الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 23:02

نتنياهو لن يتغيّر...!/ بقلم: ياسر العقبي

كل العرب
نُشر: 24/01/13 13:53,  حُتلن: 08:03

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

ياسر العقبي في مقاله:

مبروك للأعضاء العرب الجدد في الكنيست: طلب أبو عرار وباسل غطاس وعيساوي فريج

الحكومة التي ستتشكل هي حكومة يمينية فقط بكل ما يتعلق بالسياسة الخارجية وبالتالي سيبقى الوضع على ما هو عليه

أفيغدور ليبرمان ونفتالي بينت سيلعبان دورا رئيسيا في هذه الحكومة التي ستستمر في تجميد عملية السلام وبناء المستوطنات على حساب النمو الاقتصادي ومحاربة البطالة

حكومة بنيامين نتنياهو المنتهية ولايتها لن تختلف كثيرا عن الحكومة التي سيقوم نتنياهو بتشكيلها قريبا، على ما يبدو بمشاركة "يوجد مستقبل" بزعامة يئير لابيد، الذي شكل مفاجأة الانتخابات، لأن قادة هذا الحزب الأخير عارضوا تسميتهم باليسار، أملا في أن يكونوا جزءا أساسيا من تركيبة الحكومة القادمة.

التساوي بين كتلة اليسار واليمين
لن أخوض كغيري من عشرات العارفين والعالمين والمحللين بالسيناريوهات في مستقبل هذه الحكومة، وهل ستكون حكومة يمين مركز، أو حكومة ائتلاف قومي، أو حكومة يمين متطرف... وفي الوقت نفسه، علينا أن لا ننجر في سياق التكتلات التي ترسمها لنا وسائل الإعلام بالقول إنّ الانتخابات التي جرت الثلاثاء أسفرت عن تساو بين كتلة اليسار وكتلة اليمين، وذلك لسببين:

يسار حقيقي
الأول، أنه لا يوجد يسار حقيقي في إسرائيل عدا "ميرتس"، ولا يمكن وضع اليهود المتشددين (الحرديم) في قائمة اليمين أو اليسار لأن لديهم أجندتهم الخاصة بطلاب التوراة المسؤولين عنهم.
السبب الثاني، أنه لا يمكن أن نضع القوائم العربية – التي حققت انجازا كبيرا – في الجناح اليساري من الخارطة السياسية، لأن أجندة هذه القوائم معا وكل واحدة منها على حدة، تختلف اختلافا كبيرا عن أجندة ما تبقى من اليسار الإسرائيلي الذي نال ممثله الحقيقي على ستة أعضاء، بينهم عضو عربي، وكذلك تختلف بينها وبين نفسها من يسار قومي إلى إسلامي ووطني...

الصوت الصادق للعرب
إن الأعضاء العرب ليسوا يسارا، بل تم إعادة انتخابهم ومنحهم الثقة من جديد بالرغم من التردد، بواسطة الوسط العربي غالبا من أجل أجندة داخلية. وأنا أرى أن عليهم أن يكونوا على قدر المسؤولية ويشكلوا الصوت الصادق للعرب في البلاد، بكل ما يعانونه من مشاكل، وفي الوقت نفسه أن يتذكروا الآلاف الذين لم يترددوا بتاتا ولم يصلوا للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات للكنيست الـ19.

حكومة يمينية
إنّ الحكومة التي ستتشكل هي حكومة يمينية فقط بكل ما يتعلق بالسياسة الخارجية، وبالتالي سيبقى الوضع على ما هو عليه، خاصة وأن أعضاء في حزب لابيد أكدوا مرارا أنهم يميلون إلى اليمين. خلاصة الحديث أنّ أفيغدور ليبرمان ونفتالي بينت سيلعبان دورا رئيسيا في هذه الحكومة، التي ستستمر في تجميد عملية السلام وبناء المستوطنات على حساب النمو الاقتصادي ومحاربة البطالة، وستستمر في التخطيط للحرب على إيران، وستستمر في وضع قضية الأمن على رأس أولوياتها، ليتراجع في المقابل الوضع الاجتماعي الاقتصادي للمواطنين في إسرائيل، ويرتفع بعدها عدد الفقراء والمعوزين والعاطلين عن العمل...

سياسة الحكومة القادمة
ليبرمان قالها بصراحة الأربعاء - إنّ سياسة الحكومة القادمة ستكون كسياسة الحكومة الماضية... وهو الرد على أقوال مستشار الرئيس الفلسطيني أبو مازن، نبيل أبو ردينة، في تصريحاته "سنتعامل مع أي حكومة إسرائيلية تلتزم بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة القاضي بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس". باعتقادي، إذا لم يقم الرئيس الأمريكي والاتحاد الأوروبي، بضغط من جامعة الدول العربية، بلعب دور في دفع عملية السلام قدما إلى الأمام، وفق المبادئ المعروفة والموثقة في الأمم المتحدة، فأننا أمام حكومة عنصرية متطرفة، ستقوم بتكريس الاحتلال والاستيطان.. وبالتالي فإن عملية السلام هي لعبة الكبار والدول العظمى...

أعضاء الكنيست العرب
أما دور أعضاء الكنيست العرب، الذين قمنا بإعادة الثقة فيهم في استحياء، فهي التصدي لقوانين زئيف ألكين وصاحبه داني دنون، والمتطرفة الجديدة ستروك وصديقتها المستوطنة شولي موعليم (البيت اليهودي) – التي دخلت اليوم للأسف على حساب المقعد الخامس في الموحدة-العربية للتغيير – وذلك نظرا لأن أمامنا مرحلة جديدة من كم الأفواه وإرسال ممثلينا ببطاقات بدون عودة إلى "غزة وسوريا و-22 دولة عربية" وتعريفهم ب"إرهابيين" وغيره من المسميات العنصرية، وفي المقابل تصعيد سن القوانين العنصرية التي سنعاني منها كمواطنين عرب، واستمرار هدم البيوت ومصادرة الأراضي... من هنا، يجب أن يكون أعضاء الكنيست العرب على قدر المسؤولية الكبيرة الملقاة على أكتافهم وأن يكونوا لسان حالنا في الكنيست...وفي النهاية، مبروك للأعضاء العرب الجدد في الكنيست: طلب أبو عرار وباسل غطاس وعيساوي فريج...
 

* الكاتب هو رئيس تحرير "الأسبوع العربي" و"شيفع" في النقب ومحرر في صحيفة "بوست" العبرية.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة