الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 05:02

ليان يونس طالبة هندسة معمارية بمعرض دولي: المثابرة اسهل الطرق للنجاح

حاورها: علي أبو
نُشر: 24/11/12 15:16,  حُتلن: 21:25

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

ليان جوني يونس لموقع العرب:
الهندسة المعمارية مجال عميق وعالم واسع يمكن التطور فيه والتقدم والبحث عن النجاح والتفوق والشهرة من خلال تخصصات عدة متعلقة

اهم الامور لنجاح المرء بعمله هو حبه للعمل والوظيفة وشغفه للنجاح الذي يصله عن طريق المثابرة والاجتهاد

مجتمعنا العربي لا ينقصه نساء وفتيات مثابرات لديهن الدوافع المهمة للنجاح، ولديهن القدرة على ان ترتقين بالمجتمع لأعلى الدرجات وأسماها

نلمس ان الجيل الجديد الصاعد اليوم لديه قدرات أفضل ولديه المحفزات والأدوات الملائمة

أؤمن اشد إيمان بالتعايش العربي اليهودي والتقارب بين الشعبين، لأننا لا نختلف عن بعضنا كثيرًا، ودون ان نحتك بالشعب اليهودي لن ندرك ذلك أبدًا ولن نمنحهم الفرصة لأن يتعرفوا علينا هم أيضاً

لم تعد مقولة "صراع الحياة وسبل النجاح ليست بحاجة لقوة السلاح" – لسان حال قائلها فحسب، بل وكما هي في شطرها الثاني "انما ينجح الفاعل المثابر والذي يؤمن بأنه قادر" أيضًا، فلدى الفتاة النصراوية ليان جوني يونس البالغة من العمر 22 عامًا الوضع مشابه تمامَا، فـ "ليان" لا تعرف غير النجاح، مؤمنة بقدراتها، والمثابرة والإجتهاد عنوانها... فهي فتاةٌ موهوبة.. مثقفة.. نشيطة.. ومتفوقة، تدرس في سنتها التعليمية الرابعة في أكاديمية بتسلئيل للتصميم والفنون في مدينة القدس، بموضوع الهندسة المعمارية وقد انهت ثلاث السنوات التي خلت بعلامات امتياز فاقت معدل الـ 93 !

 
الطالبة ليان يونس خلال تقديم مشروعها في معرض البيانالي

ليان ابنة الناصرة تمكنت من تخطي كل العقبات التي عثرت عليها في طريقها وكادت ان تتعثر بها، فبعد ان انهت دراستها الثانوية انتقلت للعيش في القدس بعيدًا عن الأهل والأصدقاء في بيئة أخرى، مستعملةً لغة مختلفة، الا ان ذلك لم يثنها عن تحقيق أهدافها وطموحاتها ان تتميّز، لتحظى بإهتمام المحاضرين وإدارة الأكاديمية وزملائها الذين كان لهم قسطًا من تشجيعها ودعمها معنويًا، الى جانب تشجيع والديها وافراد العائلة المادي والمعنوي! فوجدت نفسها أمام فرصةٍ "لا تعوض" للمشاركة في معرض عالمي يقام حاليًا في مدينة فينيتسيا الإيطالية تحت عنوان "بيانالي" عبر مشروع عملت عليه وأثار إعجاب المسؤولين في الأكاديمية التي تدرس بها الأمر الذي دفعهم لترشيحه للمشاركة بذلك المعرض... وقد كان، فتركت الناصرة والقدس والبلاد لتنتقل للعيش في فينيسيا حتى شهر شباط/فبراير القادم!

موقع العرب وصحيفة كل العرب لم ينفك حتى تمكّن من الوصول الى ليان... وأجرى معها اللقاء التالي الذي تستحقه بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ.

موقع العرب: بدايةً.. هل لكِ ان تعرفينا على نفسك..
ليان: انا ليان جوني يونس، من سكان مدينة الناصرة أبلغ من العمر 22 عاماً، أدرس في السنة التعليمية الرابعة موضوع الهندسة المعمارية في أكاديمية بتسلئيل في القدس...

موقع العرب: لماذا إخترتِ تعلم موضوع الهندسة المعمارية؟ وكيف اكتشتف موهبتك فيه؟
ليان: حقيقةً لقد اكتشفت موهبتي في هذا المجال في فترة متأخرة جدًا، فقد نبعت فكرة تعلم الهندسة المعمارية بعد ان انهيت تعليمي في المرحلة الثانوية، واعتقد ان ذلك كان بسبب شح البرامج اللامنهجية والتثقيفية في مدارسنا العربية التي لا تساهم في افساح المجال امام الطالب ليدرك مهاراته ومواهبه وإمكانياته ويتعرف عليها، وخاصة المتعلقة بموضوع الهندسة المعمارية كما حدث معي، غير أن والدي كانا بعيدان عن هذا الموضوع فوالدي جوني يونس يعمل طبيبًا ووالدتي سميرة صيدلانية.
ان ما جعلني افكر بهذا المجال عندما قررنا القيام بترميم شامل في منزلنا منذ أكثر من ثلاث سنوات، فكنت شريكة رئيسية في التأثير واتخاذ القرارات في التصميم الداخلي والخارجي وغيرها، وأكتشفت انني أميل بشكل كبير الى هذا الموضوع، وقد احببته حقًا ووجدت نفسي متعلقة فيه، ومن خلال العمل على منزلنا اكتشفت أموراً لم أفكر فيها من قبل، فالهندسة المعمارية تكنولوجيا بحد ذاتها.

موقع العرب: منذ سنوات عدة نسمع ان مجال الهندسة المعمارية محدود من نواحٍ مختلفة من بينها المادية حتى، خاصة في الوسط العربي، غير كثرة العاملين في هذا المجال... كيف تنظرين انتِ لهذا المجال؟
ليان: اعتقد ان هذه ليست إلا ثمة أفكار مسبقة غير صحيحة ولا تعكس ما يدور على ارض الواقع ابدًا، فحتى لو كان هنالك فائض من العاملين في هذا المجال لا يعني ان لا نخوض التجربة، فالهندسة المعمارية ليست الخرائط فحسب، وهو مجال عميق وعالم واسع يمكن التطور فيه والتقدم والبحث عن النجاح والتفوق والشهرة من خلال تخصصات عدة متعلقة، الا ان الأهم من ذلك هو حب الإنسان لعمله ووظيفته وشغفه للنجاح وهذا هو المحفز الوحيد المهم، فنحن كأقلية عربية في البلاد علينا ان نطوّر مجتمعنا ونحسنه بشكل دائم لا ان نضعفه.

موقع العرب: هل تؤيدين الشباب العرب على تعلم الموضوع والخوض في هذا المجال؟
ليان: نعم، بدون أدنى شك، فهذا موضوع هام للغاية وكما ذكرت سابقاً عالم واسع وعميق ويشمل مجالات متعددة، ويمكن لكل طالب وآخر ان يطوّر ما تعلمه في اللقب الأول من خلال التخصص حسب ميوله، ومن بين التخصصات الواردة التصميم الداخلي، الحفظ (للمبانٍ القديمة)، والتخطيط البيئي وتخطيط المدن وغيرها وغيرها. ونرى اقبال الشباب على تعلم المواضيع الأخرى فقط لأنها متداولة اكثر ومعروفة لديهم أكثر.

موقع العرب: كيف تتوقعين أن تكون ليّان بعد مرور 10 سنوات مثلاً من الناحية المهنية..
ليان: اعتقد ان حلم كل مهندس معماري ناجح ان يفتتح شركة خاصة له، ومن ناحيتي لدّي نفس الحلم فأنا أطمح لأن تكون لي شركة خاصة ومشهورة في هذا المجال، وان لا تقتصر أعمالي على منطقة سكناي فقط، بل ان اقوم بمشاريع عالميًا، فنحن كمجتمع عربي فاق عددنا المليون ونصف المليون نسمة علينا ان ننظر الى خارج المربع الذي أسمه "اسرائيل"! وعليه واجابةً على سؤالك أرى نفسي بشركتي الخاصة أعمل بجدٍ ونشاط واحصد النجاحات تلو الأخرى.

موقع العرب: هل تلائم مهنة الهندسة المعمارية المرأة في مجتمعنا؟؟ - كثيراً ما نسمع عن مهندسين وليس مهندسات!
ليان: من الطبيعي ان نسمع دائماً اكثر عن مهندسين وليس مهندسات، فهذا شيء طبيعي في جميع المجالات الحياتية في الطب في الهندسة في المحاماة ... الخ... وفي مجتمعنا العربي لا ينقصنا نساء وفتيات مثابرات لديهن الدوافع المهمة للنجاح، ولديهن القدرة على ان ترتقين بالمجتمع لأعلى الدرجات وأسماها، كما اننا نلمس ان الجيل الجديد الصاعد اليوم لديه قدرات أفضل ولديه المحفزات والأدوات الملائمة.
اما اجابةً على سؤالك.. فحسب رأيي في عالمنا المتطوّر لا يوجد اليوم فرق بين المرأة والرجل، فقد باتت واجبات المرأة تمامًا كالملقاة على الرجل، وعلى الرغم من شح المهندسات الا انه يجب علينا ان نشجع فتياتنا على تعلم هذا الموضوع الشيق وان ننجح فيه ونثبت قدراتنا ومدى جديتنا... فعلى سبيل المثال هنالك مهندسة معمارية عراقية من العاصمة بغداد مشهورة جدًا اسمها "زهى حديد" قامت بمشاريع ضخمة عالمياً وبات اسمها على كل لسان فالمرأة المهندسة المعمارية العربية يمكنها ان تنجح ولا أرى أن هنالك عقبات قد تمنعها من ذلك.



موقع العرب: من يقف الى جانبك ويدعمك في مسيرتك التعليمية؟
ليان: ان والدّي وأخوتي هم من يدعموني دومًا ويقفون الى جانبي في مسيرتي التعليمية، ويحفزوتني على النجاح والتقدم والاجتهاد. الى جانبهم هنالك المحاضرة التي تعلمني في الأكاديمية فقد آمنت بقدراتي وموهبتي وتدعمني دوماً وهي من آمنت ايضاً بمشروعي وحثتني على المشاركة في معرض البيانالي وبادرت في تخطيط العرض خاصتي، ومشاركتي هذه كانت تعتبر الأولى من نوعها التي تحدث في أكاديمية بتسلئيل.


موقع العرب: حدثينا قليلًا عن معرض "بيانالي"...
ليان: هذا معرض مشهور جدًا عالمية، يقام كل سنتين مرة وأقيم لأول مرة عام 1895، واسمه (البيانالي) يدل على أنه "حدث عالمي يتم كل عامين"، بدأ المعرض يوم 29.08 وسيستمر حتى 25.11، ويختص بالهندسة المعمارية والتصاميم وجميع الأمور المتعلقة.
يشارك في البيانالي المقام في منطقتي جارديني وارسنال بفنيتسيا في ايطاليا أكثر من 119 مهندساً معمارياً او طالب هندسة، ب69 مشروعاً، فيما يشرف عليه لهذا العام المهندس المعماري العالمي الشهيرً"ديفيد تشيبرفيلد".

موقع العرب: كيف تم اختيارك للمشاركة؟
ليان: ان فكرة مشاركتي في المعرض وترشيح عرضي جاءت عن طريق محاضرة في بيتسلئيل التي اعجبت بمشروع قمت فيه، فهذا المعرض يستقبل طلاباً من مختلف انحاء العالم. غير ان الامر متعلق أيضاً بعلاماتي فقد انهيت سنوات تعليمي السابقة بإمتياز.

موقع العرب: ما هو مشروعك وكيف شاركت فيه في المعرض؟
ليان: ان المشروع عبارة عن قسمين او مرحلتين، قسم عملي وقسم نظري، اما القسم النظري وهو المرحلة الأولى فهو عبارة عن شرح المشروع اما جمهور الحاضرين ويقدر بالآلاف من شتى ارجاء العالم، بعد العمل على نص معين يحاكي الفكرة التي رسمتها في مخيلتي، حيث قدمت شرحاً وافياً باللغة الانجليزية تجري بعده مناقشة وتطرح عليّ الاسئلة حوله.
لقد اخترت ان يسرد مشروعي تفاصيل حياتي اليومية في مدينة القدس، كفتاة عربية في بيئة يهودية بحتة، التي اشعر خلالها وكأني في معركة بقاء معينة، ففي الأكاديمية ان العربية الوحيدة واصدقائي من الوسط اليهودي، وكان عليّ ان اثبت نفسي أمام أصدقائي وزملائي من جهة، وأثبت لمجتمعي العربي وعائلتي أنني استطيع حقًا ان أتأقلم في البيئة الجديدة، وعليه تحدثت عن اليهود والعرب الذين يعيشون جنباً الى جنب دون ان يعرفوا بعضهم بعضاً بشكل كبير، وعن الأفكار المسبقة التي يحملها الوسط اليهودي حول العرب والعكس، كـ "شغل عرب والعرب البدائيين"، وعن الفكرة التي يعرفها اليهود عنّا كـ "يوسف هو البستاني، وسامر ميكانيكي السيارات، وأكرم من يرمم المنزل، و و و ".
تحدثت ايضاً عن الشعور بالغربة بين اليهود على الرغم من اننا نحمل ذات الهوية وذات الجنسية ونعيش في نفس البلاد، كما تطرقت الى اصدقائي عندما يعرفون انني عربية كيف انهم كثيراً ما يفضلون التعرف اكثر على عاداتنا وتقاليدنا والاختلافات بيننا وهذا ما يؤكد وجود النية بين الطرفين للتقرب اكثر فأكثر".
في احدى فقرات النص الذي كتبته وقدمته أمام الآلاف تحدثت عن السؤال الذي يواجهني دائماً من اصدقائي اليهود وهو "هل من الممكن ان تتزوجين من شاب يهودي؟" والجواب طبعاً لا، وكيف أنني اشرح لهم انني اعيش الحياة المسيحية العربية وانه لا يمكنني ان اعتاد على اسلوب حياة جديد بعيدًا عن عاداتي وتقاليدي وحضارتي.
وفي فقرة اخرى اسرد كيف ان اختلاطي مع المجتمع اليهودي غيّر شخصيتي بشكل ايجابي واصبحت مستقلة واثقة من نفسي بالذات لأنني اعيش بينهم، وان كثيراً منهم جعلني افكر بالحياة بطريقة مختلفة.
وأعود مرة أخرى لكي أؤكد انني لا اريد ان يعرف اليهود فقط سامر واكرم ويوسف ومحمد وعبدالله (اصحاب المهن والمصالح) انما ان يكون هنالك اختلاط اكبر وتعايش مستمر، شارحةً انني افضل ترك السياسة بعيدًا والتطرق الى الامور الإنسانية والاجتماعية، وان الهدف لدى المجتمعين سامٍ وهو ان نجمع الناس يهوداً وعرباً بغض النظر عن الديانة او القومية.
تلك كانت المرحلة الأولى من المشروع، أما المرحلة الثانية فهي تحويل الكلمات والمعاني الى امور تتعلق بالهندسة، وان يحوّل الى شيء ملموس عن طريق مجسم اصنعه على ارض الواقع، وبما انني تطرقت الى حياتي اليومية فقد أخذت حياة الانسان بشكل عام وماذا يفعل يومياً (يطبخ، يدرس، يلعب، يعمل، يشاهد التلفاز، ينام يقرأ... الخ)، لأثبت بطريقة هندسية ان ما يفعله العرب واليهود والأجانب وجميع فئات المجتمع دون تمييز هو ذاته، وان تلك الامور الحياتية لا تفرقنا.

موقع العرب: انتقلت للعيش في ايطاليا للمشاركة في المعرض لوحدك، وهذه تجربة ليست سهلة بحد ذاتها حدثينا عنها قليلاً
ليان:  بالفعل هي تجربة مثيرة جدًا، فليس سفري او انتقالي للعيش هناك فقط، بل انا اسكن مع فتاتين احدهما من الأرجنتين والأخرى اسبانية، ان العيش معهما لا يعني ان جنسياتنا هي المختلفة فقط، بل ثقافاتنا مختلفة عاداتنا مختلفة تقاليدنا مختلفة، الا انني تمكنت من كسر كل الحواجز في التعامل معهما والتفاهم والتأقلم مع العيش هنا.
وايضاً لا بدّ من الاشارة الى ان التكنولوجيا الحديثة والإنترنت لعبت دورها في التواصل مع الأهل والأصدقاء في البلاد ... غير ان الزملاء والطلاب هنا يستقبلون الأجانب بطريقة جيدة جدًا لا بل ومريحة ايضاً.

موقع العرب: كما حدثتنا فأنت تتعاملين بشكل شبه يومي مع زملاء واصدقاء ومحاضرين وجيران من الوسط اليهودي.. هل تؤمنين بالتعايش العربي اليهودي؟
ليان:  انا اقطن في مدينة القدس وأؤمن أشد إيمان بالتعايش العربي اليهودي والتقارب بين الشعبين، لأننا لا نختلف عن بعضنا كثيرًا، ودون ان نحتك بالشعب اليهودي لن ندرك ذلك أبدًا ولن نمنحهم الفرصة لأن يتعرفوا علينا هم أيضاً.
حسب رأيي في المجتمعين هنالك أمور جيدة كثيرة، وعليه انا أؤمن انه علينا ان نفهم بعضنا البعض وان نتعاون ونتعايش، لأن ما يفرقنا ليس الا لعبة سياسية، وعليه يجب ان نترك هذه اللعبة وما تحمله من أمور سيئة وحسنة للسياسين وان ننظر الى الفروق التي بين الشعبين بمنظار انساني بعيدًا عن الأمور التاريخية والسياسية والدينية.

موقع العرب: ألا تلمسين نوعًا من التمييز ضد العرب خلال تعليمك كما يحدث في كليات وجامعات ومعاهد تعليمية أخرى في البلاد؟
ليان: على العكس تماماً، ففي اكاديمية بيتسلئيل ورغم عدد طلابها العرب القليل فقد اختارت إدارتها قبل فترة وجيزة مدينة الناصرة تحديدًا لتعريف الطلاب عليها وانا اعتبر ان هذه الأمور تعتبر احدى خطوات الأولى نحو التعايش السلمي بين الشعبين، كما ان الأكاديمية جمعت بعضاً من طلابها وقامت بجولة في الناصرة، وقمت انا لاحقاً بدعوة اصدقائي وزملائي الى منزلنا ورافقتهم بجولة لتعريفهم على تاريخ هذه المدينة الطيبة.
بإعتقادي علينا ان لا نعقد الأمور وان نأخذها ببساطة أكثر من خلال التعامل، ففي النهاية نحن مجبرون على العيش معهم ولا مفر من ذلك والعكس صحيح.


موقع العرب: نعود الى تعلميك واللقب الذي ترمين للحصول عليه، ماهي أبرز الصعوبات التي واجهتك خلال تعليمك؟
ليان: ان السنة الأولى في تعليمي كانت هي اصعب المحطات، فليس هينًا على فتاة عربية صغيرة في السن ان تتأقلم بسرعة خاصة وان جميع زملائي الطلبة من الوسط اليهودي، وغالبيتهم اعمارهم تعدت الـ 25 و26 عاماً، وأنا اصغرهم جميعاً، كما ان اساسيات الموضوع صعبة، فهذه كلية وأكاديمية وطريقة التعليم فيها ليست كالتي اعتدنا عليها في المدارس وخلال الدورات التي تلقيناها غير ان تعلم الهندسة المعمارية لا يعني ان هنالك كتاب يجب ان تقرأه وتفهمه او محاضرة عليك التواجد فيها وفي اليوم الثاني تجري امتحاناً وانتهى الموضوع بل على العكس، هذا الموضوع يحتاج الى الابداع وان تكون انسانًا خلاقاً تبحث عن التميّز، وهذا أمر صعب بحد ذاته.

موقع العرب: ماهي الصفات التي يجب ان تتوفر في الفتاة او المراة كي تحقق نجاحاً في عملها؟
ليان: حسب رأيي، ان حب العمل والإخلاص له هو احد العوامل المركزية للنجاح في الحياة المهنية، الى جانب ذلك يجب المثابرة بدون شك وارادة للنجاح.
بغض النظر عن الحياة المهنية فالمرأة ستكون لها حياة أخرى فهي ستصبح لا محالة ربة منزل وسيدته ومسؤولة عن عائلة ومنزل وكي تتمكن من إكمال نجاحها والحفاظ عليه، فعليها ان تجيد تقسيم وقتها واستغلاله جيدًا.

موقع العرب: ما هي الصفات التي يجب ان تتوفر بالمهندس المعماري لكي يحقق نجاحاً في عمله؟
ليان: ان أهم الصفات التي يجب ان تتوفر بالمهندس المعماري هو التفاني في العمل والدقة، فهذه مسؤولية وليس ثمة لعبة، ان المهندس سيكون مسؤولاً مباشرة عن مبانٍ سيزورها ويقطن فيها ويعمل فيها أشخاص، وعليه يجب ان لا يكون مهملاً، وان يهتم بأدق التفاصيل، كل ذلك الى جانب الترتيب والنظام.

موقع العرب: ما هي طموحاتك المستقبلية من الناحية العلمية؟
ليان: أفكر بالتعمق في موضوع الهندسة المعمارية أكثر فأكثر والتخصص بمجالات مختلفة فيه، وان ادرس للقب الثاني والثالث بموضوع يدعى "هندسة الاضاءة المعمارية"، وهذا تخصص حديث العهد يدرّس في ثلاث دول فقط وهي ايطاليا والمانيا والولايات المتحدة الامريكية.

موقع العرب: ما هي هندسة الاضاءة المعمارية؟
ليان:ان هندسة الاضاءة المعمارية هو موضوع عميق وكبير وواسع، ان الاضاءة عامل مهم جدًا تماماً كمواد البناء التي تستعمل لإنشاء المباني، وحسب العلم الحديث فإن هندسة مبنى دون الاهتمام بعوامل جانبية أخرى كالاضاءة يؤدي الى فشل معيّن من الناحية الهندسية، فللضوء تأثير كبير على المبنى وممكن ان يلعب دوراً هاماً في فشل او نجاح المشروع، وللأسف هنالك كثير من المهندسين الذين لا يهتمون بهذا الجانب، والحديث هنا لا يدور حول الضوء الإصطناعي فحسب بل على الضوء الطبيعي ايضاً.

موقع العرب: كيف لتخصصك هذا المساهمة في نجاحك؟
ليان:ان هذا التخصص هو لقب بحد ذاته وشهادته توازي شهادة مهندسة معمارية تماماً، وحسب رأيي فإن الدمج بين اللقبين سيساهم في نجاح مشاريعي المستقبلية من حيث الاهتمام بالجانبين.

موقع العرب: ماذا يقلقك؟
ليان:اعتقد ان ما يدور في تفكيري ومخيلتي دوماً هو طريق النجاح والصعوبات التي قد تواجهنا، فهذا امر مقلق للغاية، ولكن حمدًا لله فأنا واثقة جدًا بنفسي ومؤمنة بنجاحي.

موقع العرب: كلمة أخيرة...
ليان: في كلمتي الاخيرة لا بد لي وان اوجه شكري لكل من ساهمي في نجاحي وكل من دعمني وكل من وقف الى جانبي. وأخيرًا وليس آخرًا.. أتمنى ان احقق نجاحاً يشرفني ويشرف عائلتي ومجتمعي ومدينتي وان اصل الى اعلى المراتب التي اطمح بالوصول اليها.
 

مقالات متعلقة