الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 00:02

أحمد فؤاد نجم: شاعر جعل الفصحى تغار من أختها.. المحكيّة!/ بقلم: بروفيسور سليمان جبران

كل العرب
نُشر: 02/01/14 12:19,  حُتلن: 12:34

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

بروفيسور سليمان جبران في مقاله:

نجم عاش حياته كلّها فقيرا مشرّدا لم تغيره "النعمة" حتى بعد الشهرة والانتشار في مصر وخارجها مصرّا على مناصرة المظلومين

نجم ظاهرة معاصرة حوّلت "الصعلكة" القديمة إلى ثورة معاصرة لحمتها الصرخة الاجتماعيّة الواعية وسداها الفكر السياسي الثاقب!

 
قبل أيام، في 3 كانون الأول 2013، غادر هذا العالم الشاعر المعروف أحمد فؤاد نجم. نجم شاعر مختلف تماما، لم تعرف العصور الماضية مثيلا له ولا الحاضرة!

عاش نجم حياته كلها "صعلوكا" شريدا، ونذر وقته وموهبته كاملين لخدمة أبناء شعبه "الغلابة"، ولا أظننا نجد مثل هذه الظاهرة الفريدة في تاريخ الأدب العربي، قديمه وحديثه ! العصر الجاهلي وصدر الإسلام شهدا، مثلا، ظاهرة الشعراء الصعاليك. إلا أن نجم ظاهرة معاصرة حوّلت "الصعلكة" القديمة إلى ثورة معاصرة، لحمتها الصرخة الاجتماعيّة الواعية وسداها الفكر السياسي الثاقب!

بعد حرب 1967، ظهر الشاعر السياسي أحمد فؤاد نجم فجأة؛ أشبه بالبرق الساطع في سماء الهزيمة المظلمة. فاجأته حرب حزيران وقد غدا كهلا، ابن 38 سنة، لم يكتب قبلها الشعر السياسي ولم يحترفه. إلا أن الهزيمة المنكرة حوّلته إلى شاعر ثائر، بوظيفة كاملة، استطاع انتشال المصريين، بصوت إمام عيسى، سيّد إمام، من اليأس والإحباط ، باعثا فيهم الأمل، دونما تجاهل للعيوب السياسية والاجتماعية الكثيرة في نظام عبد الناصر بالذات. قال نجم بصوت وألحان سيد إمام:
الحمد لله خبطنا تحت بطاطنا [ ضربنا تحت إبطنا؟ ]
يا محلا رجعة ضبّاطنا من خطّ النار
يا أهل مصر المحميّة بالحراميّة
الفول كتير والطعميّة
والبرّ عمار
ح تقول لي "سينا".. وما "سيناشي" [ جزيرة سيناء وغير سيناء]
ما تدوشناشي [لا تدوشنا]
ما ستيميت أتوبيس ماشي [600 باص]
شاحنين أنفار
إيه يعني شعب في ليل ذلّه
ضايع كله
دا كفاية بس أما تقوله
إحنا الثوّار!

يجدر بالذكر هنا أن والد الشاعر سمّاه أحمد فؤاد على اسم ملك مصر يومها، ربّما إمعانا في المفارقة، دونما قصد طبعا! فقد عاش الشاعر حياة يتم وشقاء وتشرّد، كما التقى في ملجأ الأيتام بالمطرب عبد الحليم حافظ، أو عبد الحليم شبانة في تلك الأيام، فغنيا معا المقامات والتواشيح!

عاش نجم حياته كلّها فقيرا مشرّدا، لم تغيره "النعمة" حتى بعد الشهرة والانتشار في مصر وخارجها، مصرّا على مناصرة المظلومين، كل المظلومين، وعلى ارتداء "جلابيته" الشعبية حيثما ذهب!

لا نريد الإطالة هنا، مع ذلك لا بدّ لنا من إيراد المقطع الأخير من قصيدته " زيّ النهارده" التي قدّم بها لكتاب سيرته:
ليلتها كان الحظ آخر نعنشة
وكلمتين في ضحكتين بعد العشا
كان القدر جاهز مجهّز خبطته
خبط عبط شوفوا العجيبة المدهشة
سنين عذاب تعملها لحظة سلطنة
(للحديث صلة)

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


مقالات متعلقة