للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
يقال إنهم إثنا عشر شابا بالإضافة لكلبهم، ويقال بل هم عشرة وكلبهم، بل تسعة وحصانهم وربما جرّارهم الصغير ،أحرقوا سيارات، سطوا على حظائر وزرائب،خرّبوا محاصيل ومزروعات، طعنوا، سرقوا حواسيب المدارس، فجّروا قنابل صوتية على مداخل البيوت وعلقوا عليها رؤوس كلاب، أفزعوا النساء والأطفال، هددوا باستعمال قنابل حقيقية،يعاكسون الفتيات العائدات من الثانوية، ولم يستيقظ أهل البلدة، إلا حين طعنوا شابا نقل في حالة الخطر الى المستشفى، ولكنّ أحدا لم يجرؤ على الشهادة ضدهم!
تنادى بعض الغيارى وقد حزموا أمرهم على مقاومة ما اصطلح على تسميته بالعصابة وتحطيمها قبل أن يستفحل أمرها، وراح كل واحد يقترح كيفية التصدي لهذا الخطر،وهكذا عقد اجتماع حضره العشرات من كل الأطياف السياسية وممثلي الحمائل، ووزع فنجان قهوة مرة على الحضور،وكعكة تبرع بها الحلواني الذي كسروا زجاج دكانه وأرغموه على دفع خاوة، بدأ أحدهم الإجتماع باستعراض نشاطات العصابة في الأشهر الأخيرة ودعا الحضور للمساهمة في الإقتراحات، في هذه الأثناء دار همس بين الحضور بأن أحد أفراد العصابة مدسوس على الإجتماع، وقد جاء ليعرف موقف كل متحدث.
أول المتحدثين وهو من أكبر حمائل البلدة والذي عقدت عليه آمال كبيرة، فاجأ الحضور بتوبيخهم قائلا..إن رئيس البلدية الذي انتخبتموه يتحمل مسؤولية ما يجري، ولو انتخبتم مرشحنا الذي خذلتموه لما وصل الحال الى ما وصل إليه، ما فائدة إجتماعكم !فأنتم تستحقون هذا الهوان.....ثم جلس متأففاً قرفان.
تلاه ممثل إحدى الحركات السياسية فقال حتى قبل وصوله المنصة..بل هي دولة الإحتلال الهمجية، هي التي تحرض على حروب أهلية في كل بلاد العرب، ولا حل لمشاكلنا بما فيها مشكلة العصابة إلا بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وحل قضية اللاجئين حسب قرارات الشرعية الدولية، لأنها هي أم كل المشاكل،وبعد الحل الجذري سوف تختفي العصابة من تلقاء نفسها.
تلاه مدرب فريق كرة القدم فأكد قائلاً...المشكلة تكمن في التربية البدنية،ولهذا أدعوكم لإرسال أبنائكم الى نادي كرة القدم،هذه الرياضة التي تجمعنا حول هدف واحد هو تحقيق الفوز،وتبعد الشباب عن العنف وتمتص طاقاتهم ،يجب أن نزور أفراد هذه المجموعة التي لا أريد تسميتها عصابة،لأن لكل إنسان كرامته، وأن نقنعهم بالانضمام الى فريق كرة القدم، حينئذ قاطعه مدرب الرياضة في المدرسة الثانوية وقال... وماذا مع الجمباز والركض السريع والقفز على الزانة والسباحة! فقاطعه آخرقائلاً..وركوب الخيل...قال الرسول صلى الله عليه وسلم ....إلا أن أحدهم من الصفوف الخلفية تدخل قائلا...يخطئ من يعتقد أننا بمعزل عن العالم الكبير، سقى الله أيام المعسكر الإشتراكي.. لم تكن هناك عصابات ولا إحراق سيارات ولا سطو مسلح على محطات الوقود..ولا حتى معاكسة فتيات!
فتنطح له أحدهم - ولكن الإشتراكية ذهبت..
فرد الرفيق - ولكنها ستعود...ألم تسمع الأخبار! أقترح رفع تحية من هنا الى الرفيق خريستوفياس من حزب (آكيل)!الذي فاز برئاسة قبرص!
فرد زميل له - هذا ليس وقته يا رفيق!
فرد المتحدث ..ولكن ما هو الغلط بالمباركة!
راح البعض يتساءل ماذا يعني حزب (آكيل) وما علاقته بالعصابة! ولكن رئيس إحدى الجمعيات الثقافية طلب الهدوء ووقف متحدثا بصوت يكاد يرتجف...الأصل أيها الأخوة في حنان الأم، ربما كان بعضهم مفتقراً للحنان! لهذا فإن كل ما يفعلونه ليس بأيديهم ولا هو ذنبهم، ويجب أن لا نلوم هؤلاء المساكين لأنهم ضحايا، لا شك أنكم مطلعون على العنف الأسري المستشري في مجتمعنا وهذه نتائجه، أما الحل برأيي، فهو بأن نغمر هؤلاء الشبان بالحنان والرعاية لأنهم أبناؤنا في نهاية المطاف، ومحاربتهم لن تجدي نفعاً، بل قد يزداد الوضع سوءا بدلا من إصلاحه! شكره صاحب المحمص المعروف بسعة إطلاعه وقال... لقد أثبتت دراسة ألمانية منذ سنوات أن العنف أو الميل إليه موجود في الجينات!يعني هناك عوامل وراثية للعنف!
حينئذ ضرب أحد المبادرين قدمه بالأرض ووقف صائحاً ورذاذ يتطاير من فمه ...هل سنعمل منها دراسات وأبحاثاً بينما البلدة تحترق!
فرد صاحب المحمص ...لا ذنب للإنسان بما خُلق وجُبل عليه، وإياك والإعتقاد بأنني خائف منهم!
- ولكن ما هذه المقترحات الغريبة ! لقد قلت قبل ساعة أنك تؤيد ضربهم بالعصي والجنازير! الجميع قبل الدخول الى الإجتماع اتفق على المقاومة!ما الذي حدث! ألم نتفق على تسيير دوريات متطوعين للحراسة! ألم نتفق بأن نوسع من نلقي القبض عليه متلبسا ضرباً حتى يمسي في المستشفى! ثم أشار الى مدرب فريق كرة القدم ...أنت أنت قلت قبل دقائق .. بقبضتي سأكسر لهم أضلاعهم...ثم التفت الى آخر...وأنت ألم تقل أنك ستدوس على أعناقهم حتى تخرج ألسنتهم من حلوقهم.. أرجو من الحضور وضع خطوات عملية لتنفيذ هذه الإقتراحات، يجب وضع قائمة بأسماء أفراد العصابة كي نبادر نحن لضربهم، ولهذا أطلب أن يبقى عدد من المتطوعين الشجعان بعد الإجتماع ..
حينئذ وقف أحد الشيوخ وبدأ يدعو والجمع يردد وراءه ...اللهم اهد أفراد العصابة.. اللهم أعدهم الى الصراط المستقيم.. اللهم أنزل الرحمة في قلوبهم ...ثم ختم قائلا ... الفتنة نائمة لعن الله من يوقظها ونظر ملمحاً إلى آخر المتحدثين، ثم بدأ الجمع بالخروج. لم يبق في القاعة سوى ذلك الرجل المتحمس مندهشاً، وأحد الشبان الذي لف رقبته بشال أسود، كان واضحا أنه متين البنية، بل متين جدا بإمكانه مصارعة أربعة أو خمسة رجال دفعة واحدة، تقدم منه حتى وقف في مواجهته وهو يبحره بحرة مخيفة من عينين تبدوان مثل عيني مجنون متعطش لضرب أحد ما وقال له...ما رأيك لو تبارك لقبرص بالرئيس الجديد أحسن لك من هذا الحكي الفاضي!
- يا أخي .. ولكننا لم نجتمع لأجل هذا!
- أعرف أعرف لماذا اجتمعتم ..ورغم ذلك..ما رأيك أن تبارك لقبرص برئيسها الجديد؟
- أف ..أهذه هي مشكلتك!
- نعم هذه مشكلتي ..بارك لقبرص أحسن لك!
- يا أخي إِنتْ مالك زعلان! مبروك لقبرص! يا أخي ألف مبروك لقبرص،ولكن العصابة... يا أخي من سيقاتل العصابة؟