للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم الليل في رمضان وفي غيره من الأشهر، عملا بقوله تعالى :(يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا * نصفه أو انقص منه قليلا * أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا * إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا * إن ناشئة الليل هي اشد وطئا وأقوم قيلا) صدق الله العظيم.
ناشئة الليل أي القيام بعد النوم، وأما هي أشد وطئا فهي إصغاء السمع والقلب على فهم القرآن والعمل به، فهذا هو الأصل بقيام الليل وعلى سبيل الوجوب أيضا قوله تعالى: ومن الليل فتهجّد به نافلة عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا)، فكان النبي صلى الله عليه وسلم له الاجتهاد في رمضان ما ليس له في غيره، وخاصّة العشر الأواخر.
كما جاء النص عن عائشة رضي الله عنها وأرضاها في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد مئزره .
وروى احمد عنها رضي الله عنهما قال "كان يجتهد بالعشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها ولقيام رمضان أحاديث كثيرة منها "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له الله ما تقدم من ذنبه". وفي حديث آخر: " إن الله فرض عليكم صيامه وسننت لكم قيامه".
فهذا هو بيان فِعله صلى الله عليه وسلم في قيام العشر الأواخر من رمضان فلنجتهد ونوقظ الأهل ونشد المئزر أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نفوز بجنة عرضها السماوات والأرض داخلين من باب الريان بإذنه تعالى.
** ليلة القدر**
كرّم الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم والأمة الإسلامية بالتوجيه الواضح والساطع في هذه الليلة المباركة فانزل الله تعالى سورة بكاملها في شأن ليلة القدر: (إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر* تنزل الملائكة والروح فيها بأذن ربهم من كل أمر * سلام هي حتى مطلع الفجر).صدق الله العظيم.
والقدر قيل أنها الرفعة وعلو المنزلة وقيل أنها التقدير وكلاهما صحيح، فهي عظيمة الشأن، عالية المنزلة، وهي موضع تقدير الأمور في كل سنة، كما قال تعالى : (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين*فيها يُفرق كل أمر حكيم).
وألف شهر تعدل عبادة 83 سنة فإذا كان قيام ليلها يعدل هذا الزمن كلّه فهي بلا شك عظيمة الشأن والرفعة والتقدير فلنحرص على قيامها ، هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصا على قيامها وإحياء ليلها ، واستدل العلماء بأنها في الليلة السابعة والعشرين من هذا الشهر الفضيل.
ولو تتبّعنا السورة لوجدنا كلمة هي (الضمير) الكلمة عدد 27 في السورة وهذا من باب اجتهاد العلماء الأفاضل، والذي يستحق التنبيه عليه بخصوص هذه الليلة هو أن الله تعالى أكرم الإنسانية فيها بنزول نور الهدى فأزال به ظلام الضلال وإخراج الناس من الظلمات إلى النور.
فأحيى بها القلوب لصالح الأعمال وما يتجدّد بهذه الأمة بربط الأرض مع السماء تنزل الملائكة والروح فيها وهو جبريل عليه السلام ينزل بالتشريع إلى سبيل الرشاد على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ينزل بإذن ربه من كل أمر من تقدير الأمور ووضع الخطّة السماوية لأهل الأرض جميعا وها هي الملائكة تتنزل فيها بكل سلام وكأن الدنيا كلّها في هذه الليلة مبتهجة بما يرفرف عليها من أعلام السلام والخير والأمن والأمان فيجعل للمسلمين الحق بالنداء للعالم كله أن ديننا ورسالة نبينا صلى الله عليه وسلم دين حق وآخر الرسالات التي يتجدد العهد بها كل سنة.
وها هو صلى الله عليه وسلم يدعو الأمة لتكون في تلك الليلة بل وفي كل ليلة رسل سلام حق وحقيقة بعبادتهم واعتكافهم وإحسانهم وكف الأذى واجتهادهم بما يرضي الله تبارك وتعالى فهم في النهار صوّامون، وفي الليل قوّامون، وهاهي الملائكة تتنزل عليهم بسلام حتى مطلع الفجر.
إنها ليلة فريدة من نوعها فهي خير من ألف شهر، سامية في موضوعها، ذات قدر بزمانها، فمن فاته فضلها وحرم خيرها فقد حُرم من عبادة 83 سنة فقد ظلم نفسه.
وقد بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها إذا صادفت تلك الليلة ماذا تقول: فقال قولي: " اللهم انك عفو كريم تحب العفو فأعف عني". نسأل الله لنا وللجميع العفو والعافية وحسن الخاتمة. آمين. . آمين.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net