الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 00:01

فلنتكاتف ضد العنف في المجتمع العربي/ بقلم: أييلت نئور والمحامي رضا جابر

كل العرب
نُشر: 01/03/13 10:04,  حُتلن: 07:56

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

أييلت نئور والمحامي رضا جابر:

النساء العربيات في مكانة اجتماعية شديدة الحساسية وبالنسبة لهن فإن الشعور بالتهديد هو أمر ملموس

في واقع يحتل فيه العرب 50% من حالات القتل أي أكثر من ضعف نسبتهم من السكان في اسرائيل فإن الشعور بالأمن الشخصي في تدهور مستمر

نسبة الجرائم التي يتم كشفها في المجتمع العربي أقل منها في المجتمع اليهودي وخاصة فيما يتعلق بالنساء اللواتي يلقين حتفهن على يد أحد أفراد العائلة

الشرطة تعاملت على مدار سنوات طويلة مع قضية قتل النساء العربيات على أنها قضية ثقافية وليس كتصرف عنيف قبل أي شيء وهذا الأمر أضر بدوافع وحوافز الشرطة للتحقيق وكشف تلك الحالات

قُتلت هالة ماريا زبيدات من بسمة طبعون قبل شهر على يد أحد جيرانها، وتم تقديم لائحة الاتهام ضد الجار هذا الأسبوع . بالنسبة للقارئ اليهودي المتوسط، قد لا يحمل هذا الخبر أي جديد: اشتباه بارتكاب جريمة قتل يؤدي إلى تحقيق بوليسي وينتهي في الغالب بتقديم لائحة اتهام ومحاكمة. لكن بالنسبة للكثيرين من المواطنين العرب في إسرائيل، يحمل هذا الخبر أهمية كبيرة. في واقع يحتل فيه العرب 50% من حالات القتل- أي أكثر من ضعف نسبتهم من السكان- فإن الشعور بالأمن الشخصي في تدهور مستمر.

الشعور بالتهديد
تندرج النساء العربيات في مكانة اجتماعية شديدة الحساسية، وبالنسبة لهن فإن الشعور بالتهديد هو أمر ملموس : هذا الأسبوع فقط سكب رجل يبلغ من العمر 51 عاما "ماء نار" على وجه فتاة تبلغ من العمر 16 سنة في الناصرة، غالبا لأنها رفضت الزواج منه. في ظل هذا الواقع، يتوقع المواطنون العرب، بطبيعة الحال، أن يبذل جهاز الشرطة الجهد والموارد في التحقيق وإيجاد الفاعلين وتقديم لوائح اتهام- خاصة في حالات العنف الشديد. في هذا الواقع تعتبر حالة هالة ماريا زبيدات حالة شاذة: نسبة الجرائم التي يتم كشفها في المجتمع العربي أقل منها في المجتمع اليهودي، وخاصة فيما يتعلق بالنساء اللواتي يلقين حتفهن على يد أحد أفراد العائلة. وعلى سبيل المثال، سنة 2010 لاقت 10 نساء يهوديات حتفهن على يد أحد أفراد العائلة، وأيضا عشر نساء عربيات. حتى يومنا هذا تم كشف جميع جرائم القتل للنساء اليهوديات مقابل كشف ثلاث حالات فقط لجرائم قتل نساء عربيات.


تقصير الشرطة بقضايا قتل النساء العربيات
في المجتمع العربي يرجعون هذه الفجوة إلى تقصير الشرطة المتواصل منذ سنين طويلة وعدم تعاملها بشكل لائق مع واقع الجريمة في البلدات العربية. أما فيما يتعلق بقضية قتل النساء، فإن شكاوى المجتمع العربي تصبح أشد لوماً: الشرطة تعاملت على مدار سنوات طويلة مع قضية قتل النساء العربيات على أنها قضية ثقافية وليس كتصرف عنيف قبل أي شيء، وهذا الأمر أضر بدوافع وحوافز الشرطة للتحقيق وكشف تلك الحالات. الشرطة من جهتها تدعي أن غياب التعاون والاستعداد لتقديم الشكاوى من طرف السكان، وخاصة من طرف النساء اللواتي يعانين من العنف، يؤدي إلى المس بمقدرة جهاز الشرطة على التحقيق وكشف حالات القتل والعنف ومعاقبة الجناة بحسب القانون.


انعدام الثقة بين المواطنين العرب والشرطة
في هذه الحالة يبدو أن الطرفين على حق: انعدام الثقة يعود في الأصل إلى طبيعة العلاقة التاريخية بين الشرطة والمجتمع العربي، وهي علاقة وصلت إلى حد الأزمة الخطيرة في أحداث أكتوبر 2000. لسنوات طويلة تعاملت الشرطة مع المجتمع العربي من خلال "عيون أمنية" وليس مدنية. المواطنون العرب من جهتهم، امتنعوا عن طلب خدمات الشرطة لأنهم تعاملوا معها كجهاز يخدم المؤسسة الأمنية. النتيجة المباشرة كانت تعاظم الجريمة وازدياد مطرد في حالات العنف الخطير. عمل الشرطة الناجع يجب أن يقوم على بناء الثقة بين المواطنين والشرطة.


تشجيع التعامل مع الشرطة
يكتسب الأمر أهمية خاصة عند الحديث عن العلاقة بين الشرطة ومجتمع الأقليات، المسؤولية الرئيسية لكسر دائرة انعدام الثقة تقع على كاهل الشرطة، من مجرد كونها سلطة حكومية مؤتمنة على تطبيق القانون. يتوجب عليها القيام بالأمر على مسارين: تطبيق القانون دون أي رخصة من خلال ضخ المزيد من الموارد لمكافحة الجريمة، إلى جانب ترسيخ العلاقة الجارية، والدائمة والمباشرة مع المجتمع. إن قيادة المجتمع العربي هي طرف في هذه المعادلة. عليها أيضا تقع مسؤولية تحسين جودة الحياة في البلدات العربية، ولهذا، من اللحظة التي تكون فيها الشرطة جاهزة لترسيخ علاقات الثقة وتحسين الخدمات للمواطن العربي، يتوجب على هذه القيادات تشجيع التعامل مع الشرطة بهدف مساعدتها في القضاء على آفة العنف والجريمة.


عمل متواصل ومدروس بين الشرطة والجمهور العربي
يبدو أن الطرفان قد قررا تبني هذه المعادلة منذ سنتين تقريبا. فالشرطة على ما يبدو تخصص المزيد من الموارد للحفاظ على الأمن داخل البلدات العربية، وفي ترسيخ التوجه العام لعملها والقائم على مبدأ "شرطة موجهه للمجتمع". النتيجة المباشرة تتمثل في ارتفاع عدد الشكاوى التي يقدمها المواطنون للشرطة، الأمر الذي يدل على أنهم بدأوا يثقون أكثر فيها، ويشمل ذلك النساء المعنفات، وأيضا في بدء نسج علاقات عمل مهنية بين القيادات في البلدات العربية وبين محطات الشرطة. مع ذلك، فإن الطريق لمنح خدمات شرطية ناجعة ومتساوية للمجتمع العربي لا تزال طويلة، وهي تتطلب التزاما للعمل المتواصل والمدروس: من جانب الشرطة، تبني سياسة طويلة الأمد ترى في الجمهور العربي صاحب حق مدني أساسي للحصول على خدمات الشرطة. ومن جانب الجمهور العربي- القيام بعمل شجاع ومنظم لمكافحة العنف من خلال الشراكة المدنية مع الشرطة بصفتها ممثلة لسلطة القانون.

تحقيق العدالة
نأمل أن تنال عائلة هالة ماريا زبيدات بعض العزاء في محاكمة المجرم وتحقيق العدالة، لكن هذا العزاء لم يكن من نصيب العديد من عائلات النساء اللواتي لاقين حتفهن قتلا في الماضي. إن كشف جرائم القتل والجرائم الأخرى ليس هو الهدف الوحيد لخدمات الشرطة الناجعة، لكن ذلك يُمثل تغييرا في سلم الأولويات عند الشرطة فيما يتعلق بالجريمة في الوسط العربي.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة