الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 23:01

فلسطينيو الداخل وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني/ بقلم: ابراهيم خطيب

كل العرب
نُشر: 22/04/13 16:59,  حُتلن: 07:50

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

ابراهيم خطيب في مقاله:

جهود إعادة هيكلة منظمة التحرير في هذه المرحلة تسير بشكل بطيء

تشير التقارير إلى أن انتخاب منظمة التحرير وهنا أقصد المجلس الوطني الفلسطيني ستشمل فلسطيني الضفة الغربية وغزة وفلسطيني الشتات ولم تشر المحادثات ولو بكلمة واحدة عن وضع فلسطيني الداخل (فلسطيني 48) 

التصويت للمجلس الوطني الفلسطيني من قبل فلسطيني الداخل لا يعني انفصال أو عدم إدراك للواقع الموجود بل هو إبراز لانتمائهم الفلسطيني وإعلان موقف يؤكد فيه أن الفلسطينيين في الداخل هم جزء من الشعب الفلسطيني

من نافلة القول أن الفلسطينيين في الداخل هم أصحاب البلاد وهم فلسطينيون أًصليون حافظوا على هويتهم وقضيتهم وبالتالي لا يحق لأي أحد أن يقصيهم أو أن يهمش دورهم، وهنا يجب على القيادات الفلسطينية في الداخل التنبه لهذا الأمر

تغييب رأي أكثر من مليون فلسطيني من تحديد ملامح المستقبل الفلسطيني الذين هم ركيزته الحية وبوابته الحقيقية التي تربط القضية بالزمان والمكان بوتد ما قبل النكبة يعني بالبنط العريض التخلي عن حق العودة وعن حقوق اللاجئين وعن حقوق المهجرين

عملية تغييب الوعي الجمعي للشعب الفلسطيني بأن أبناء حيفا ويافا والناصرة وأم الفحم إن تمت هم أبناء الشعب الفلسطيني وجزء لا يتجزأ من نسيجها الوطني هي عملية مخزية ولا أظن أن القيادة الفلسطينية وخصوصاً في حماس ترضى بها

في خضم الربيع العربي يتطلع الشعب الفلسطيني بكافة مركباته لحراك فلسطيني أقله أن تكون هناك مصالحة فلسطينية تسعى لتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني، ويأتي في الصمام من ذلك بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أساس حر يمثل تطلعات وآمال الشعب الفلسطيني بالتحرر وكنس الاحتلال عن أرض فلسطين.

يبدو أن جهود إعادة هيكلة منظمة التحرير في هذه المرحلة تسير بشكل بطيء، ولكن مما يتضح ويرشح من مناقشات فتح وحماس أن هناك توافق معين حول هذا الشكل الجديد لمنظمة التحرير بعد إعادة هيكلها يقوم على انتخابها بشكل مباشر من أبناء الشعب الفلسطيني، طبعاً هذه الجهود هي جهود ضرورية لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وإعادة صياغة المشروع الوطني الفلسطيني ولكن! ولكن ما يفاجئ ويصدم هو ما رشح عن هذه المناقشات حيث تشير التقارير إلى أن انتخاب منظمة التحرير وهنا أقصد المجلس الوطني الفلسطيني ستشمل فلسطيني الضفة الغربية وغزة وفلسطيني الشتات، ولم تشر المحادثات ولو بكلمة واحدة عن وضع فلسطيني الداخل (فلسطيني 48) ونتمنى أن يكون ذلك زلة وعدم انتباه لا أن يكون قرار بعدم إعطاء فلسطيني الداخل الحق في المشاركة في تحديد مصير شعبهم.

هوية وقضية
نعم، من نافلة القول أن الفلسطينيين في الداخل هم أصحاب البلاد وهم فلسطينيون أًصليون حافظوا على هويتهم وقضيتهم، وبالتالي لا يحق لأي أحد أن يقصيهم أو أن يهمش دورهم، وهنا يجب على القيادات الفلسطينية في الداخل التنبه لهذا الأمر والمطالبة به كما أنه على القيادة الفلسطينية ممثلة بفتح وحماس والفصائل الأخرى مراجعة نفسها وإدخال هذا الموضوع لجدول أعمال المباحثات والمصالحة. إن إقصاء فلسطيني الداخل من التصويت للمجلس الوطني الفلسطيني له عدة معاني من تمييع الهوية الفلسطينية لفلسطيني الداخل، ودعم بشكل مباشر لمشروع الأسرلة والتعايش مع الإسرائيليين وفق نسق واحد على أنهم شركاء في "الدولة"، كما أن ذلك يعني إخراج الفلسطينيين في الداخل من مضمار النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي مع أنهم – أي فلسطيني الداخل- جزء لا يتجزأ من النضال الفلسطيني ، وسقط منهم الشهداء في سبيل القدس والقضية الفلسطينية وسجن لأجلها الكثر منهم.

المستقبل الفلسطيني
إنَّ تغييب رأي أكثر من مليون فلسطيني من تحديد ملامح المستقبل الفلسطيني الذين هم ركيزته الحية ، وبوابته الحقيقية التي تربط القضية بالزمان والمكان بوتد ما قبل النكبة ، يعني بالبنط العريض التخلي عن حق العودة وعن حقوق اللاجئين وعن حقوق المهجرين ويعني التخلي عن الأوقاف والمقدسات ، ويعني التخلي عن أسرانا في سجون الاحتلال ممن ذهبت زهرات أعمارهم من اجل هذه القضية المقدسة ،وهو تخل فاضح عن المشروع الفلسطيني ، وهو باختصار خيانة لأهل الداخل الفلسطيني ، الذين ما زالوا يرابطون وما زالوا يصابرون ويصبرون ..ويعني ترك فلسطيني الداخل للمجهول بكل تحدياته وآلامه ، وهو باختصار شديد خيانة لمئات آلاف الشهداء والضحايا في مسيرة هذا الشعب منذ إن ابتلي بالاحتلال البريطاني والى هذه اللحظات ، كما أن هذا الأمر يفتح الباب لترك فلسطيني الداخل وحدهم في مجابهة مشروع يهودية الدولة الذي تنادي به المؤسسة الإسرائيلية ، إذ لن يكون من يدعمهم في ذلك ولن يكون من حق منظمة التحرير التدخل في ذلك لكونها لا تمثلهم (وهذه ستكون وجهة نظر المؤسسة الإسرائيلية) وستكون قضية فلسطيني الداخل شأن داخلي إسرائيلي، بالمناسبة هنا يثار التساؤل لماذا تدعم السلطة الفلسطينية الأحزاب العربية في الداخل للمشاركة في انتخابات الكنيست وكذلك تدعو جامعة الدول العربية للمشاركة في انتخابات الكنيست، وبالمقابل لا يمنح الحق للفلسطينيين في الداخل في التصويت للمجلس الوطني الفلسطيني، هل الكنيست الإسرائيلي أولى لفلسطيني الداخل من المجلس الوطني الفلسطيني؟!

تغييب الوعي
إن عملية تغييب الوعي الجمعي للشعب الفلسطيني بأن أبناء حيفا ويافا والناصرة وأم الفحم، إن تمت، هم أبناء الشعب الفلسطيني وجزء لا يتجزأ من نسيجها الوطني هي عملية مخزية ولا أظن أن القيادة الفلسطينية وخصوصاً في حماس ترضى بها. نعم سيقول قائل أنه كيف سيصوت الفلسطينيون في الداخل للمجلس الوطني الفلسطيني وهم يحملون الجنسية الإسرائيلية متناسين أن الفلسطينيين في الداخل هم بالفعل يحملون الجنسية الإسرائيلية ولكنهم ليسوا جزء من الشعب الإسرائيلي اليهودي بل جزء من الشعب الفلسطيني وبالتالي من حقهم التصويت في الهيئة العليا التي تقرر مصير الشعب الفلسطيني، وهنا لا نطالب بالتصويت للمجلس التشريعي للسلطة الفلسطينية – دولة فلسطين في حدود 67- لكونها تمثل فقط أبناء الضفة والقطاع. إن تصويت فلسطيني الداخل وهم يحملون الجنسية الإسرائيلية كما هو تصويت الفلسطيني في الشتات وهو يحمل الهوية الكندية أو البريطانية أم أن أولئك كذلك لم يعودوا فلسطينيين؟ والتصويت للمجلس الوطني الفلسطيني مع حملنا للجنسية الإسرائيلية لا يتعارض لكون المجلس الوطني الفلسطيني هو ممثل لكل الشعب الفلسطيني ونحن منهم، كما هو الإسرائيلي (مع الفرق) الذي يحمل أكثر من جنسية ويصوت للمؤسسة الإسرائيلية.

إبراز للإنتماء الفلسطيني 
إن التصويت للمجلس الوطني الفلسطيني من قبل فلسطيني الداخل لا يعني انفصال أو عدم إدراك للواقع الموجود بل هو إبراز لانتمائهم الفلسطيني وإعلان موقف يؤكد فيه أن الفلسطينيين في الداخل هم جزء من الشعب الفلسطيني. نعم يحملون الجنسية الإسرائيلية ولكن شاء من شاء وأبى من أبى فلسطينيون ينتمون للشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية. وحتى لو لم تجر عملية التصويت هنا في الداخل للمجلس الوطني الفلسطيني بسبب معارضة المؤسسة الإسرائيلية ، فأن هذا الأمر يجب أن لا يُسقط هذا الحق ويجب أن يُحفظ ،وذلك للتبعات القاتلة التي تحملها خطوة كذلك وذكرت بعضا منها آنفا. وهنا يجب على القيادة الفلسطينية مراجعة نفسها وإعطاء الحق (وهو ليس منة بل واجب) لفلسطيني الداخل للتصويت في المجلس الوطني الفلسطيني بعد إعادة هيكلة منظمة التحرير كما يجب على قيادة فلسطيني الداخل ولجنة المتابعة إثارة الموضوع والمطالبة بذلك .. وإلا فأن خطوة كهذه تمسح هوية فلسطيني الداخل الفلسطينية وتلقيها في مكب النفايات .. فهل نرضى بذلك؟!

* ابراهيم خطيب – باحث سياسي في مركز الدراسات المعاصرة 

موقع العرب يفسح المجال امام المبدعين والموهوبين لطرح خواطرهم وقصائدهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع منبرا حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجي إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة