما يعني ان الامر سيأخذ وقتا للتسليم بهذه الحالة السياسية المدنية لدولة مصر ، وان تحاول كل الاطراف ارسال رسائل مطمئنة للآخر بان الامور ستكون بعيدة عن التصادم والنزاع وان مقاليد الحكم ستسلم لمؤسسة الرئيس بالكامل ؛ مع ان طبيعة القرارات والدستور المكمل لا تتوافق مع هذه الاحاديث والتصريحات .

الهدوء النسبي يسود الحدود
رسائل اخرى ولكن ليست من الاطراف المصرية الداخلية بل من الجانب الاخر ؛ العدو الاسرائيلي القلق الذي يساوره منذ بداية الثورة يصل اليوم ذروته ؛رئيس الكنيست رؤوفين ريفلين " متفائل بالنسبة لمستقبل العلاقات بين اسرائيل و مصر , مبينا ان اي رئيس ينتخب في مصر سيعي بأنه يجب عليه الحفاظ على معاهدة السلام مع اسرائيل ومواصلة التعاون مع الولايات المتحدة و اوروبا , ليتسنى حل القضايا الداخلية المصرية و انعاش الاقتصاد لمصلحة المواطنين .. وان السلام مع اسرائيل سيبقي مصلحة استراتيجية لمصر ايا كان رئيسها". اما رئيسة حزب العمل شيلي يحيموفيتش " ان السلام مع مصر يكتسب اهمية استراتيجية من الدرجة الاولى تتعدى الهدوء النسبي الذي يسود الحدود بين البلدين .. وأن من واجب مصر الحفاظ على الهدوء على الحدود وأن مصلحتها في ذلك لا تقل عن مصلحة اسرائيل " . ولقد صرح رئيس الاركان الجنرال بيني غانتس بان اسرائيل تتوقع من السلطات المصرية بسط سيادتها في شبه جزيرة سيناء , في ظل تزايد النشاطات " الارهابية " المنطلقة من هذه المنطقة ". على كل الاطراف ادراك خطورة المرحلة خاصة الثورة حتى لا تفقد كل شيء بإدخالها في صراع يستنفذ طاقاتها البناءة وسرقتها في هذه اللحظات الحاسمة ولا شك عندي ان القضية الفلسطينية وغزة خاصة ستدفع الثمن غاليا.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة