الأخبار العاجلة

Loading...

الدكتور حسام محاجنة: أعراض الحمّى المالطية تشبه أعراض الانفلونزا

ابراهيم ابوعطا -
نُشر: 15/12/13 10:21,  حُتلن: 14:39

الدكتور حسام محاجنة:

تظهر أعراض المرض خلال أيام إلى بضعه أشهر من الاصابة بالعدوى و تشبه أعراض الانفلونزا

تجنب استهلاك الحليب غير المبستر ومشتقاته

مرض الحمّى المالطية او بأسمائه المختلفة كمرض الحمّى المتموّجة او حمّى حوض البحر الأبيض المتوسط غير الوراثية، هو مرض تلوثي ينتقل عبر المواشي والأبقار، وينتشر بشكل أساسي في دول محيط البحر المتوسط والشرق الأوسط. في البلاد، الغالبية المطلقة من حالات الاصابة بالمرض يتم تشخيصها عند السكان العرب بسبب تربية المواشي والأبقار قريبا من المناطق المأهولة او بداخلها وكذلك بسبب استهلاك الحليب غير المبستر ومشتقاته. يؤدي هذا المرض إلى أعراض ومضاعفات كثيرة قد تؤثر على أجهزة مختلفة في جسم الانسان كما سنوضح لاحقا. من خلال هذا التقرير والذي نلتقي من خلاله بالدكتور حسام محاجنة نلقي الضوء على مرض الحمى المالطية في لقاء مع موقع العرب وصحيفة كل العرب.

كيف يمكن ان نعرض مرض الحمى المالطية؟
الحمّى المالطية هو مرض يتسبب نتيجة العدوى ببكتيريا الـ"بروسيلا"، والتي اكتسبت اسمها من اسم مكتشفها وهو العالم السكوتلاندي ديفيد بروس عام 1887. كذلك تجدر الاشارة إلى ان تسميتها بالحمّى المالطية هو نسبة لموطن الطبيب والعالم الذي اكتشف ان الحليب هو مصدر العدوى وهو العالم تيمي زاميط عام 1905. كذلك يجدر في هذا السياق ذكر عالم الاحياء الفرنسي لويس باستر، والذي اكتشف طريقة البسترة، وهي غلي السوائل بدرجة حرارة عالية لمدة زمنية معينة تهدف الى قتل وافقاد الميكروبات المختلفة قدرتها على احداث الأمراض، وهي ما زالت تسمّى نسبة اليه حتى يومنا هذا. الحمى المالطية هو مرض عادة ما يصيب الحيوانات الحقلية البالغة على اختلافها، ومعظم الحيوانات المصابة بالمرض لا تعاني من أية أعراض وهنا يكمن الخطر الرئيسي للعدوى، وأحيانا يؤدي هذا المرض عند الحيوانات إلى الاجهاض. قد يصاب الانسان أيضا بالحمّى المالطية منتقلة اليه من تلك الحيوانات المصابة بطرق متعددة، ولا تتم العدوى بين المباشرة بين البشر. هنالك 6 أنواع مختلفة لجرثومة الـ بروسيلا، 4 منها بامكانها ان تصيب الانسان، الا ان جميع الحالات المرضية الموثقة في البلاد تكاد تكون نتيجة الاصابة بـ بروسيلا ميلتنتيس، وتسمى أحيانا بروسيلا الغنم. تتأثر جرثومة البروسيلا بعوامل متعددة منها أشعة الشمس المباشرة، االحرارة والغليان والمطهرات شائعة الاستعمال، الا ان لهذه الجرثومة القدرة على الاستمرار بالحياة لمدة طويلة في بيئات معينة فعلى سبيل المثال بامكان الجرثومة ان تبقى حيّة في البول لمدة شهر كامل وفي الجنين المجهض لمدة 75 يوما.

كيف تتم العدوى بهذا المرض؟
تطرح الحيوانات المريضة جرثومة البروسيلا مع السائل المحيط بأجنتها عند الإجهاض ومع البول والبراز والحليب، هذا بالإضافة إلى وجود هذه الجرثومة في دم ولحوم الحيوانات. تنتقل العدوى في أغلب الأحيان لدى التعامل مع الحيوانات، عند ملامسة إفرازات الحيوانات المريضة أو ملامسة المواد الملوثة بهذه الإفرازات، أو لدى تناول المواد الغذائية لهذه الحيوانات المصابة، كتناول حليبها أوالجبن المصنع من حليبها غير المغلي، كذلك تناول لحم الحيوانات المريضة. أما الطريقة الثالثة لانتقال العدوى والتي نادراً ما يقع بسببها التلوث فهي الانتقال عبر الغبار. تجدر الاشارة الى ان طريقة العدوى الأكثر انتشارا هي استهلاك الحليب غير المغلي ومنتجاته.

ما هي الفئات الأكثر عرضة للاصابة بالمرض؟
مستهلكو الحليب غير المبستر ومشتقاته كالاجبان واللبن.
العاملون مع المواشي من مزارعين وعمال المسالخ والأطباء البيطريين وغيرهم.
فنيي المختبرات الطبية.

ما هي أعراض المرض؟
تظهر أعراض المرض خلال أيام إلى بضعه أشهر من الاصابة بالعدوى، و تشبه أعراض الانفلونزا و تشمل:
أرتفاع درجة حرارة الجسم التي قد تصل الى 40 د.م. وتتميز بتموج في درجات الحرارة وهي احدى علامات المرض.
الاحساس بالبرد.
التعرق الزائد.
الضعف والارهاق والوهن العام.
آلام المفاصل و العضلات و الظهر
الصداع
يمكن لأعراض المرض الاختفاء لأسابيع أو أشهر ثم معاودة الظهور من جديد. قد يتحول المرض الى مرض مزمن عند البعض وحينها تستمر الأعراض لسنوات حتى بعد تلقي العلاج، و تشمل الأعراض والعلامات طويلة المدى الارهاق و الحمى و التهاب المفاصل و التهاب الفقرات والمفاصل المختلفة.

ما هي مضاعفات المرض؟
يمكن لداء البروسيلا أن يصيب أي عضو في الجسم و من ضمن ذلك القلب والكبد والجهاز العصبي المركزي والجهاز التناسلي، يمكن للبروسيلا المزمنة أن تتسبب في ظهور مضاعفات في عضو واحد أو في كامل الجسم، ومن المضاعفات الممكن حدوثها:
التهاب الغشاء الداخلي للقلب: و هو أكثر مضاعفات داء البروسيلا خطورة و جدية، و يمكن أن يضر أو يدمر صمامات القلب اذا لم يعالج وهو المسبب الرئيسي للوفيات المتعلقة بالبروسيلا.
التهاب المفاصل :يتميز التهاب المفاصل والعظام بألم في المفاصل، بالاضافة الى تيبسها وانتفاخها وخصوصا مفصل الركبة والورك والكعب ومفاصل العامود الفقري، ويمكن لالتهاب أن يكون صعب العلاج وأن يتسبب بأضرار مستديمة.
التهاب والخصية: بكتيريا البروسيلا قد تصيب البربخ – وهو الأنبوب الملتوي الذي يصل القناة الناقلة للمني بالخصية- و من هناك قد تنتقل العدوى الى الخصية نفسها، مما يتسبب بانتفاخ و ألم قد يكون شديداً، وقد تؤدي هذه الالتهابات الى العقم عند الرجال. والبروسيلا يمكن لها ايضا ان تصيب غدة البروستات و الكلى.
فقر الدم: وهو نقص في كريات الدم الحمراء السليمة، و يتصف ذلك بشحوب الجلد و الارهاق و قصر النفس.
التهابات الجهاز العصبي المركزي: و تشمل هذه الأمراض الخطرة مثل التهاب السحايا- وهو التهاب يصيب الأغشية المحيطة للدماغ و الحبل الشوكي- و التهاب الدماغ – وهو التهاب الدماغ نفسه.

كيف يتم تشخيص المرض؟
قد يصعب تشخيص المرض في بادئ الأمر بسبب تنوع الأعراض وتشابهها مع بعض الأمراض الأخرى كالرشح والأنفلونزا. يبدأ التشخيص بالاستجواب العام للمريض لحالته الصحية واعراضه واستجوابه الخاص بخصوص استهلاك الحليب غير المبستر ومشتقاته والتعامل مع الحيوانات الداجنة. ثم تتم الاستعانة بالفحوصات المخبرية التي تظهر ارتفاعا في دلالات الالتهاب العامة وكذلك تظهر ارتفاعا بمستوى المضادات الجسدية الخاصة بالمرض والتي وفقا لنوعها يتم تحديد مستوى حداثة الاصابة بالمرض، وقد يتعين اعادة اجراء هذه الفحوصات المخبرية عدّة أسابيع بعد اجرائها بالمرة الأولى للتأكد من الاصابة بالمرض. كذلك يتم التشخيص بناءا على ثبوت وجود بكتريا البروسيلا في الدم عبر ثبوت نمو تلك البكتريا في مزرعة الدم أو نخاع العظم أو السائل الزلالي للمفاصل.

كيف يتم علاج المرض؟
يهدف علاج البروسيلا إلى تخفيف الأعراض والوقاية من معاودة المرض وتجنب المضاعفات، ويكون العلاج عن طريق تناول المضادات الحيوية الخاصة، وعادة ما يستخدم لعلاج هذا المرض تركيبة من هذه المضادات تحوي اثنين او ثلاثة مضادات، حسب الحالة المرضية الخاصة. وعادة ما يتوجب تناول العلاج لمدة ستة أسابيع على الأقل، وفي بعض الحالات لمدة أطول تصل الى عدة شهور. يجب التنويه الى ان الأعراض لن تختفي كليا الا بعد بضعة أشهر من بدء العلاج.

هل يحصل الجسم على مناعة للمرض بعد الإصابة والشفاء ؟
لا تعطي الإصابة بالمرض مناعة ضد الإصابة في المستقبل، فقد يتعرض المريض إلى إنتكاسة (أي رجوع نشاط البكتيريا بعد العلاج ) ويحدث هذا غالبآ في الشهور الثلاثة الأولى إلى سنتين بعد العلاج. ومن الأسباب المؤدية لحدوث الانتكاسة:
- عدم الإلتزام بالمدة المحددة للعلاج.
- أخذ نوع من العلاج غير الفعّال.
- التعرض لإصابة أخرى من جديحز

 ما هي طرق الوقاية من المرض؟
- تجنب استهلاك الحليب غير المبستر ومشتقاته، واذا أصررت على تناولها فعليك غلي الحليب أو بسترته قبل شربه او انتاج مشتقاته.
- طهي اللحوم جيدا قبل تناولها وتجنب تناول اللحم او الكبد النيء.
- التأكد من أخذ العلاج بالطريقة الصحيحة ولفترة كافية حسب ما يقرره الطبيب.
- المتابعة المنتظمة في العيادة الطبية لمدة سنة بعد الشفاء للتأكد من عدم إنتكاس المرض.
- أخذ الحيطة و الحذر عندما تكون احتمالية الإصابة في مكان العمل عالية: على العاملين على في المختبرات التعامل مع العينات تحت شروط السلامة الحيوية، و يجب معالجة العاملين الذين تم تعرضهم لها فورا، على المسالخ التقيد بشروط السلامة ايضا مثل فصل اماكن الذبح عن غيرها و استخدام الملابس الواقية والقفازات.

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة