الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 01:01

العنف الإلكتروني في الفيسبوك والانتخابات المحلية / بقلم: يوسف شداد

بقلم: يوسف شداد
نُشر: 19/04/13 12:35,  حُتلن: 17:21

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

يوسف شداد رئيس تحرير موقع العرب في مقاله:

احذر من دعوات صريحة الى عنف وشغب عبر صفحات الفيسبوك ومن مسميات فيسبوكية مشبوهة تستغل الشباب العرب ومزاجهم "الحامي" لمصلحة هذا الرئيس أو ذاك المرشح او أي حزب سياسي كان لمجابهة خطر العنف الالكتروني عبر الفيسبوك

ما تشهده صفحات الفيسبوك الانتخابية يعكس حالة مرضية اجتماعية مستعصية اصبح من الصعب تحسينها والمخفي أعظم لانه لا يمكن توقع ما الذي تحمله لنا الاشهر المقبلة

الناظر الى صفحات الفيسبوك التي تحمل هذا المضمون العنيف "السام" لمجتمعنا يستنتج تماما سبب العنف المتفشي في شوارعنا وحاراتنا وبلداتنا العربية والذي فشلنا في كبح جماحه والقضاء عليه

فإذا كانت الصفحة الفيسبوكية تحمل احقادا وضغينة وكرها لبعضنا البعض على هذا النحو فليس غريبا ان يطعن شخص شابا لأنه نظر اليه نظرة لم تعجبه في الشارع! ليس غريبا ان نقتل بعضنا بعضا في شجار على موقف سيارة!

يظهر بوضوح وبشكل مقلق تعصب اشخاص على مستوى ديني وسياسي ما يثير جدلا طائفيا وحقدا كان مخفيا وأصبح ظاهرا في عملية "تغذية" حزبية ومجتمعية وسياسية للفتنة الفئوية من خلال الفيسبوك

سيجد مرشح الرئاسة والعضوية ان عليه تحقيق انتصارين للنيل من هدفه السياسي المحلي فالاول يتمثل بتحقيق انتصار فيسبوكي بين جماعته وعلى صفحته – حشد اكبر عدد ممكن من اللايكات والاصدقاء والثاني في صناديق الاقتراع

يكثر من خلال دردشة الاصدقاء الفيسبوكيين على واجهة هذه الصفحات التلطيخ والتجريح والتشهير برؤساء البلديات وأعضاء مجالس بشكل غير مسبوق ويحتدم النقاش الفيسبوكي ليصبح ساخنا وكل ذلك بلا رقيب ولا حسيب

عبر هذا المنبر أحذر وبشدة من خطورة الانزلاق الى هاوية العنف والبطش مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية جراء ما يكتب على صفحة الفيسبوك من تحريض أرعن وانفلات لفظي وإهانات

المعركة الانتخابية التي ستشهدها السلطات المحلية العربية في شهر اكتوبر من هذا العام ، ستختلف اختلافا كليا عن منافسات انتخابية سابقة للظفر بالرئاسة والعضوية ، لسبب واحد ووحيد الا وهو موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك والذي تحول في الشهرين الأخيرين الى مساحة اعلانية ودعائية لمرشحي الرئاسة والعضوية وللناشطين السياسيين المحليين المؤيدين للجبهة والتجمع والحركة الاسلامية، وكل الحركات الشعبية الاخرى التي تنادي من اجل التغيير.

إحتدام النقاش الفيسبوكي
فهنالك صفحات فتحتها اطراف سياسية في مدن وبلدات عربية مختلفة في موقع الفيسبوك ، ضد رؤساء بلديات وسلطات محلية في محاولة منها للتأثير على الناخبين وحشدهم ضد فصيل سياسي معين ، وهنالك صفحات تحمل اسم "أنا ضد الرئيس فلان والرئيس علان " تنهج سياسة "فضحهم" من خلال كتابة ستاتوس أو وضع فيديو أو صورة، بناء على الموضوع الذي يتطرق له صاحب الصفحة. وبين هذا وذاك يكثر من خلال دردشة الاصدقاء الفيسبوكيين على واجهة هذه الصفحات التلطيخ والتجريح والتشهير برؤساء البلديات وأعضاء مجالس بشكل غير مسبوق ، وفي كثير من الأحيان يحتدم النقاش الفيسبوكي ليصبح ساخنا ليتحول بعد دقائق الى مسبات وشتائم وكتابات مشينة دون رقيب أو حسيب بشكل مثير للاشمئزاز.

تعصب ديني وسياسي
كما ويظهر بوضوح على صفحة الفيسبوك وبشكل مقلق تعصب اشخاص على مستوى ديني وسياسي ، ما يثير جدلا طائفيا وحقدا كان مخفيا وأصبح ظاهرا في مشهد أقل ما يقال عنه أنه "تغذية" حزبية ومجتمعية وسياسية للفتنة الفئوية والحاراتية والحمائلية والطائفية. كل ذلك على صفحة الفيسبوك التي تحولت في السنتين الاخيرتين الى سلاح ذي حدين لا ترحم أحدا ولا يسلم منها حتى صاحبها، وخصوصا من الشباب المتسرع العنيف الذي يهدد ويتوعد على الصفحة ويحولها الى مكان لسكب احقاده والتعبير عن احباطه على جميع المستويات.

حالة مرضية اجتماعية مستعصية
إن الناظر الى صفحات الفيسبوك التي تحمل هذا المضمون "السام" لمجتمعنا يستنتج تماما ما هو المسبب للعنف المتفشي في شوارعنا وحاراتنا وبلداتنا العربية، والذي فشلنا في كبح جماحه والقضاء عليه بقطع رأسه. فإذا كانت الصفحة الفيسبوكية تحمل احقادا وضغينة وكرها لبعضنا البعض على هذا النحو، فليس غريبا ان يطعن شخص شابا لأنه نظر اليه نظرة لم تعجبه في الشارع! وليس غريبا ان نقتل بعضنا بعضا في شجار على موقف سيارة! وليس عجيبا ان نستعمل السلاح ونطلق النار ونجرح ابرياء في شجار حمائلي خلفيته تافهة !.
إن ما تشهده صفحات الفيسبوك المذكورة يحول المواجهة من الشارع الى الصفحة الفيسبوكية لتعود مرة اخرى الى الشارع، ويعكس حالة مرضية اجتماعية مستعصية اصبح من الصعب تحسينها والمخفي أعظم ، لانه لا يمكن توقع ما الذي تحمله لنا الاشهر المقبلة، والتي ستشهد سخونة الاجواء الانتخابية في المدن والبلدات العربية، في صراع على الكراسي بين ابن عائلة فلان وابن حمولة علان.
وأمام هذه الحقيقة سيجد مرشح الرئاسة والعضوية نفسه امام مهمتين لتحقيق انتصارين للنيل من هدفه السياسي المحلي. الاولى تتمثل بتحقيق انتصار فيسبوكي بين جماعته وعلى صفحته – جمع آلاف اللايكات والاصدقاء المنضمين الى الصفحة ، والثانية الفوز في صناديق الاقتراع، ولا جدال على ان المرشحين قبل الانتخابات يبدأون ببناء بلدياتهم ومشاريعهم وحصونهم الملحية عبر صفحة الفيسبوك أولا، مستغلين قوتها الاعلامية الرهيبة وهذا من حقهم لأنها منصة عريضة وكبيرة، لكن بالمقابل عليهم المراقبة ومنع دعوات العنف وشطب كل من يحرض من على صفحاتهم او يجرح مشاعر أي طرف سياسي أو ديني او جهة اجتماعية اخرى، حفاظا على اجواء خالية من التوتر والاحتقان قد تنعكس في تصرفات متهورة وغير مسؤولة في كل لحظة.

خطورة الانزلاق الى هاوية العنف
عبر هذا المنبر أحذر وبشدة من خطورة الانزلاق الى هاوية العنف والبطش مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية جراء ما يكتب على صفحة الفيسبوك من تحريض أرعن وانفلات لفظي وإهانات. وعبر هذا المنبر احذر من دعوات صريحة الى عنف وشغب عبر صفحات الفيسبوك، ومن مسميات فيسبوكية مشبوهة تستغل الشباب العرب ومزاجهم "الحامي" لمصلحة هذا الرئيس أو ذاك المرشح او أي حزب سياسي كان. إن مجتمعنا ومع اقتراب يوم الانتخابات سيواجه خطر العنف الالكتروني عبر الفيسبوك وعلينا ان نكون مستعدين لمجابهته. الا يكفينا ما زعزعته الجريمة من استقرار في مجتمعنا؟. الانتخابات يوم ومدننا وبلداتنا العربية دوم. اوقفوا العنف الالكتروني القادم...وإلا فالندم آت.

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة