الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 04:01

فخامة الرئيس وانتخابات السلطات المحلية العربية/ بقلم: وديع عواودة

كل العرب
نُشر: 15/08/13 18:39,  حُتلن: 11:49

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

وديع عواودة في مقاله:

بالحكم على الشروط الموضوعية لا يقل بعض رؤساء البلديات في البلاد هنا خطورة عن الرؤساء والأمراء وأصحاب السمو في الوطن العربي

تختلف الأماكن والوجوه من الناصرة وديرحنا والمشهد وكفركنا والبعنة وغيرها لكن الحالة واحدة والذرائع المهترئة متطابقة:"الشعب يريد" و "ما في بديل"

بطبيعة الحال تحتاج المدن والقرى العربية لدماء شبابية في مجال الحكم المحلي أيضا لمرشحين تحركهم طاقة جديدة بحوزتهم خطة أهداف وأدوات مغايرة تعتمد لغة العصر وتتحلى بالنظافة والشفافية

كيف لا تتكرس هذه الأنماط السياسية بالساحة المحلية وقد مورست في الكنيست حيث تم تعديل الدستور عدة مرات لفتح المجال أمام استمرار الزعيم بالتمثيل البرلماني نيابة عن الجبهة والتجمع والموحدة

طالما تكشف الانتخابات للسلطات المحلية العربية عن عدة عيوب بنيوية ومفصلية تتعلق بالمجتمع وبالقيادات على حد سواء. وتعكس الانتخابات المحلية الوشيكة ما يزيد الطين بلة، يكمن بطرح رؤساء سابقين وحاليين ترشحيهم لرئاسة المجلس البلدي للمرة الرابعة والخامسة والسادسة.
تختلف الأماكن والوجوه من الناصرة، ديرحنا،المشهد،كفركنا،البعنة،البعينة- نجيدات،كفرمندا،عين ماهل وغيرها لكن الحالة واحدة والذرائع المهترئة متطابقة:" الشعب يريد " و" ما في بديل". بصرف النظر عن انتمائه السياسي (إن كان مرشحا حزبيا أو مستقلا أو حمائليا) وعن الكفاءات المهنية والثقافية كيف يمكن لرئيس سلطة محلية أن يواصل مشوار العطاء بعد عشرين وثلاثين عاما من رئاسة السلطة؟ حتى لو حوّل مجلسه البلدي لديوان مخترة وملهاة يومية لن يفلت الرئيس المخضرم من التكلسّ ونجا من استنزاف الطاقات والإرهاق المتراكم وهي سيرورة تفرغه من الطاقة على الخلق والتجديد والعطاء في الرؤية والتطبيق.

دماء شبابية
بطبيعة الحال تحتاج المدن والقرى العربية لدماء شبابية في مجال الحكم المحلي أيضا،لمرشحين تحركهم طاقة جديدة بحوزتهم خطة أهداف وأدوات مغايرة تعتمد لغة العصر، وتتحلى بالنظافة والشفافية. حينما يعاد انتخاب رئيس بعد دورات متتالية فالنتيجة بمعظم الأحيان تكون واحدة،خمول وجمود وفساد. بالطبع،تزداد خطورة الظاهرة حينما تشارك الأحزاب في تكريسها، لاعتبارات نفعية وشخصية على حساب مصالح الجماعة ما يسهم بجعل الرؤساء بؤساء ونحن لتعساء. الخسارة هنا مزدوجة لأن مثل هؤلاء الرؤساء لن يقدموا لمواطنيهم بقدر ما كان سيقدمه رؤساء جدد وببنفس الوقت هم يمنحون الظاهرة الشرعية خاصة عندما يتم انتهاك الدستور الحزبي الذي يحدد ولايتين أو ثلاث للرئيس. عندها يصبح رؤساؤنا هنا أكثر قربا لممارسات رؤسائهم هناك،في القاهرة وطرابلس وتونس بفارق جوهري أننا ما زلنا بعيدن عن القول لساستنا " شكر الله سعيكم..لقد هرمنا ".

تضخم " الأنا "
بالحكم على الشروط الموضوعية لا يقل بعض رؤساء البلديات في البلاد هنا خطورة عن الرؤساء والأمراء وأصحاب السمو في الوطن العربي. هناك تضخم " الأنا " وتعمقت طبائع الاستبداد لدى من تحت تصرفهم جيوش وبحور من النفط والغاز أما هنا فحالة انتفاخ " الأنا " لدى بعض هؤلاء يصعب فيصعب فهمها. قبل سنوات زرنا مقر مجلس محلي البعنة فاسترعت انتباهنا لوحة رخامية كبيرة كتب عليها " شيّد هذا البناء في عهد فخامة الرئيس مصطفى حصارمة ". وهكذا في كفرمندا بعهد فخامة الرئيس طه عبد الحليم،المرشح الجديد جدا للانتخابات الآن. في سره يحتار المرء كيف كان سيتصرف رؤساء عنا لو امتلكوا 10% من أسباب القوة هناك أو أداروا دولا لا بلديات؟

فيروس التكلس
نتيجة مثل هذه الحالات المتكلسة تتجلى حيوية فكرة العمل الجماعي والحزب كرافعة للتغيير ولضمان الحقوق والمستقبل. ما نشهده يدلل على أن فيروس التكلس قد تسلل للأحزاب العربية التي تشارك بالسباحة داخل المستنقع طمعا بنقاط حزبية تكسبها وبخسارة الحزب المنافس وكأن الغاية تبرر الوسيلة. كيف لا تتكرس هذه الأنماط السياسية بالساحة المحلية وقد مورست في الكنيست حيث تم تعديل الدستور عدة مرات لفتح المجال أمام استمرار الزعيم بالتمثيل البرلماني نيابة عن الجبهة والتجمع والموحدة. وظل الصانع يمتطي البغلة الحزبية حتى خارت قواها سقطت أرضا مستنزفة ويبدو اليوم أنه بصدد محاولة إحيائها طمعا بولاية سابعة في البرلمان. والحركة الإسلامية بشقيها لا تختلف حالا فمعرفة شر ديمونا لأسهل من معرفة الجمهور كيف تدار وتنتخب مؤسساتها وتكرس زعاماتها إلى ما شاء الله. الأحزاب العربية تقف اليوم أمام فرصة جديدة للتغيير في الساحة المحلية فهل تستغلها أم تبقيها مهملة ومهمشة وبأفضل الأحوال تشارك باللعبة بأيد غير نظيفة؟

العمل مع الجمهور
مع أهمية التمثيل العربي في الكنيست الحكم المحلي أهم وبكثر لأنه يعني العمل مع الجمهور الواسع وامتلاك قدرة للتأثير في العمل، التعليم،الرفاه والثقافة وبمجالات أخرى بدونها تبقى الجبهة الداخلية مخترقة ومحتلة من الداخل. وعندها سنبقى نمرا من كرتون رغم توفر طاقات كبيرة وحقيقية تحتاج لمن يستثمرها برؤية وبنفس طويل.

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة