للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
سليمان جودة في مقاله:
ما هو معروض على أبناء فلسطين اليوم من الأرض يمثل 22٪ مما كان معروضاً عليهم في ذلك العام بينما عادت الأرض المصرية كاملة
عندما خطب السادات في الكنيست الإسرائيلي فإنه كان واضحاً للغاية في شرح الهدف من مجيئه وكيف أنه قد جاء للتفاوض من أجل إعادة جميع الأراضي العربية التي جرى احتلالها عام 67 وليس الأرض المصرية فقط
في مثل هذا اليوم بالضبط، من عام 1977، زار الرئيس السادات القدس المحتلة، ولم يكن، حين أقدم على خطوته الشجاعة، راغباً فى زيارة إسرائيل لمجرد أنها إسرائيل، أو لأنه كان يحبها ويموت فيها لا سمح الله، ولكنه كان يريد أن يسترد أرضه من المحتل، وكان يرى أن الزيارة سوف تكون طريقاً إلى استرداد الأرض، وبمعنى آخر، فإنه كان قد حدد هدفه جيداً، منذ أول لحظة له فى الحكم، ثم حدد الطريق بدقة إلى تحقيق ذلك الهدف، ومضى فيه دون تردد، بصرف النظر عما راح يقال عنه، وقتها، وبعدها.
وعندما خطب في الكنيست الإسرائيلي، فإنه كان واضحاً للغاية في شرح الهدف من مجيئه، وكيف أنه قد جاء للتفاوض من أجل إعادة جميع الأراضي العربية التي جرى احتلالها عام 67، وليس الأرض المصرية فقط. وما حدث هو أن أصحاب الأرض غير المصرية قد خذلوه، سواء كانوا في فلسطين أو في سوريا، ولم يستجيبوا له، وقاطعوه، وعندما انعقدت جلسة المفاوضات في «مينا هاوس» بالقاهرة، رفع الحاضرون العلم الفلسطيني على مائدة التفاوض، ولكن أصحابه غابوا، ولو حضروا لكان وضعهم اليوم غيره أيامها تماماً. ولسبب ما أشعر بأن موقف جماعة الإخوان من خريطة الطريق المعلنة يوم 3 يوليو، هو نفسه موقف العرب من السادات في 77.
دستور
فالخريطة دعتهم، منذ اللحظة الأولى، إلى أن يكونوا حاضرين، وكانت واضحة تماماً في أنها لن تستبعد أو تقصي أحداً، ولم تضع شروطاً لأي حضور، ولكنها طلبت منهم أن يحضروا شأنهم شأن سائر القوى السياسية، رأساً برأس، ودون تفرقة.. فماذا حدث؟!.. انشغلوا بأشياء عجيبة من نوعية أن ما حدث في 30 يونيو انقلاب وليس ثورة، ومن نوعية استعادة الشرعية التيكانت تحكم قبل الثورة، ومن نوعية عودة «مرسي».. وإن كانوا قد تخلوا عن هذا المطلب الأخير في دعوة الحوار التي أطلقوها مؤخراً! فماذا حدث للمرة الثانية؟!.. مضت الخريطة المعلنة في طريقها، وأوشكت على الانتهاء من وضع دستور للبلاد، بينما «الجماعة» منخرطة في أشياء من النوعية ذاتها التي كان العرب أصحاب الأراضي المحتلة قد شغلوا أنفسهم بها، في مواجهة واقعية وصدق السادات معهم، ومع نفسه.
انقلاب
والنتيجة أن الأراض السورية التى كانت محتلة عام 77، لانزال تحت الاحتلال كما هي، وأن ما هو معروض على أبناء فلسطين، اليوم، من الأرض يمثل 22٪ مما كان معروضاً عليهم في ذلك العام، بينما عادت الأرض المصرية كاملة، وبهذا المنطق العملي فإن 36 عاماً أخرى يمكن أن تمضي، من الآن إلى عام 2049، كما مضت فترة مماثلة من 77 إلى هذه الساعة، ليكتشف الإخوان ومن معهم عندها، أن الثورة التي يسمونها انقلاباً قطعت أشواطاً في طريقها، ولم تنتظر أحداً!
نقلاً عن صحيفة "المصري اليوم"
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net