الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 01:01

لبيد يتعاطف مع ريكي كوهين وينسى أم محمد وأم بولس/ بقلم: يوسف شداد

كل العرب
نُشر: 02/04/13 19:24,  حُتلن: 07:37

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

يوسف شداد رئيس تحرير موقع العرب في مقاله:

عندما قرأت عن نموذج ريكي كوهين وزوجها من الخضيرة وراتبهما الذي يصل الى 20 الف شيكل شهريا وعدم تمكنهما من تغطية مصاريف الشهر  قفزت الى ذهني صورة لحالة المرأة العربية في بلادنا التي تعاني من سياسات التمييز والإقصاء من مجتمعها ومن الدولة وتعيش ذلا وفقرا

أم أحمد وأم محمد وأم جريس وأم بولس من أم الفحم والناصرة وسخنين وشفاعمرو وكل الامهات العربيات في البلاد على عكس ريكي كوهين من الخضيرة يعانين من نسبة فقر عند النساء العربيات تصل الى 56% في المجتمع العربي في عام 2012 على عكس النساء اليهوديات اللواتي يجدن الكثير من فرص العمل مفتوحة امامهن

إن اكثر من نصف السيدات العربيات في البلاد فقيرات ويتقاضين الحد الأدنى من الراتب وهنالك سيدات لا يصل راتبهن الشهري الى الحد الادنى بحسب القانون ويذقن الذل

هنالك سيدات عربيات لا يسافرن الى خارج البلاد للاستجمام وترفيه النفس ويشتهين ركوب الطائرة كما تسافر ريكي كوهين وزوجها للاستجمام والتعرف على العالم ويشتهين الثياب الجديدة واللقمة الساخنة ويتحملن الذل ويتمسكن رغم الصعاب بعملهن ويقبلن بالعيشة المذلة لتربية الاولاد

لماذا لا تكون أم محمد وأم جريس في نموذجك يا حضرة الوزير لبيد كما هي ريكي كوهين ؟ لماذا لا تسعى لرفع أجورهن ليتمكنّ من مساعدة الرجل في اقتصاد المنزل ؟ ولماذا يستثنى المجتمع العربي وتلغى اهميته في الاقتصاد الاسرائيلي ؟

 

 قامت الدنيا ولم تقعد في اسرائيل بعد أن كتب وزير المالية يائير لبيد عن خطته الاقتصادية الجديدة والتي طرحها على موظفي وزارة المالية في اجتماعهم الأخير، وهي الخطة التي تحمل رمزها امرأة تدعى ريكي كوهين (37 عاما) متزوجة لرجل يعمل في مجال الصناعات التكنولوجية – الهايتك- ويبلغ دخلهما معا مبلغ 20 الف شيكل شهريا، ورغم ذلك فإن هذا المبلغ لا يغطي مصاريفهما في الشهر الواحد لأن الضرائب تقتطع نسبة كبيرة جدا من راتبهما، الامر الذي لا يمكّنهما من "شراء منزل لولدهما في المستقبل البعيد"، كما قال لبيد. وكان ما اثار أحزاب المعارضة في اسرائيل ما قاله لبيد عن ريكي كوهين الشخصية الوهمية التي استعملها لشرح رؤيته الاقتصادية الجديدة أمام موظفي وزارة المالية ، ووصفه لها بأنها "عماد الاقتصاد الاسرائيلي وأنه لولاها لانهار كليا" إذ طالبه البعض بأن يهتم بالطبقات الفقيرة المستضعفة التي لا يتعدى دخلها الشهري 5000 شيقل.

كلمة حق أقولها عن شخص وزير المالية لبيد بأنه ليس منافقا ولا متلونا وليس بياعا للكلام. لسان حاله يقول "هذا أنا وهذه هي خطتي الاقتصادية لتقاسم العبء في اسرائيل والتي تحدثت عنها في دعايتي الانتخابية"، ولكن....عندما قرأت عن نموذج ريكي كوهين وزوجها من الخضيرة وراتبهما الذي يصل الى 20 الف شيكل شهريا ، قفزت الى ذهني صورة لحالة المرأة العربية في بلادنا التي تعاني من سياسات التمييز والإقصاء من مجتمعها العربي أولا ومن الدولة ثانيا.
 
بين ريكي كوهين والمرأة العربية
فأم أحمد وأم محمد وأم جريس وأم بولس من أم الفحم والناصرة وسخنين وشفاعمرو وكل الامهات العربيات في البلاد، على عكس ريكي كوهين من الخضيرة فإنهن يعانين من نسبة فقر عند النساء العربيات تصل الى 56% في المجتمع العربي في عام 2012 ، على عكس النساء اليهوديات اللواتي يجدن الكثير من فرص العمل مفتوحة أمامهن. يا ترى، هل وزير المالية لبيد مطلع على هذه الاحصائية؟. إن اكثر من نصف السيدات العربيات في البلاد فقيرات ويتقاضين الحد الأدنى من الراتب، وهنالك سيدات عربيات لا يصل راتبهن الشهري الى الحد الادنى بحسب القانون، ويذقن الذل ولا يسافرن الى خارج البلاد للاستجمام ولترفيه النفس كما تسافر ريكي كوهين وزوجها للاستجمام والتعرف على العالم ، ويشتهين ركوب الطائرة وشراء الثياب الجديدة واللقمة الساخنة ويتحملن الذل ويتمسكن رغم الصعاب بعملهن ويقبلن بالعيشة المذلة لتربية الاولاد. لماذا لا تكون أم محمد وأم جريس في نموذجك يا حضرة الوزير لبيد كما هي ريكي كوهين ؟ لماذا لا تسعى لرفع أجورهن ليتمكنّ من مساعدة الرجل العربي في اقتصاد المنزل ؟ ولماذا يستثنى المجتمع العربي وتلغى اهميته في الاقتصاد الاسرائيلي ؟ اليست أم محمد ايضا تدفع الضرائب ولا تتهرب منها كما تدفعها ريكي كوهين ؟ لقد قلت يا حضرة الوزير لبيد ان ريكي كوهين وزوجها لن يتمكنا من شراء منزل لأحد اولادهما وهذا حقا مؤسف. لكن الا تعلم ان أم محمد وزوجها ما زالا يحلمان بشراء بيت صغير يجمعان فيه احلامهما الجميلة ؟ الا تعلم انهما ما زالا يسكنان في بيت بالأجرة منذ 25 عاما وقد حصلا على القروض ليعلما اولادهما وداسا على كل ملذات الحياة لأجلهم ؟.

المراة العربية المكافحة
هنالك سيدات تعملن في وظائف جزئية وتتعرضن للاستبداد من قبل المشغل، وبعد انتهاء دوامهن يعدن الى بيوتهن ويمارسن عملا شاقا اضافيا (كالتطريز وبيع المقبلات والكعك) ليدخلن الى جيوبهن بضع مئات الشواقل، وهذا الى جانب تربية الاولاد والطبخ والمسح وهو العمل التقليدي لربة المنزل اليومي والذي لا يمكن التغاضي عنه والاستهانة به اطلاقا. اذكرك يا حضرة الوزير لبيد أن المرأة العربية في يومنا تقدمت وتطورت ، فهي كاسرة للحواجز ومحطمة للمصاعب، ورغم البطالة المتفشية في مجتمعنا الا أنها تكافح من اجل لقمة العيش ورغيف الخبز مثلها مثل الرجل، ومثلها مثل ريكي كوهين من الخضيرة بل اكثر منها برأيي.
 
انعاش الاقتصاد في البلاد
ادعوك يا حضرة الوزير الى زيارة المدن والبلدات العربية للتعرف على المرأة العربية العاملة ، ولتتأكد بأن دورها ليس هامشيا في اقتصاد المجتمع العربي وبيتها ، والذي بسياستك الداعمة لريكي كوهين والطبقى الوسطى، ستزيد من أزمته وتعاسته ومن الحال الاقتصادي السيء الذي تعيشه المرأة العربية والمجتمع العربي، وستزيد من الفقر المستفحل بين اوساطه. إن توفير كل الشروط اللازمة للمرأة العربية للخروج الى سوق العمل هو من مسوؤلية الحكومة الاسرائيلية ووزارتي المالية والصناعة والرفاه الاجتماعي ، ومن هنا يكمن التغيير الاقتصادي وانطلاقا من هذه النقطة بالإمكان انعاش الاقتصاد في البلاد لأن المجتمع العربي هو مركب اساسي في الاقتصاد الاسرائيلي اذا تم التعامل معه بعيدا عن نظرية ريكي كوهين وبعيدا عن التهميش.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net

مقالات متعلقة