الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 04:02

مضادات الاكتئاب بين العلاج والوهم/ بقلم: الدكتور جبور يوسف عوادية

كل العرب
نُشر: 20/03/13 22:30,  حُتلن: 07:54

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

الدكتور جبور يوسف عوادية – شفاعمرو- اختصاصي طب عائلة يشرح عن اعراض الاكتئاب والعلاج:

مضادات الاكتئاب لا تعالج أسباب الاكتئاب بل تعالج أعراضه لذلك لا يفترض أن تكون من الحلول المطروحة إذا كان الاكتئاب بسبب مشاكل خاصة أو طارئة

الظروف البيئية والاجتماعية المحيطة بالمريض: مثل حالات وفاة الأعزاء أو الشعور بالوحدة أو المعاناة من أمراض مزمنة فهذه تعتبر مجرد محفزات لحدوث حالة الاكتئاب لدى المريض وليست مسببات أساسية للمرض

يعتبر الواجب على الطبيب قبل وصف مضادات الاكتئاب للمريض أن يشرح له كيفية عملها واحتمالات نجاحها وأعراضها الجانبية فالمريض في المعتاد يود أن يتخلص من الأعراض التي يعاني منها بأسهل وأسرع وسيلة

الحزن، تقلبات المزاج واليأس، مشاعر تختلط علينا أحياناً ويصعب تعريفها فنطلق عليها باختصار "اكتئاب"، بينما هي مشاعر طبيعية تجتاح الإنسان من وقت لآخر بحسب الظروف المحيطة به، ولعل الاكتئاب بمفهومه الشائع وحتى العلمي بات من أكثر الأمراض انتشاراً في العالم، حتى أن كل واحدٍ منا معرض على الأقل لنوبة واحدة من الاكتئاب في حياته. وينعكس ذلك على سوق العقاقير المضادة للاكتئاب والإقبال على العيادات النفسية بحثاً عن علاج. الاكتئاب في واقع الأمر وبشكل مبسط ،كما يصفه أغلب المرضى أن تشعر وكأنك محاصر داخل حفرة سوداء مظلمة لا تشعر داخلها بالحياة ولا تبالي بأي شيء يدور خارجها، وتفقد معها الرغبة بالعمل والدراسة والنوم وتناول الطعام. كما يشعر مريض الاكتئاب بأنه عاجز عن عمل أي شيء حتى الأشياء التي كان يرغب فعلها.

 

اختلال في التركيب الكيميائي في الدماغ: يعتقد بعد الخبراء أن الاكتئاب يحدث بسبب اختلال التوازن الكيميائي في الدماغ، وهنا نتحدث عن نسبة النواقل العصبية وخاصةً "السيروتونين", وجزء كبير من الأدوية مضادات الاكتئاب ترفع نسبة السيروتونين في الدماغ، لكن بعض الدراسات تتعارض مع نظرية تصحيح الدواء لاختلال التوازن الكيميائي في الدماغ، وأثبتت بعض التجارب أن خفض مستوى "السيروتونين" لدى بعض الأشخاص لا يؤدي إلى سوء حالتهم المزاجية ولا يؤدي إلى تفاقم حالة الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب. وبالرغم من أن مضادات الاكتئاب ترفع نسبة "السيروتونين" في خلال ساعات إلا أن العلاج بها يستغرق أسابيع، وبالتالي إذا كان علاج الاكتئاب يتم من مجرد عملية رفع نسبة "السيروتونين" فلا يوجد مبرر للانتظار أسابيع حتى تظهر نتيجة العلاج. فالسر لا يكمن في السيروتونين وحده!

محفزات حدوث الإكتئاب
الظروف البيئية والاجتماعية المحيطة بالمريض: مثل حالات وفاة الأعزاء أو الشعور بالوحدة أو المعاناة من أمراض مزمنة، فهذه تعتبر مجرد محفزات لحدوث حالة الاكتئاب لدى المريض وليست مسببات أساسية للمرض، بدليل أنه بعد زوال هذه العوامل تزول حالة الاكتئاب لدى المريض.
العامل الوراثي: وجد أن نسبة حدوث مرض الاكتئاب تزداد عند التوائم المتطابق، بحيث تصل هذه النسبة إلى حوالي 70% وكذلك تبلغ نسبة الإصابة بين الأقارب من الدرجة الأولى حوالي 20%
العوامل الهرمونية وأمراض الغدد الصماء:
قد تساهم في حدوث مرض الاكتئاب وخاصة تلك الاضطرابات التي تصيب الغدة النخامية.
بعد الدراسات اظهرت أن 50%-60% من الأشخاص الذين خضعوا للعلاج بمضادات الاكتئاب قد تخلصوا فعلاً من الاكتئاب حتى بتجربة أنواع مختلفة من العقاقير. كما أن الغالبية العظمى عادت لهم حالات الاكتئاب بمجرد الانقطاع عن تعاطى المضادات.
فالحل الأكثر فعالية لعلاج الاكتئاب هو عبارة عن تعاطي العقاقير بالإضافة إلى جلسات العلاج النفسي، وهنالك أهمية كبيرة أيضاً لممارسة الرياضة، وتعزيز ثقة الانسان في قدرته على تجاوز الأزمات ومساعدة نفسه.

الواجب الأخلاقي للطبيب
يعتبر الواجب على الطبيب قبل وصف مضادات الاكتئاب للمريض أن يشرح له كيفية عملها واحتمالات نجاحها وأعراضها الجانبية، فالمريض في المعتاد يود أن يتخلص من الأعراض التي يعاني منها بأسهل وأسرع وسيلة. وقد أثبتت التجارب أن تعريف الشخص الذي يعاني من الاكتئاب بالأعراض الجانبية للعقار منذ الجلسة الأولى تؤدي غالباً إلى أن يتخذ قرار عدم تعاطيه، فجزء من هذه الأعراض قد تخف أو حتى تختفي كلياً بضعة أيام بعد بدء العلاج .

الأعراض الجانبية
التأثير على عملية الهضم (أوجاع بطن، إمساك أو إسهال، جفاف في ألثم)، اكتئاب المزاج (عادةً فقط في بداية العلاج)، التأثير على التركيز والتفكير، وغيرها من الوظائف الجسدية والعقلية. بالإضافة إلى الهبوط، الأرق، الغثيان. أن بعض الأعراض تزول خلال الأسابيع الأولى من فترة تعاطي المضادات إلا أن بعضها يستمر ويزداد سوءًا مع الوقت مما يجعلنا نغير نوع الدواء، فليس كل دواء يلائم كل مريض. وبالنسبة للمسنين الذين تتجاوز أعمارهم 65 سنة تزداد المخاوف من تعاطيهم لمضادات الاكتئاب, فيجب الحذر عند وصفهم بالعقاقير. وهناك مجموعة جديدة من مضادات الاكتئاب تستهدف الناقلات العصبية. الأخرى بالإضافة إلى "السيروتونين" أو بدونه، وتختلف الآثار الجانبية وفقاً للدواء إلا أن أغلبها يسبب الغثيان، والشعور بالتعب، وزيادة الوزن، والنعاس، والعصبية، وجفاف الفم، وغيرها من العوارض. الانقطاع المفاجئ عن تعاطي الدواء له اعراض جانبيه لبعض الاشخاص ،اي تختلف الحاله من شخص الى اخر كالقلق والاضطرابات وتقلبات المزاج (الاعراض الجانبيه عند الانقطاع فجأة عن الدواء موجوده في الوصفة الطبيه) فعلى الشخص عند التوقف عن تعاطي الادوية ان يقرأها بتمعن)، لذلك لابد من التدرج في عملية التوقف عن تعاطيها وتحت اشراف طبي دقيق قد تستغرق العملية 1-2 أسابيع وأحياناً عدة أشهر.

حقيقة مهمة
مضادات الاكتئاب لا تعالج أسباب الاكتئاب بل تعالج أعراضه، لذلك لا يفترض أن تكون من الحلول المطروحة إذا كان الاكتئاب بسبب مشاكل خاصة أو طارئة. فببساطة مضاد الاكتئاب يساعد المريض أثناء فترة تعاطيه فقط بينما المساعدة على التأقلم واستقرار العواطف وتعزيز الثقة والشخصية لهم دور أكثر فعالية على المدى البعيد. فالغرض من العقار هو أن تصبح لدى المريض ذي الشخصية الضعيفة جداً القدرة والطاقة على أن يتابع العلاج النفسي.

موقع العرب يدعو كافة الأطباء والصيادلة والممرضين وأصحاب الخبرة الواسعة في مجال الطب، الي إرسال مجموعة من المقالات التي تتعلق بالأمور الطبية علي مختلفها لنشرها أمام جمهور الزوار الكرام لما فيه من توعية ضرورية للزوار.لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الشخص المعني أو الطبيب، والبلدة وصور بجودة عالية على العنوان: alarab@alarab.net


 

مقالات متعلقة