الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 20:02

اخلاق الثورة وضرورة احترام إنسانية الانسان!/ بقلم: د.شكري الهزَّيل

كل العرب
نُشر: 18/08/12 13:36,  حُتلن: 08:22

د.شكري الهزَّيل في مقاله:

هؤلاء الرعاع اخطَّر واهمج من النظام او الانظمة الذين يتحاربون معها باسم الشعب

منذ متى كانت شيمة العرب والشرائع السماوية والاخلاق الثورية تسمح بقتل الاسير والتنكيل بجثته؟

نفرق بين ثوار ملتزمين بالمبادئ والاخلاق الانسانية وبين اسماء على غير مسمى تسمي انفسها "ثوار"

النظام قاتل ومستبد ولكن هل يجوز أن تكون اخلاق الثائر والثورة دونية وحضيضية هذا النظام ام انها من المفروض أن تكون بديله له انسانيا وقانونيا واخلاقيا؟؟

هذه المعارضة المسلحة جاءت من الخارج وقسم اخر منها مدعوم ايضا من الخارج وتقاتل كما يبدو من اجل ان تقاتل وليس من اجل الثورة ومبادئ الثورة

ثقافة الرعاع والهمجية اصبحت سمة بارزة في مسلكية قوات النظام السوري ومعارضيه والان دخلنا في مرحله الخطف والخطف المقابل وامتد الامر الى لبنان والقادم على ما يبدو اخطر

من حق الانسان أن يعترض على فكرة ما او ينقضها ويطرح البديل لها بشتى الطرق والاشكال المشروعة وهذا الامر بمفهومه الاعمق والاوسع ينطبق على حق الشعوب في الاعتراض والثورة على انظمة حكم دكتاتورية ومستبدة وسواء كانت هذه الثورة سلمية أو مسلحة فلا بد أن تكون لها اهداف ومعايير اخلاقية تضبط ايقاعها وتسلسل مسارها الثوري والانساني من منطلق انها ثورة جاءت لتصحيح المسار وتثبيت أسس العدالة الانسانية والاجتماعية من جهة وجاءت لتطرح نفسها كبديل لحكم دكتاتوري دموي ومستبد من جهه ثانية وبالتالي ومهما جرى فعلى الثورة أن لا تحاكي اساليب النظام القمعية والدموية في تعاملها مع رموز وجنود النظام في حال اسرهم او قتلهم خلال المعركة الحاصلة بين الثوار وقوات النظام ونحن هنا عندما نتحدث عن الثورة والثوار نتحدث عن تسمية حقيقية مرتبطة بمسلكية هؤلاء سواء في الميدان أو في المواقف الثورية التي تتجلى بنقاء وطهارة المسلكية والسلاح الثوري، وبطبيعة الحال نحن نفرق بين ثوار ملتزمين بالمبادئ والاخلاق الانسانية وبين اسماء على غير مسمى تسمي انفسها "ثوار" بينما هم في الحقيقة رعاع مجرمون فاقدون لكل مقومات الانسانية والبشرية ويتعاملون مع خصومهم بسادية وهمجية بعيدة كل البعد من المسلكية البشرية والاخلاق والمبادئ الانسانية والثورية والدينية ايضا لا بل أن هؤلاء الرعاع اخطَّر واهمج من النظام او الانظمة الذين يتحاربون معها باسم الشعب بالرغم من أن الشعب لم يفوض هؤلاء الضاله ولا يوافق على مسلكيتهم السادية والهمجية في قتل خصومهم والتنكيل بجثثهم في مشهد انحطاطي بكل ما يعنيه الانحطاط البشري والبهيمي من معنى وفحوى ونجزم بالقول أن هؤلاء الذين يقتلون الجنود في سيناء وهم على مائدة الافطار او الذين يرمون الجثث من فوق السطوح وينكلون بها في حلب قد فقدوا كل صلة بالمقومات الانسانية والبشرية!

البديل السادي والهمجي
على مهلكُم وعلى هونكم هذه ليست ثورات تغيير ولا بديل التي تجز رقاب البشر وكأنهم نعاج لابل همجية سادية حاقده كفى الله الشعوب العربية من شرها لانها ببساطه اشنَّع واهمَّج بكثير من انظمة الحكم اللذين يزعمون بمحاربتها ويسعون الى اسقاطها وتنصيب انفسهم بديلا لها!.. لا .. من المحيط الى الخليج.. لا نريد هذا البديل السادي والهمجي بالرغم من تأييدنا الكامل للثورات العربية وضرورة اسقاط انظمة الحكم المستبدة من خلال ثورات وثوار اشراف يحتكمون للوطنية العربية والاخلاق الانسانية والدينية في تعاملهم مع البشر حتى ولو كانوا للتو اعداءهم في الميدان واصبحوا الان اسرى بين اياديهم!.. منذ متى كانت شيمة العرب والشرائع السماوية والاخلاق الثورية تسمح بقتل الاسير والتنكيل بجثته؟.. هل جز رقاب الاسرى كالنعاج عملا بشريا ام جريمة بهيميه يقترفها رعاع هجرتهم كل مقومات البشريه والانسانيه؟.. هل هذه ثورة واخلاق ثوار يا من تزعمون بانكم مفكرين في فضائيات السلاطين وانتم في الحقيقه المفبركين الذين تخدمون اعلام السلاطين وتشرعنوا مسلكية هؤلاء الرعاع الضاله الذين اختطفوا الثورات العربية وشوهوا صورتها الى ابعد حد.. هل هذا ثائر يحمل مشروع ثورة ويتحمل مسؤولية ثورية هذا الذي يجز رقاب البشر وينكل بهم وينشر الصور حول العالم؟.. هل هذه اخلاق ثورية التي تُحول جثث الاموات الى فرجه والتقاط صور تذكارية أم همجية بهيمية فاقدة لكل المقومات الانسانية والبشرية؟

الهمجية
من المؤسف القول اننا دخلنا منذ فترة في مسار من الهمجية التي بدأت تجتاح العالم العربي وتدخل على مسار الثورات وتنتهز الوضع لتطبيق اشنع اشكال السادية والهمجية وهذه الهمجية اجتاحت وتجتاح مركبات انظمة الحكم العربيه ببلطجيتها وشبيحتها من اشباه البشر وتجتاح للاسف صفوف الثورات والثوار اللذين يقاتلون ضد قمع وسادية انظمة الحكم ودخلت صفوفهم مجموعات همجية وسادية اساءت لسمعة الثورات وصورتها الى حد لا يمكن تجاهل صداه في الرأي العام العربي الذي كان بجله مؤيدا للثورات في بداية انطلاقها ومن ثم بدأ يشكك بها وبجدواها في اعقاب الاطلاع على الجرائم البشعه والسادية التي ارتكبتها بعض المجموعات المحسوبه على الثوار سواء في ليبيا او ما جرى ويجري الان في سوريا بشكل عام وحلب على وجه التحديد..النظام قاتل ومستبد ولكن هل يجوز أن تكون اخلاق الثائر والثورة دونية وحضيضية هذا النظام ام انها من المفروض أن تكون بديله له انسانيا وقانونيا واخلاقيا؟؟

العالم العربي منقسم
من الواضح أن العالم العربي منقسم فيما بينه حول ما هو جاري بين مؤيد للثورات وبين من يشكك بجدواها واهدافها وذلك بسبب ما يشوب هذه الثورات من ضبابيه وتضليل وسادية اجرامية لا تمارسها بلطجية وشبيحة الانظمه فقط لابل ايضا تمارسها قطعان من الرعاع من بين صفوف ما يسمى بالثوار والثورات المناهضه للانظمه وما يجري في سوريا في الوقت الراهن لخير دليل على مسلكية الذبح والدمار الشامل الذي يمارسها النظام بقدر ما تمارسه القطعان غير المضبوطة التي تعدم الناس في الشوارع وتنكل بهم وتساهم يد بيد مع قوات النظام في تدمير بيوت حارات وشوارع كامله تحولت الى مناطق قتال ودمار بين اطراف تؤمن بمبدأ علينا وعلى اعدائنا ومبدأ اكذب وثم اكذب حتى يصدقك الناس..النظام والقطعان!! 

التقارير الموضوعية
تشير الكثير من التقارير الموضوعية والصادرة من مصادر محايدة وليس من استوديوهات فضائية الجزيرة أن حسابات ما يسمى بالثوار في مدينة حلب كانت خاطئة ومبنية على خطأ وكثير من الدمار لحق بمدينة حلب بسبب اخطاء الثوار الغرباء الذين اثاروا استياء الاهالي بتصرفاتهم العدمية التي ادت الى دمار كثير من البيوت الحلبيه اما بسبب قصف النظام المكثف على المدينه او بسبب اختباء قوات المعارضة في البيوت واستعمالها كدروع حماية ومنطلق لاطلاق النار على قوات النظام ويقول تقرير كتبه مراسل صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية من حلب ونشرته الصحيفه يوم الثلاثاء الموافق14.8.012 "أن نشطاء يخشون إن يتسبب هجوم الثوار على المدينة في نشوء أزمة إنسانية لا يستطيعون معالجتها، مما قد يدفع كثيرا من المتأثرين إلى الوقوف ضد الثورة. ونقل المراسل عن أحد التجار المعارضين بشدة لنظام الأسد في أحد أحياء حلب الغنية قوله "ما فعله الثوار خاطئ. دخلوا حلب وأجبروا كل هؤلاء المدنيين على النزوح والعيش في المدارس. لقد جاءوا لحماية المدنيين، لكنهم اليوم يلحقون الضرر بهم". وقالت الناشطة البارزة ضد نظام الأسد خريجة طب الأسنان مارسيل شهوارو "الحملة العسكرية من أجل حلب جاءت في وقت أبكر مما يجب، لأن الناس هنا لم يشعروا بعنف الحكومة الذي كان من الممكن أن يجعلهم يقتنعون بالحاجة لمجيء مقاتلي الجيش الحر".

الميليشيات المعارضة
وعندما سمع أحد الثوار، واسمه زكريا، بأن صاروخين من صواريخ الحكومة قصفت الحي الذي يقطنه بشمال شرق حلب، كان رد فعله الأول "الحمد لله"، وبعد ذلك توقف، وضحك عندما فكر فيما قال، وقال "يحتاج أهل حلب لمن يوقظهم".زكريا مقتنع بأن أهل حلب لن يساندوا الثوار من كل قلوبهم إلا إذا ضربتهم أسلحة الحكومة في عقر دورهم ضربات موجعة تجبرهم على ألا يشاهدوا الدعاية التي يبثها التلفزيون الحكومي.لكن الأمر غير المساعد للثورة في حلب هو أن أغلب الثوار الذين اتخذوا من الطرقات ميادين حرب لهم واحتلوا المدارس والمنازل التي غادرها أصحابها، لا ينتمون للمدينة بل جاؤوا من ضواحيها" والسؤال المطروح هنا: هؤلاء الذين جاءوا للمدينه من ضواحيها او من الخارج: أتوا لتحريرها من نظام الاسد ام لتدميرها سوية مع النظام؟؟..دمار وقتل عدمي متبادل ادى الى قتل وجرح وتشريد الكثير الكثير من المدنيين والاكيد هو ان ليست كل من قتلوا او اعدموا هم بلطجية وشبيحة وافراد من الميليشيات المعارضة لا بل أن من بينهم نسبة كبيرة من الشعب والمدنيين العُّزل...قتل الناس او اختطافهم لمجرد الشبهة عملية همجية بحتة وغير اخلاقية..مسلكية رعاع وليست ثوار نزيهي المبدأ والهدف... ثقافة الرعاع والهمجية اصبحت سمة بارزة في مسلكية قوات النظام السوري ومعارضيه والان دخلنا في مرحله الخطف والخطف المقابل وامتد الامر الى لبنان والقادم على ما يبدو اخطر..!!

الشعب السوري
واضح أن الجرائم والمذابح تُرتكب بحق الشعب السوري من قبل قوات النظام والمعارضة السورية المسلحة وهذا ما اكده تقرير اممي أصدرته لجنة تحقيق دولية يوم الاربعاء15.8.012، قالت فيه إن "النظام السوري والجماعات المناهضة له تتحملان مسؤولية ارتكاب جرائم حرب في سوريا. ويشير التقرير إلى أن "القوات الحكومية ومقاتلي "الشبيحة" قاموا بارتكاب جرائم ضد الانسانية ومن ضمنها القتل والتعذيب، كما ارتكبوا جرائم حرب وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي لحقوق الانسان والقانون الانساني الدولي، بما في ذلك أعمال القتل غير المشروع والهجمات العشوائية ضد السكان المدنيين وأعمال العنف الجنسي"..الجاري في سوريا قتل وذبح مبرمج تقوم به الميليشيات المسلحة وقوات النظام في جميع انحاء سوريا.. اينما حَّطوا رحالهم وسلاحهم حط الموت معهم والقتلى والاموات هم ابناء الشعب السوري وما يجري هو انتهاك لحقوق الانسان وعدم احترام انسانية الانسان الحي والميت...ينكلون بهمجية صارخه بالاحياء وجثث الاموات...هل هذه اخلاق ثورة وثوار؟وهل هذه مسلكية واخلاق ثوار ومقاتلي حرية؟...لا..هذه همجية وغابة همجية وليس ساحات وميادين قتال شريف ومشرف...اخلاق الثائر وعنجهية الطغاة والفرق بينهما؟!!

كارثة ثم كارثة
شتان بين ديموقراطية يصبو لها الشعب السوري منذ عقود وبين "ديموقراطية" تأخذ منحى دمار شامل تتبناها كل من أمريكا وبريطانيا وفرنسا، والسعودية، وقطر، وتركيا. دمار دون اعمار والمهم اسقاط النظام وقد يسقط النظام بعد حين لكن بعد خراب حلب ودمشق وتشريد ملايين السوريين والاهم من كل هذا من هم الذين سيخلفون النظام في الحكم؟..هؤلاء الذين يجزون رقاب البشر ويمثلون بجثث القتلى ويلتقطون صور تذكارية مع الجثث المُنكل بها!!...كارثه تستبدل باخرى اكثر كارثيه.. سوريا تعيش كارثه حقيقيه سببها الرئيسي النظام ومسلكيته، لكنه ليس وحده الان في الميدان وهو ميدان اصبح عباره عن غابه همجية يُقتل فيها البشر باساليب همجية وبهيميه من قبل الجهات المتحاربه..النظام يقتُل والمعارضة تقتل والتبرير جاهز اما شبيح او ارهابي او موالي او معارض وما يبث من اشرطه وتقارير عن عمليات القتل والجرائم التي تحدث بحق الشعب السوري تعدى مفهوم معركة النظام مع ثورة شعبيه ليصل لصدام مسلح بين المعارضة والنظام اكثر ضحاياه من الشعب الذي يتوق الى الحريه والانعتاق من الدكتاتورية والظلم.. يبدو ان النظام والمعارضة يُخيَّران الشعب بين اما معنا او علينا والخيار الثالث هو القتل او النزوح.. الوضع السوري صار يشبه الى حد بعيد الوضع العراقي ومسلسل الجثث المجهولة الهويه ومسلسل التهجير والتشريد الذي تعرض له ملايين العراقيين يتعرض له الان الشعب السوري المنكوب..مكامن هذه النكبة واسبابها هي مسلكية النظام الدكتاتوري وعدمية المعارضة المسلحة التي اختطفت الثورة الشعبيه السورية لابل اخمدت زخم وحراك هذه الثورة التي كانت ستطيح بالنظام اجلا ام عاجلا لو امتلكت البرنامج والاستراتيجيه.. معارضة شعيط معيط شقَّحت الثورة السورية وقامت بعسكرتها وجلبت الويلات على الشعب مثلها مثل النظام الذي يستعمل سلاح الجو في دك احياء حلب وحمص ودير الزور.. هذه المعارضة المسلحة جاءت من الخارج وقسم اخر منها مدعوم ايضا من الخارج وتقاتل كما يبدو من اجل ان تقاتل وليس من اجل الثورة ومبادئ الثورة والحفاظ على وحدة سوريا ارضا وشعبا وجيشا.

غابة الهمجية:
 أخلاق الثورة واحترام انسانية الانسان عناصر غائبة عن الساحة السورية وهذا امر مؤسف ومعيب ويهين مفهوم الثورة وكرامة الانسان والشعب السوري.. نعم للثورة وألف لا لثقافة الهمجية والسادية والتنكيل بالبشر سواء كانوا احياءا او امواتا..التنكيل بالاموات وجثث البشر عمل جبان ومدان..غابة الهمجية..إما تصحيح المسار الثوري والنظامي وإحترام انسانية الانسان او المزيد من الانحطاط والهمجية في سورية..!!

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة