الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 00:02

حكومة إسرائيلية ثلاثية الأبعاد/بقلم:د.هاني العقاد

كل العرب
نُشر: 18/03/13 10:01,  حُتلن: 11:17

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

د.هاني العقاد في مقاله:

عدم تشكيل الحكومة خلال الفترة الثانية الممنوحة لها تعني تناقض المواقف السياسية في إسرائيل وتعني ضعف نتنياهو كسياسي سيقود البلاد لفترة حكم أخرى

سارع نتنياهو بالإعلان عن حكومته لتنال ثقة الكنيست الإسرائيلي قبل وصول اوباما وقبل عقد اللقاءات السياسية مع اوباما وطاقمه السياسي

لا يمكن لأي مواطن إسرائيلي أو حتى سياسي بلا نظارات خاصة أن يرى مجسمات الصورة الكاملة وري نفس المجسمات من الزوايا المحددة لنقها للتحليل والفهم

الحزب القومي اليهودي " البيت اليهودي" حزب يميني متدين غاية في التطرف الديني وهو في الغالب حزب مستوطنين لأنه قريب جدا منهم ويشجع حربهم العدائية ضد الفلسطينيين

قد لا يكون نتنياهو نجح في تشكيل حكومته الجديدة بقناعته السياسية أو بما يتوافق مع تطلعاته السياسية اليمينية الشديدة وقد لا يكون أكمل تشكيل هذه الحكومة بقناعة جميع الأحزاب السياسية في إسرائيل بل تم تشكيلها في الوقت الضائع من المهلة الزمنية الثانية التي منحها له رئيس الكيان شمعون بيرتس، لان عدم تشكيل الحكومة خلال الفترة الثانية الممنوحة لها تعني تناقض المواقف السياسية في إسرائيل وتعني ضعف نتنياهو كسياسي سيقود البلاد لفترة حكم أخرى، ويعني عدم جاهزية إسرائيل لإستقبال اوباما خاصة وأن الأخير أعلن عن عدم نيته تأجيل زيارته للمنطقة لكنة في نفس الوقت قال انه سوف يستمع لجميع أطراف لهذا ولا يحمل خطة سلام جديدة او خارطة طريق جديدة تفك تعقيدات الموقف السياسي، لذلك سارع نتنياهو بالإعلان عن حكومته لتنال ثقة الكنيست الإسرائيلي قبل وصول اوباما وقبل عقد اللقاءات السياسية مع اوباما وطاقمه السياسي.

حكومة ثلاثية الأبعاد
هي حكومة ثلاثية الأبعاد تحتاج إلى نظارة خاصة لرؤية تفصيلاتها على حقيقتها وفهم أهدافها السياسية وإستراتيجية التعامل مع الصراع وخاصة أن احد أهدافها كما جاء اليوم في يدعوت احرنوت أن تعمل الحكومة على التقدم بالعملية السلمية وفي حال الوصول إلى سلام فلا بد عرضه على الكنيست أو الاستفتاء العام، ولا يمكن لأي مواطن إسرائيلي أو حتى سياسي بلا نظارات خاصة أن يرى مجسمات الصورة الكاملة وري نفس المجسمات من الزوايا المحددة لنقها للتحليل والفهم، ولان جسم الحكومة من ثلاث أحزاب رئيسية في إسرائيل أولها حزب نتنباهو الليكود، وحزب يش عاتيد هناك مستقبل الجديد، والبيت اليهودي فأننا نطلق عليها حكومة ثلاثية الأبعاد لأنها حكومة كاملة الجسم الإستيفاء البرلماني إلا أنها غير واضحة الأهداف السياسية بالكامل، وداخليا فإننا نعتبر هذه الحكومة قد فقدت أول ما فقدته هو الإئتلاف الواسع في إسرائيل مما يجعل حجم المعارضة لهذه الحكومة أوسع من المعدل المعروف في السياسة الإسرائيلية وهذا سيسارع في إسقاطها لأنها ستلبي رغبات ثلاث كتل برلمانية فقط وهي تلك الأبعاد الثلاثية المجسمة هي لن تلبي رغبات الكتل الأخرى، ولعل الحكومة الجديدة ببعدها الثلاثي صورة مكتملة للحكم في إسرائيل لكن ينقصها الكثير لتأتي بالأمن والإستقرار لمواطني الكيان، فهي حكومة متناقضات حكومة متباعدة الزوايا الثلاثة لان تطلعات حزب يش عتيد هناك مستقبل يتطلع إلى محاربة الفساد العام وتقوية حكم القانون والحفاظ على مكانة محكمة العدل العليا كما ويدعوا إلى وضع دستور جديد لإسرائيل، ويركز برنامج الحزب إلى تغيير سلم الأولويات في الدولة مع منح الأولوية للحياة المدنية وتحسين وضع الطبقة الوسطي، وينادي هذا الحزب سياسيا بالمفاوضات على أساس حل الدولتين دون التنازل عن القدس .

إقرار مشاريع إستيطانية

الحزب القومي اليهودي " البيت اليهودي" حزب يميني متدين غاية في التطرف الديني وهو في الغالب حزب مستوطنين لأنه قريب جدا منهم ويشجع حربهم العدائية ضد الفلسطينيين، وكان قادته قد دعوا قبل الإنتخابات البرلمانية الصهيونية إلى تفجير الحرم القدسي الشريف وقتل المسلمين في فلسطين والبلاد العربية، وهو حزب يشارك الحكومة الإسرائيلية الحالية تشكيلتها لتطلعاته الإستيطانية في الأرض العربية الفلسطينية وبالتالي فإنه غالبا ما سيتولى وزارتي التجارة والصناعة والإسكان، بالإضافة إلى العديد من المناصب الأخرى كنواب وزراء ولجان برلمانية، ومن خلال هذا الجنوح نحو التطرف الحاد فإن هذا الحزب يقصد من إنضمامه للحكومة إسترضاء جمهور المستوطنين اليهود وطمأنتهم بأن دعم حركة الإستيطان سوف تستمر بكامل طاقتها وسيكون هذا الحزب مع الليكود ورقة ضاغطة في الكنيست لإقرار مشاريع إستيطانية جديدة، لكن مهما كان واقع الحزب فان الحكومة محكومة في النهاية بتطلعات الجمهور الإسرائيلي وستستجيب لأي ضغوطات دولية في النهاية قد تحدد حركة الاستيطان وشكلها وحجمها.

حقائب وزارية
إذن يمين، يمين ديني قومي ويمين وسط ووسط تلك هي تركيبة الحكومة الإسرائيلية ثلاثية الأبعاد، والتي بالفعل ستكون حكومة كتل مجسمة لا يفهما الإنسان العادي لأنها ثلاث أبعاد لا تتفق في أبعادها الأيدلوجية بالمطلق وتختلف في أبعادها الليبرالية كثيرا لان حزب بين لبيد لا يعنيه إلا تغير حالة المجتمع الإسرائيلي وتغير التعليم، وتغير قوانين الخدمة في الجيش، والبحث عن الفاسدين السياسيين وتقديمهم للمحاكمة، وسيحاول هذا الحزب أن يلبي طموحات ناخبيه التي وعدهم بها من خلال توليه العديد من الحقائب الوزارية منها وزارة المالية والتعليم بالإضافة إلى العديد من اللجان البرلمانية، لكن وجه الحكومة السياسي بالنسبة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي بات غير واضح بعد لأنه لا يأخذ ملامح معاملة وسط للصراع، فإعتقد أن التطرف الصهيوني هو على حاله في هذه الحكومة والتهديد بإستخدام القوة لتبقي دولة الكيان آمنه كما يعتقدون سيبقي على حاله،  والإستيطان هو الإستيطان مع بعض تقنين النفقات نحو الكتل الكبيرة، لكن في النهاية فإن السلام مع الفلسطينيين عبر هذه الحكومة سيأتي في شكل سعي الحكومة لمفاوضات سلام لكن دون تحديد أسس هذا السلام ولا مرجعياته وهذا ما سيجعل الفلسطينيين ينفروا من هذا النوع من المفاوضات لأنهم جربوها طويلا بلا فائدة حتى لو كانت هذه المفاوضات بضمانات غربية وأمريكية.

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة