الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 03:02

تفرقة بين اليهود والعرب في سوبر لاند؟ /بقلم:رندة حج يحيى

كل العرب
نُشر: 07/06/13 12:07,  حُتلن: 12:13

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

رندة حج يحيى في مقالها:

مفاد الفصل أن أي لقاء بين الجمهورين في حيز مشترك سيولد فورا مشاعر الكراهية والنفور

قد يكون جهاز التعليم الجهة ذات التأثير الأكبر في تشكيل المنظومة القيمية لمواطني الغد في إسرائيل

في السنوات الأخيرة نشهد تفاقم مظاهر العنصرية ضد المواطنين العرب في إسرائيل والتي تترجم كعنف ضد العرب في الحيز العام أو من خلال التعبير عن أراء تسلب شرعية مشاركة العرب في الحيز العام

واقعة "سوبرلاند" تؤكد على الحاجة المُلحة لتطبيق برنامج شامل في جميع المدارس في البلاد بهدف تربية الأجيال الصاعدة على الحياة المشتركة بين اليهود والعرب

قررت إدارة مدينة الملاهي "سوبر لاند" فصل الفصل بين الأيام الترفيهية للمدارس اليهودية وبين المدارس العربية. حتى وإن كان سبب هذا القرار المشين هو الرغبة في منع العنف بين الطلاب العرب واليهود، كما تقول إدارة المكان، فإنه يحمل في طياته رسالة خطيرة جدا للطلاب العرب واليهود، مفادها أن أي لقاء بين الجمهورين في حيز مشترك سيولد فورا مشاعر الكراهية والنفور، ولهذا السبب يجب الفصل بينهما. أنا أعلم أن هناك حل آخر: في إطار برنامج اللقاءات التي أقوم بالتنسيق لها، يلتقي آلاف الطلاب طوال السنة الدراسية. الرسالة المُهمة بالنسبة لجميع الطلاب هي رسالة التربية لقيم المساواة، الاحترام المتبادل ومشاركة الحيز العام الذي هو ملك للجميع.
إن قرار إدارة "السوبرلاند" هو مجرد عَرَض لمشكلة أكثر عمقا. منذ قيام الدولة يعمل جهاز التعليم العربي – الرسمي بصورة منفصلة عن التيارات الأخرى في المجتمع الإسرائيلي. اللقاء الأول بين العرب واليهود قد يتم فقط في الجامعة أو في مكان العمل. انعدام المعرفة وحالة النفور بين الطلاب العرب والطلاب اليهود، مواطنو الغد، تزداد عمقا.

علاج المشكلة قبل وقوعها
في هذا الواقع تنمو وتتبلور الآراء النمطية والعنصرية. وفعلا، في السنوات الأخيرة نشهد تفاقم مظاهر العنصرية ضد المواطنين العرب في إسرائيل، والتي تترجم كعنف ضد العرب في الحيز العام، أو من خلال التعبير عن أراء تسلب شرعية مشاركة العرب في الحيز العام كمواطنين أصحاب حقوق متساوية.
في إطار عملنا بمشاركة وزارة التربية والتعليم، نقوم بتفعيل مبادرة تساهم، في رأينا، في "علاج المشكلة قبل وقوعها". "اللغة كجسر ثقافي" هي مبادرة تهدف إلى التعامل مع مشكلة الفصل بين الطلاب اليهود والعرب وعواقب هذا الأمر. يشمل البرنامج ثلاثة مركبات: تعلم اللغة العربية وثقافتها في صفوف الخامس-السادس في المدارس اليهودية على يد معلمين ومعلمات عرب، لا يقومون بتدريس اللغة العربية فحسب، إنما يُشكلون أيضا سفراء لثقافتهم ومجتمعهم؛ برنامج اللقاءات للطلاب والمعلمين، والتي تعقد في نحو 60 مدرسة يهودية وعربية في شمال البلاد؛ والإثراء في الثقافة العبرية- الإسرائيلية المعاصرة، والتي تعقد في نحو 70 مدرسة عربية.

الفعاليات المهمة والقيّمة
إن النتائج الإيجابية لهذه التجربة وللتعارف المباشر والمتواصل بين اليهود والعرب تُشجعنا على مواصلة العمل في هذا المشروع والسعي لتوسيعه قدر الإمكان. هكذا مثلا، تعتبر الأيام الترفيهية والرحلات في إطار برنامج اللقاءات الذي نقدمه ("لقاءات يا سلام") النقيض التام لفكرة الفصل بين الجمهورين التي تقف وراء قرار إدارة "السوبرلاند". وفي مدينة عكا المُختلطة عقدنا سوية مع "الشبكة الخضراء" ومع البلدية يوم لقاء مشترك لجميع المدارس العربية واليهودية في المدينة حول موضوع الاستدامة وجودة البيئة. الطلاب أمضوا يوما كاملا على شاطئ البحر، وطبقوا مبادئ الاستدامة البيئية وتحدثوا مع بعضهم البعض وعاشوا سوية حياة مشتركة. في حيفا عقدت مدراس ابتدائية عربية ويهودية، بشكل ثنائي، جولات في أنحاء المدينة بقيادة جمعية حماية الطبيعة وبمشاركة البلدية، في إطار نفس البرنامج. تجدر الإشارة أن المشاركة في هذه الفعاليات المهمة والقيّمة لا تقتصر على الطلاب فقط، بل ويشارك في إعدادها وبلورتها الإدارات وهيئات التدريس في المدارس العربية واليهودية. سوية يبنون برنامج الفعالية ويشرحون للطلاب التزامهم الأخلاقي لوجود حيز عام متساو ومشترك.

تشكيل المنظومة القيمية
قد يكون جهاز التعليم الجهة ذات التأثير الأكبر في تشكيل المنظومة القيمية لمواطني الغد في إسرائيل. قبل أسبوع من انتشار خبر واقعة في "سوبرلاند" الخطيرة، تحدث وزير التربية والتعليم في لجنة التعليم في الكنيست بشكل إيجابي عن برامج اللقاءات بين الطلاب اليهود والعرب. الوزير رفض ادعاءات بعض أعضاء الكنيست الذين قالوا أن هذه اللقاءات تمس بتشكل الهوية اليهودية للطلاب اليهود. من تجربتنا الميدانية فإننا نعلم أن المدارس، العربية واليهودية، سعيدة بالمشاركة في هذا البرنامج. واقعة "سوبرلاند" تؤكد على الحاجة المُلحة لتطبيق برنامج شامل في جميع المدارس في البلاد بهدف تربية الأجيال الصاعدة على الحياة المشتركة بين اليهود والعرب.

• تعمل كاتبة المقال كمنسقة برنامج اللقاءات "يا سلام" التابع لجمعية مبادرات صندوق إبراهيم

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة