الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 23:02

ظاهرة التبذير والإسراف في رمضان/بقلم:سعيد فالح بكارنة

كل العرب
نُشر: 03/08/13 21:50,  حُتلن: 22:05

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله الذي فرض علينا صيام شهر رمضان، وفتح لنا فيه أبواب الجنان، ، وغلق أبواب النيران، والصلاة والسلام على نبينا المصطفى العدنان وعلى آله وصحبه الكرام.

عادات وظواهر
إن من أهم العادات والظواهر التي نلاحظها في شهر رمضان المبارك عند كثير من الناس هو المبالغة في الإنفاق والمصروفات خلال أيام الشهر المبارك، حيث يتهافت الناس على المتاجر والحوانيت والمجمعات التجارية الكبيرة لشراء الأطعمة والأغذية والفواكه والحلويات. كما أن موائد الإفطار الرمضانية التي تقام في هذا الشهر المبارك وإن كان بعضها له أهداف نبيلة – إلا أن كثيرا منها تحتوي على مظاهر الإسراف والتبذير .
كما أنه نسمع كل يوم عن استعمال مفرط في المفرقعات التي تكلف مبالغ طائلة إلى جانب كونها مصدرا أساسيا من مظاهر الإزعاج.

الإعتدال في المصروفات 
وإن من الغريب أن الصيام في شهر رمضان مدعاة إلى التقليل من النفقات والإعتدال في المصروفات، ورغم ذالك تشكو بعض العائلات من إرتفاع كبير في النفقات المالية في هذا الشهر المبارك !
ومما لا شك فيه أن التبذير والإسراف سلوك مذموم في الدين، قال تعالى: "وكُلُوا واشْرَبُوا ولا تُسْرِفُوا إنَّهُ لا يُحِبُّ المُسْرِفِين " ( سورة الأعراف آية 31 ). وقال تعالى " إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين " ( سورة الإسراء آية 27 )
بالإضافة إلى ذلك فإن التبذير والإسراف في النفقات يتنافى مع القيم التي من أجلها شرع الصوم ، حيث أن العلة من الصوم هي أن يربي النفس ويعودها على الصبر وتحمل المصاعب والمشقات ، وكي يشعر الغني مع الفقير الجائع فيدفعه ذلك إلى الرأفة به ومد يد العون والتصدق بما فاض من ماله .
وقد بين الله سبحانه وتعالى أن الاعتدال في الإنفاق من صفات المؤمنين : "والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما " ( سورة الفرقان آية 67).
وقال تعال : " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا " ( سورة الإسراء آية 29 )
وروي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا ما لم يخالط إسرافا ولا مخيلة"
كما أن مظاهر الإسراف والتبذير تأتي في وقت يعيش فيه الناس في بلادنا وكثير من البلدان العربية أوضاعا اقتصادية واجتماعية صعبة ، حيث تؤكد الإحصائيات ارتفاعا ملحوظا في نسبة العائلات العربية التي تعيش تحت خط الفقر في بلادنا ، كما أنه لا يخفى علينا المجاعة التي يعانيها كثير من العرب والمسلمين خاصة في الصومال والسودان .

الإسراف والتبذير
ويعتبر الإسراف والتبذير سلوكا مكتسبا يكتسبه الأطفال من ذويهم الكبار فينشأ جيل مسرف مبذر لا يعرف للمال أي قيمة ، ولا للاعتدال في الإنفاق أي أهمية مما يؤدي إلى ضعف في اقتصاد المجتمع الذي يعاني أصلا من ضعف اقتصادي كبير .
وتجدر الإشارة أن هناك صورا أخرى للإسراف عند بعض الصائمين وهي الإسراف في النوم فوق القدر المطلوب،و كثرة الزيارة في غير طائل وبلا فائدة،والإكثار من الخلطة بالناس لغير مصلحة ،والاجتماع بالآخرين لغير نفع فتضيع الأوقات الثمينة هدرا.
ومن هنا فهذه دعوة نوجهها إلى الجميع وخاصة في هذا الشهر المبارك العظيم أن يتقوا الله في أموالهم ويعتدلوا في نفقاتهم وأن يتذكروا أن لهم إخوانا يعيشون أوضاعا عصيبة ، وأن يؤدوا زكاة أموالهم وصدقة فطرهم التي أمر بها الشارع الحكيم .

الناصرة 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة