الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 12:01

نغم جهشان-حدّاد: ينبغي زيادة أهمية العلاج الوظيفي لدى الأطبّاء العرب

خاص بمجلة ليدي
نُشر: 22/11/13 14:20,  حُتلن: 08:03

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

نغم جهشان-حدّاد :

يجب أن تشكّل اياما دراسية تكون منبراً لعرض بحوث ودراسات مختلفة جرت ملاءمتها خصيصاً للمعالجين العرب من الوجهة العملية والثقافية

قد يضطر المعالج العربي اعتماد استمارات تهدف للمساعدة في التشخيص جرت ملاءمتها للوسط اليهودي بعيدة عن المفاهيم الحياتية للمجتمع العربي مما يخلق صعوبة في الاداء

ينبغي زيادة أهمية العلاج الوظيفي لدى الأطبّاء العرب المتخصصين بنمو الأطفال وتطوّرهم أطباء العظام الجراحة والأعصاب ولدى الطواقم التربوية العاملة في المدارس الرسمية

نغم جهشان -حدّاد، زوجة الدكتور سليم م. حدّاد، وكريمة الفنان المعروف أديب جهشان والمحامية تغريد جهشان، يافاوية المولد والنشأة، والمقيمة مع زوجها الدكتور حدّاد في حيفا منذ أربع سنوات، درست العلاج الوظيفي للقب الأول في جامعة حيفا، وتابعت دراستها للقب الثاني (الماجستير) في موضوع العلاج الوظيفي، في الجامعة العبرية في القدس. نغم جهشان مختصّة في تشخيص ومعالجة الأطفال الذين يعانون من تأخّر طفيف في النمو، والعسر التعليمي، وصعوبات في القيام بالمهارات الحياتية، ومشاكل في الكتابة.
تشغل منصب عضو في اللجنة الإدارية للجمعية الإسرائيلية للعلاج الوظيفي، ومسؤولة عن طاقم الطبّ المساند في مركز هيرش للطفولة المبكّرة في يافا تل أبيب، التابع لبلدية تل أبيب، ووزارة المعارف، ووزارة الرفاه الاجتماعي.


نغم جهشان-حدّاد

ليدي: ما هي ماهية العلاج الوظيفي والموضوعات التي يتطرق إليها؟
نغم: إن مهنة العلاج الوظيفي هي مهنة علاجية تـأهيلية تربوية، تهدف إلى تزويد الإنسان بوسائل وأدوات ومهارات، تمكّنه من مزاولة مهامّه الحياتية المختلفة دون عقبات، من سنّ الطفولة وحتى سنّ الكهولة، مما يساعد على شعوره بالانتماء وتحسّين جودة حياته.
العلاج الوظيفي موضوع أكاديمي، يتم تعليمه في الجامعات بالتعاون مع كلّيات الطبّ ومدارسه، ويشتمل التعليم على ثلاثة مسارات تخصّصيّة هي: العلاج الوظيفي للأطفال، العلاج الوظيفي التأهيلي الجسدي، والعلاج التأهيلي النفسي والعقلي. ويشمل كلّ مسار تخصّص تخصّصات فرعية داخلية، ففي العلاج الوظيفي للأطفال على سبيل المثال، هناك تخصّصات في العسر التعليمي، التخلّف، الشلل الدماغي، التوحّد، صعوبات الكتابة، مشاكل الإصغاء والتركيز، وغيرها.
اما تحت عنوان العلاج الوظيفي التأهيلي الجسدي، فنتطرق الى تأهيل وعلاج الكفّ، معالجة الحروق والنُدَب، إرشادات منظمة تساعد على ملاءمة محيط العمل وبيئته، لتجنّب الضغط على عضلات ومفاصل معينة وإتعابها، وإرشادات لمواجهة أمراض الروماتيزم (المفاصل) المختلفة. هذا الى جانب ملاءمة الكراسي المتحركة وتغيير السكن للذين يعانون من إعاقات.
اما العلاج التأهيلي العقلي والنفسي فيتضمّن تحسين عمليات التذكّر، أداء الوظائف اليومية، الجلطات الدماغية، وغيرها.
يجرى العلاج الوظيفي في أُطر مختلفة مثل: المستشفيات، صناديق المرضى، مراكز الطفولة، العيادات الخاصّة، والمدارس.

ليدي: هل ثمة فروق بين احتياجات الوسطين العربي واليهودي واختلاف في الآليات الوظيفية لعلاجها؟
نغم: إن العمل في الوسطين العربي واليهودي، أبرز أمامي الفروق بين احتياجات كل من الوسطين، وعلى الصعيد العام ثمّة حاجة ملحّة لعقد وتنظيم أيام دراسية واستكمالات من قبل محاضرين من الوسط العربي وباللغة العربية، للمعالجين الذين يعالجون في الوسط العربي.
ويجب أن تشكّل هذه الأيام منبراً لعرض بحوث ودراسات مختلفة، جرت ملاءمتها خصيصاً للمعالجين العرب، من الوجهة العملية والثقافية. إذ تواجه المعالج عقبات في ملاءمة الوسائل والاليات الموجودة مع طبيعة مجتمعنا العربي. فقد يضطر المعالج الى اعتماد استمارات تهدف للمساعدة في التشخيص جرت ملاءمتها للوسط اليهودي، بعيدة عن المفاهيم الحياتية للمجتمع العربي، مما يخلق صعوبة في الاداء.
وعلى الصعيد الخاصّ أو الضيق (أي على صعيد العلاج نفسه)، لا بدّ من الإشارة إلى الفرق الشاسع بين الوسطين (العربي واليهودي) في الاستفادة من العلاج الوظيفي. فلدى الوسط اليهودي دافع وحافز أكبر لإستغلال الخدمات المتواجدة بشكل عام، وفيما يتعلق بالعلاج الوظيفي على وجه الخصوص. فتراهم يسارعون الى طلب المساعدة والبحث عن ادوات تساعدهم في ملائمة محيطهم مع مهاراتهم وقدراتهم. الامر الذي يعنى بعد مجالنا. بالرغم من ذلك يجب الاعتراف بإن الإدراك أو الوعي لأهمية العلاج الوظيفي في الوسط العربي، آخذ في الازدياد، لكن ما زال بحاجة الى الدفع قدمًا في قرى كثيرة، وبشكل خاصّ في المناطق الريفية النائية، اذ ينحصر الوعي فقط في احتياجات العلاج، خاصّة لدى المجموعات السكانية ذات المشاكل الأكثر تعقيداً.
لذلك ثمّة ضرورة قصوى لزيادة أهمية العلاج الوظيفي، لدى الأطبّاء العرب المتخصصين بنمو الأطفال وتطوّرهم، وأطباء العظام، وأطبّاء الجراحة، وأطباء الأعصاب، ولدى الطواقم التربوية العاملة في المدارس الرسمية وغير ذلك. وينبغي تشجيع التفكير السريري بشكل أوسع في الوسط العربي، واشتماله جميع أولئك المعالجين، كما يجري في أُطر صناديق المرضى والمستشفيات.
وينبغي رفع وعي الجمعية الإسرائيلية للعلاج الوظيفي، لاحتياجات المعالجين الخاصّة في الوسط العربي، وبموازاة ذلك مدّ الجسور وبناؤها بين المعالجين وبين الجمعية، لكي يستفيدوا من الخدمات التي تقدّمها الجمعية ويتمتعوا بها.

ليدي: هل ثمة صعوبات تواجه المعالجين الوظيفيين المتأهلين خارج اسرائيل؟
نغم: نعم، تبرز الفروق بين الوسطين العربي واليهودي أيضاً في مسألة القبول للجامعات في البلاد، فدوائر وأقسام العلاج الوظيفي التي في الجامعات، تعتبر دوائر أو أقساماً صغيرة، وتقبل كل عام عدداً قليلاً من الطلاب الجدد، لذا يتوجّه طلاب كثيرون للدراسة في الجامعات الأردنية والجامعة الأمريكية العربية في جنين.
وتجدر الملاحظة بان مناهج التدريس المعمول بها هناك، لا تتوافق مع المناهج التي تدرس هنا؛ وثمة تباين في كيفية التأهيل والإعداد التي يحصل عليها هؤلاء الطلاب خلال فترة دراستهم، وبين المتأهلين في الجامعات الاسرائيلية. تتجسد تلك الفوارق والفجوات في عدة مجالات، الأول: وبحسب لجنة المتابعة العليا، تواجه شريحة كبيرة من هؤلاء المتأهلين صعوبة في اجتياز الامتحان الحكومي. ثانيًا، يضطرّ كثير من المتأهلين خارج اسرائيل الى العمل بشكل مستقل، وبقواهم ومجهوداتهم الشخصية الذاتية، لسدّ الفجوات او الفروق بين المناهج الدراسية، وذلك عن طريق الحصول على الإرشاد المطلوب أو امتلاكه، بشكل فرديّ أو التوجّه لمؤسسات مختلفة، ليطلبوا منها السماح لهم بزيارتها ومشاهدة ما يجري فيها. وأخيراً، فإنهم يواجهون صعوبات جمّة في الاندماج في سوق العمل بسبب تلك الفجوات التي في المناهج الدراسية.
لذا ثمة ضرورة لإعداد استكمالات خاصّة، للطلاب الجامعيين الذين أنهوا دراستهم في جامعات لا تدرس بحسب المنهاج المعتمد هنا.
كما أن هناك ضرورة قصوى للقيام بحملة توعية بين المعالجين الوظيفيين، حول حقوقهم الأساسية، مثل حقّهم في الحصول على الإرشاد المناسب، الاستراحات، الأجور، الاشتراك في أيام استكمال وإرشاد، وغيرها، وبخاصة في العيادات الخاصة، المنتشرة في الوسط العربي، وأمور أخرى لا تشكّل مشكلة في الوسط اليهودي.

ليدي: ما هو السبب الذي حملك اعلى الانضمام الى اللجنة الادارية للجمعية الاسرائيلية للعلاج الوظيفي؟
نغم: إن أحد الأسباب الرئيسية التي حملتني على الانضمام للجنة الإدارية في الجمعية الاسرائيلية للعلاج الوظيفي كان تمثيل احتياجاتنا نحن، أي احتياجات الوسط العربي، في الجمعية، ولكي يكون لنا صوت يُسمع لدى جميع عضوات إدارة الجمعية، من أجل الاحتياجات الخاصة لهذا الوسط، بدءاً من الاحتياجات الأساسية، التي منها على سبيل المثال لا الحصر، ترجمة إعلانات الجمعية إلى اللغة العربية، نشر الإعلانات الضرورية، توجيه النداءات لجمهور المعالجين الوظيفيين العرب، نشر التهاني بمناسبة الأعياد المجيدة، وأيضاً من أجل البحث عن الحلول الملائمة للمشاكل التي تمّت الإشارة لها فيما سابق.
كما أن للجمعية يداً طولى في علاقاتها مع المؤسسات الأكاديمية في البلاد، وتسهّل هذه العلاقة مهمّة رعاية مصالحنا كمعالجين وظيفيين عرب، والاعتراف بنا كجزء لا يتجزّأ، هامّ جدًّا ومؤثّر جدًّا من جمهور المعالجين الوظيفيين في البلاد، وذوي مقدرة على تقديم ما يلزم وبشكل غير مسبوق لهذا الجمهور.
ورغم أن الأمر ليس سهلاً كما قد يتصوّر البعض، فالحديث هنا يدور عن عمل تطوّعي كامل ودون أيّ مقابل، وخلال ساعات عمل طويلة، وكل هذا من أجل تمهيد الطريق أمام انضمام معالجين وظيفيين عرب آخرين إلى الجمعية.
وبهذه المناسبة يسرّني أن أتوجّه بالشكر الجزيل إلى مديرة مركز هيرش السيدة آمال طاطور، وإلى المعالجين الوظيفيين جمانة عاصي مرجية، كريم نصر، سوسن مزاوي حبيب وميساء حبيب، على دعمهم المتواصل.

مقالات متعلقة