للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
مؤلمة ومخزية هي المشاهد التي بثتها الفضائيات في الاسابيع الاخيرة لطوابير الناس امام المخابز المصرية من اجل الحصول على رغيف الخبز...
في المشاهد تزاحم وجماهيرغاضبة توحي بأن الوضع غير انساني البتة، بل هو صراع منفلت من اجل البقاء. خاصة عندما نسمع بعض الفتاوى الصادرة من اكثر من مصدر والتي تتحدث عن من يسقط في هذه الطوابير بأنه شهيد.
لقد وعد الرئيس الراحل أنور السادات الشعب المصري بالرخاء والرفاهية اذا ما مصر وقعت اتفاقية سلام مع العدو الاسرائيلي...
هذه الجزرة التي كان النظام المصري قد طرحها عشية توقيع اتفاقيات كامب ديفد عام 1978 لتمرير الاتفاقيات التي اقدمت عليها مصر منفردة ضاربة آنذاك وحدة الصف العربي وملحقة بالقضية الفلسطينية اكبر الاذى لعدم مطالبة اسر ائيل الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، حيث استطاع العدو الصهيوني من خلال هذه الاتفاقيات اخراج اكبر دولة عربية من معادلة الصراع العربي - الاسرائيلي ولتزداد حالة الضعف العربي امام عربدة اسرائيلية واضحة المعالم حتى اليوم.
كانت سياسات النظام المصري التي قادها انور السادات قبل رحيله واستمر بها النظام الحالي تقوم على توفير الرساميل المرصودة للشؤون العسكرية والمجهود الحربي وتحويلها الى تنمية الاقتصاد المصري. وكان النظام يتغنى بهذه السياسة على اعتبار انها مفخرة وعبقرية ستنقل مصر الى مصاف الدول الغنية والصناعية، وقد سخّر النظام لها الكثير من الكتاب والفنانين الذين صوروا سياسة الانفتاح في ظل السلام مع اسرائيل على انها ستشكل نهاية الفقر في مصر. كما نظر كتاب وفلاسفة البلاط بكل سذاجة على ان هذا السلام سيجلب لمصر خيرات الولايات المتحدة الامريكية .. لا، بل خيرات العالم الغربي كله أسوة باسرائيل الغارقة بخيرات الغرب.
ماذا حدث .. لماذا هذه الطوابير في مصرتصطف للحصول على رغيف الخبز بعد ما يقرب من ثلاثين عاما من وعود الرفاهية والرخاء؟
لدى مصر مساحات شاسعة من الاراضي التي تصلح للزراعة. كما لديها اعداد هائلة من الايدي العاملة، حتى انها تصدر هذه العمالة الى خارج البلاد. ولها ما يقرب من ثلاثين عاما وهي توفر ثمن الرصاص وتوفر السياحة لاعداء الامس. كل هذا ومصر لا تستطيع توفير المكونات الرئيسية لصناعة الرغيف، وتجنب المشاهد المخزية التي رآها العالم خلال الاسابيع الماضية. وهي المشاهد التي يحرص النظام على اخفائها عبر سينما وتلفزيون لا يقدمان سوى سيناريوهات عن حياة مصرية باذخة وبالغة الثراء، حتى يظن المرء ان المصريين لا يسكنون الا في الفلل والقصور وليس في بيوت متداعية آيلة للسقوط وفي المقابر.
ولا ننكر ان هذا الواقع قد التفتت اليه السينما الواقعية وقدمت لنا الصورة على حقيقتها بما لها وعليها في نقد واضح لسياسات النظام.
لا يمكن ان يكون الامن القومي بخير طالما ان الشعب المصري يفتقد لابسط مقومات العيش ، ورغيف الخبز الآتي من الغرب يخضع للمساومات ويجعل مصر اسيرة شروط تمتهن الكرامة الوطنية.
فالامن اول ما يبدأ، يبدأ من لقمة العيش. ورفعة البلاد اول ما تبدأ، تبدأ من الاكتفاء الذاتي.
في مشاهد الطوابير خزي وألم ...
أما الخزي فهو يعني النظام وحده، أما الألم فهو ألمنا على الحال الذي وصل اليه فقراء وجياع مصر...
وعندما الصورة تصل الى هذا الوضع المزري فمن حق المواطن ان يسأل ويحاسب قيادته على سياسات لا تؤدي بالمجتمع المصري الا الى المزيد من الحضيض.
ومن حق المواطن المصري ان يحزن ويغضب على تاريخ طويل من التهميش والتضليل وتغييب الوعي الممنهج من قبل نخبة حاكمة استفردت بمقدرات مصر الهائلة وارسلت بالبلاد الى هذا الجحيم.