الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 01:01

من ذاكرتي مع عزمي نصار المنتصر على شارون وعرفات /بقلم:يوسف شداد

كل العرب
نُشر: 25/03/13 12:48,  حُتلن: 13:19

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

يوسف شداد رئيس تحرير موقع العرب في مقاله:

تعرفت أكثر على المدرب عزمي نصار وحاولت كصحفي أن اكتشف رؤيته للحياة مستغلا الفرص التي أتيحت لي للقاء به على فترات

6 سنوات مضت على رحيل عزمي نصار فقيد الكرة العربية وما من شك أن كرة القدم كفرع رياضي مهم في وسطنا تفتقد له كثيرا

كنت اتعامل مع عزمي نصار دائما كشخص فوق العادة ليس كلاعب كرة قدم سابق أو مدرب له رصيد كبير فحسب إنما كانسان

لم تكن علاقتي بالمدرب نصار علاقة صداقة اطلاقا إنما كانت علاقة مبنية على احترام شديد بين مراسل صحفي ومدرب كرة قدم

كنا نتناقش احيانا في شؤون الرياضة عندما نلتقي في مناسبات رياضية كثيرة  وكان دائما يعيرني اهتماما عندما اتحدث عن شيء ما أو انتقد أو اكتب مقالا ودار بيننا جدل وحوار واختلفت معه كثيرا في الآراء

أذكر جيدا أنه في عام 2004 عندما توفي والدي في حادث طرق زارني المدرب عزمي نصار مرتين في منزلي لتقديم واجب العزاء حينها قال لي والكلمات ما زالت في ذهني: "يوسف...كن قويا. هذا هو القضاء والقدر، صحيح أن الحياة ستختلف وتنقلب الآن ولكنك حتما ستحقق أهدافك"

أذكر ما كتبته بعدما زرته في منزله اثر اجرائه لعملية جراحية في الرأس لأقف الى جانبه كما فعل معي في محنتي"من النادر أن تجد انسانا مر بما مر على عزمي نصار في الاسبوع الاخير وتراه بعد خمسة ايام من العملية الجراحية صامدا قادرا على شرح الظرف المحرج الذي دخله فور اكتشاف الورم في رأسه.. من لا يعرف المدرب عزمي نصار يجهله"

لقد قال النصار في لحظة ارتقاء الاخاء الناصرة التاريخي يوم 2003-5-24 "إنتصرت على شارون وعرفات" في جملة ذهبية ما زالت عالقة في ذهني واذهان الكثيرين ممن تواجدوا في الاستاد حينها...هذا هو عزمي نصار

في الذكرى السادسة لرحيل اللاعب والمدرب عزمي نصار فارس كرة القدم الفلسطينية والذي ودعنا في شهر مارس من عام 2007، قررت أن أكتب بكلمات قصيرة لحظات حالفني فيها الحظ وكنت برفقته، وكانت جميعها محطات هامة في حياتي الشخصية والمهنية. أذكر جيدا أنه في عام 2004 عندما توفي والدي في حادث طرق زارني المدرب عزمي نصار مرتين في منزلي لتقديم واجب العزاء. حينها قال لي والكلمات ما زالت في ذهني: "يوسف...كن قويا. هذا هو القضاء والقدر، صحيح أن الحياة ستختلف الآن ولكنك حتما ستحقق أهدافك". لم تكن علاقتي بالمدرب عزمي نصار علاقة صداقة اطلاقا ، إنما كانت علاقة مبنية على احترام شديد بين مراسل صحفي ومدرب كرة قدم. كنا نتناقش احيانا في شؤون الرياضة عندما نلتقي في مناسبات رياضية كثيرة ، وكان دائما يعيرني اهتماما عندما اتحدث عن شيء ما أو انتقد أو اكتب مقالا. وكان النصار لا يأبه من أحد ويتفوه بكل ما يجول في خاطره من نقد أو مديح أو مواقف اعجبته أو لم تعجبه فكان الحديث معه دائما شيقا وكان على المستوى الصحفي مثيرا للجدل.

عزمي نصار..شخص فوق العادة
في عام 2004 كنت وبرفقة عزمي نصار وعلى مدار أيام محددة في الاسبوع نسافر بسيارة أجرة خصصت لنا من الناصرة الى استوديوهات التلفزيون الاسرائيلي في القدس لنقل وقائع مباريات بطولة الأمم الاوروبية يورو 2004 مع الزميل جودت عودة، وفي الطريق كنا نتبادل الحديث في الكثير من الشؤون الرياضية والأمور الحياتية والشخصية ، وفي تلك الايام تعرفت أكثر على المدرب عزمي نصار وحاولت كصحفي أن اكتشف رؤيته للحياة مستغلا الفرص التي أتيحت لي للقاء به ، وكنت اتعامل معه دائما كشخص فوق العادة ليس كلاعب كرة قدم سابق أو مدرب له رصيد كبير فحسب إنما كانسان. وفي احدى السفرات ونحن في طريقنا الى القدس وخلال حديثنا عن المنتخب الالماني اشار الى النجم شفنشتايغر والذي كان حينها لاعبا جديدا في صفوف المنتخب، ولصعوبة الاسم قال لي - "يوسف...كيف تنجح في لفظ هذا الاسم!" فرحت اتهجى له الاسم الالماني وضحكنا كثيرا.
خلال فترة مرضه زرته في منزله وأذكر أنني كتبت مقالا بعد الزيارة بدأته بالكلمات التالية "يخوض المدرب والكابتن النصراوي عزمي نصار مدرب المنتخب الفلسطيني لكرة القدم اصعب مباراة في ملعب حياته، بعد أن اجريت له الاسبوع الماضي عملية جراحية في الرأس لاستئصال ورم، عاد من بعدها الى منزله للراحة وانتظار التقرير الطبي الذي سيصدر مطلع الاسبوع القادم". وكتبت أيضا: "إن ورقة الكابتن عزمي نصار الرابحة هي معنوياته العالية وابتسامته المعهودة التي استقبلنا بها عندما دخلنا منزله في زيارة للأطمئنان على صحته. حقا انه من النادر أن تجد انسانا مر بما مر على عزمي نصار في الاسبوع الاخير وتراه بعد خمسة ايام من العملية الجراحية صامدا قادرا على شرح الظرف المحرج الذي دخله فور اكتشاف الورم في رأسه. من لا يعرف المدرب عزمي نصار يجهله. فهو الان يجلس ويفكر بعمق ويضع التكتيك المناسب للانتصار على وعكته، ذلك الطعم الذي اعتاد عليه منذ أن كان لاعبا نجما وتحول بعد ذلك الى مدرب صاحب عين ثاقبة منتصرا في غالب الاحيان محققا للانجازات". هذا ما كتبته عن المرحوم عزمي نصار فور خروجي من منزله في تلك الايام محاولا أن ارفع من معنوياته، كما فعل معي يوم زيارته لي معزيا بوفاة والدي. وأذكر حتى يومنا هذا ما قاله عزمي نصار لي في منزله في وقت عصيب كان يمر عليه: "أنا اعرف أنني لست ملكا لنفسي إنما للناس الذين احبوني ويتابعوني دائما".

كلمات مؤثرة
6 سنوات مضت على رحيل عزمي نصار فقيد الكرة العربية، وما من شك أن كرة القدم أكثر الفروع الرياضية شعبية في وسطنا تفتقد له. لقد ترك النصار فراغا رياضيا كبيرا، كيف لا وهو الذي قال بعد أن قاد فريق مكابي الاخاء الناصرة لتحقيق الارتقاء التاريخي الى الدرجة العليا في تاريخ ذهبي لا ينسى 2003-5-24 جملة دخلت التاريخ الاسرائيلي من اوسع ابوابه. لقد قال النصار حينها: "إن كل السياسيين الذين يتحدثون في يومنا عن السلام رأوا اليوم ما هو السلام الحقيقي. لقد فزت على الجميع. على شارون وعلى عرفات (كانت حينها المنطقة تعيش أزمة بعد عمليات تفجيرية في العمق الاسرائيلي واجتياح مخيم جنين - المحرر). انظروا كيف يتعانقون ويقبلون بعضهم هنا. عرب ويهود ودروز ومسيحيون. هكذا يجب أن نعيش". كانت كلمات مؤثرة ما زالت محفورة في الذاكرة لم يقلها شخص عادي. رحم الله عزمي نصار واسكنه فسيح جناته.

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة