الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 17:02

ملعونة الحرية التي تبدّد فلسطين.. الاحداث تمضي على عكس النظرية/ بقلم: سعيد الشيخ

كل العرب
نُشر: 24/08/12 15:23,  حُتلن: 12:01

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

سعيد الشخ في مقاله : 

فلسطين تختصر كل القضايا التي تمس قيم ومعايير الحياة الانسانية

ثوار واحرار "الربيع العربي" قد وضعوا في اولويات حراكهم قضية الحرية وذلك يعني أن فلسطين هي في لُبِّ اهدافهم

لا حرية ولا كرامة في الوطن العربي من دون فلسطين بما ترمز وتمثل من قداسة في التاريخ العربي

مراقبة مجريات الاحداث في عدة بلدان عربية زارها الربيع سيلاحظ المراقب العاقل أن هذه الاحداث تمضي على عكس النظرية وكأن محرك الثورة وقيادتها ليست بيد هؤلاء الثوار

الذي يريد ربط حريته بالتبعية لقوى تعادي القضية الفلسطينية انما هو ضالع في اجندات غربية تدعم الاحتلال وتعمل على تقويض مبدأ الاستقلال

الممالك والامارات العربية العائمة على النفظ والاكثر رجعية في التاريخ تهرع لتمد جسورا لإيصال السلاح وترسل فضائيات تشبع الفتنة من فيض خزائنها المتضخمة

العوامل والمؤثرات الدولية التي ساهمت في ايجاد القضية الفلسطينية يجعلها قضية شاملة لا تعني الشعب الفلسطيني وحده، دون أن تخص الانسانية جمعاء لتتقدم بمعانيها وقيمها العليا لتكون أول القضايا، حيث في جوهرها تكمن الحرية والعدالة وكل مبدأ يناقض الطغيان الذي يبعث الى الشقاء ويوقف الحياة. مختصر القول، إن فلسطين تختصر كل القضايا التي تمس قيم ومعايير الحياة الانسانية ... وكل فكر لا يستهدي لهذه الحقيقة ويجاهر بها دون اخضاعها لمصالح ذاتية واستعمارية هو فكر يقوم على العربدة والاقصاء، ويخدم التوحّش والازدواحية بالمعايير بما يجعل الكون خاضع لمن يملك قذائف النار الفتّاكة بغية الابادة، فيما الكون يحتاج الى تغيير وتجديد في الولادة.

الاحداث تمضي على عكس النظرية
وبما أن ثوار واحرار "الربيع العربي" قد وضعوا في اولويات حراكهم قضية الحرية، فإن ذلك يعني ان فلسطين هي في لُبِّ اهدافهم.. ولكن يظل ذلك من الناحية النظرية التي ينفيها الواقع. إن مراقبة مجريات الاحداث في عدة بلدان عربية زارها الربيع سيلاحظ المراقب العاقل أن هذه الاحداث تمضي على عكس النظرية، وكأن محرك الثورة وقيادتها ليست بيد هؤلاء الثوار. علينا أن نتمعّن في مؤشرات البوصلة جيدا..لنكتشف ان ما من مؤشر يدل على ان الاحتلال الاسرائيلي منزعج مما يحدث في سوريا، وليس من المهم لديه ان يسقط النظام أو لا يسقط. المهم لها ان تظل سوريا لوقت طويل غارقة في دماء ابنائها تضربها رياح الدمار ويعمّها الخراب الشامل. وهذه تمنيات اسرائيلية تطال كل الوطن العربي. وليس مهما لاسرائيل من سيحكم مصر، بل المهم أن من سيحكم ان يظل يعمل على روح اتفاقيات "كامب ديفد" التي اعطت "اسرائيل" الامن واخذت من مصر كرامتها.  وبما ان قضية الحرية لا تتجزأ، فأن من يريد نأي نفسه عن فلسطين هو ضد الحرية ولو تشدق بها ليلا ونهارا. والذي يريد ربط حريته بالتبعية لقوى تعادي القضية الفلسطينية انما هو ضالع في اجندات غربية تدعم الاحتلال وتعمل على تقويض مبدأ الاستقلال.

الربيع العربي وفلسطين
على هذه النظرية تتكسر الدهشة، وتتفكك الغاز معارضة تعارض نظام دولتها وتجاهر بتشفي: مع سقوط النظام سيسقط العلم الفلسطيني ليرتفع العلم الاسرائيلي. لذلك تقول امريكا:" لا تلقوا السلاح"!. والممالك والامارات العربية العائمة على النفظ والاكثر رجعية في التاريخ تهرع لتمد جسورا لإيصال السلاح وترسل فضائيات تشبع الفتنة من فيض خزائنها المتضخمة. مأساة هذه الحرية أنها لا تشبه الوطن ومكوّنها يحمل الكثير من الرذائل، وهي تتربى وتتمرغ في أحضان امريكا..مأساتها انها تتعفن تحت عباءة الحاكم العربي المضمخ بالنفط قبل ان ترى النور.. واذا اراد "الربيع العربي" حقا ان ينتج احرارا شرفاء يؤمنون بالديمقراطية والعدالة ويحاربون الديكتاتورية، فليس من البداهة الاعتماد على ديكتاتورية اخرى لأن المحصلة ستكون مأساة ماحقة تتمثل في حرب ديكتاتوريات ضد بعضها من اجل السلطة والسيطرة وقودها نوعان من الثوار: ثوار مرتزقة يقاتلون من اجل كسب المال، وثوار وقعوا في خدعة القوى صاحبة المصالح المتوحشة والتوجهات الاستعمارية وذلك باسم الحرية وحقوق الانسان. لا حرية ولا كرامة في الوطن العربي من دون فلسطين...فلسطين بما ترمز وتمثل من قداسة في التاريخ العربي. وكضحية مغتصبة تهفو اليها الافئدة لرد اعتبارها ومحو عارها الذي طال الأمة بأكملها من المحيط الى الخليج.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة